أحببت أن أنقل لكم ردا لبعض إخواننا يردّ على طاعن (1) يطعن في ابن تيمية في كلام له:
(وكان في جملة المثنين عليه ـ يعني إبن تيمية ـ التاج الفزاري المعروف بالفركاح وابنه برهان الدين ,والجلال القزويني, والكمال الزملكاني, ومحمد بن الحرير الأنصاري ,والعلاءالقونوي وغيرهم, لكن ثناء هؤلاء غر إبن تيمية ولم ينتبه إلى الباعث على ثنائهم فبدأ يذيع بدعا بين حين وآخر, وأهل العلم يتسامحون معه في الأوائل بإعتبار أن تلك الكلمات ربماتكون فلتات لاينطوى هو عليها, لكن خاب ظنهم وعلمواأنه فاتن بالمعني الصحيح!! فتخلوا عنه واحداإثر واحد على توالي فتنته!! ,,,,) إهـ.
قال الأخ الشيخ عبدالناصر بن عثمان الأفرحي: أقول: إن هذاالكلام العاطل العري عن التحقيق العلمي قاله الكوثري! ت1371هـ كمافي مقدمته على النصيحة المنحولة على الحافظ الذهبي إلا أن الخصم تصرف فيه!! و"عند جهينة الخبر اليقين",والذي ذكره بخلاف ماهو مقرر في كتب أهل العلم إذتوفي شيخ الاسلام إبن تيمية وهؤلاء يعظمونه ويحبونه وهذاالتاج الفزاري يقول عنه الحافظ الذهبي"وكان تاج الدين الفزاري يبالغ في تعظيم الشيخ تقي الدين, بحيث علق بخطه درسه السكرية" نقل ذلك عنه الحافظ ناصرالدين الدمشقي في كتابه الردالوافر ص154,وكذاإبنه برهان الدين يقول الصفدي عنه وعن ابن تيمية معا:"ماتهاجرا قط, وكل منهمايحترم صاحبه إذااجتمعا"أهـ أعيان العصر1/ 86بالإضافةإلى أنه قدتردد إلى قبره ثلاثة أيام متوالية مع جماعة من علماء الشافعية يأتي راكبا وعليه الجلالة والوقار كمافي البدايةوالنهاية14/ 175ـ189حوادث سنة 728,والردالوافرص154.
وهذامحمد ابن الحريري يقول:"إذالم يكن ابن تيمية شيخ الإسلام فمن؟؟!! ,وقال مرةلبعض أصحابه: أتحب شيخ تقي الدين؟ قال نعم, قال: والله لقدأحببت شيئامليحا!! "أهـ
البداية14/ 179حوادث سنة728,والردالوافر ص102,وبقي الحريري على ذلك حتي مات, إذلم يرد عنه ماذكره الخصم فإن تردتفصيل ذلك فراجع كتب التاريخ.
وهذاعلاء الدين القونوي كان يعظمه ويذب عنه كمافي البدر الطالع للشوكاني ص444,وأمافعل الزملكاني فعن هوى غلبت عليه بدليل ماقال الإمام المقريزي في كتابه المقفى الكبير1/ 469:"ثم نزع الشيطان بينهماوغلبت الزملكاني أهويته فمال عليه مع من مال"اهـ.
وقال الحافظ ابن كثير عنه:"وكان من نيته الخبيثة إذارجع إلى الشام متولياأن يؤذي شيخ الإسلام إبن تيمية فدعا عليه فلم يبلغ أمله ومراده فتوفي في سحر يوم الأربعاء سادس عشر رمضان ... "البداية14/ 167حوادث سنة727.رغم أنهماكانايشتركان في ردالبدع.
قال الحافظ ابن كثير:"وقد كنت رأيت عنده ـ يعني الأمير حسام الدين أبوبكر ـ فتياعليها خط الشيخ تقي الدين ابن تيمية, والشيخ كمال الدين ابن الزملكاني, وغيرهمافي إبطال هذه البدعة ـ يعني الوقيد بجامع دمشق في ليلة نصف من شعبان ـ فأنقذ الله ذلك ولله الحمد والمنة"أهـ البداية14/ 294حوادث سنة751.) إنتهى "طليعة الأجوبة الصريحة عماأورد ناشر النصيحة) ص5ـ8.
قال الهيراني:
ونقل ابن ناصر الدمشقي في كتابه [الردّ الوافر] أكثر من سبعين عالما ممن لقبه بشيخ الإسلام فراجع.
قال الحافظ ابن كثير: وفي الجملة كان رحمه الله --- يعني ابن تيمية --- من كبار العلماء ممن يخطئ ويصيب ولكن خطؤه بالنسبة إلى صوابه كنقطة في بحر لجي وخطؤه أيضامغفور له كما في صحيح البخاري "إذااجتهد الحاكم فأصاب فله أجران وإذاجتهد فأخطأفله أجر" فهو مأجور) البداية والنهاية14/ 139.
معظم ما يعتمد الطاعنون --- كابن حجر الهيتمي والكوثري --- في شيخ الإسلام ابن تيمية هو ما قال عنه السبكي وابنه وابن الزملكاني (2) وغيرهم.
أماالسبكي فقد ردّ عليه جماعة من علماء عصره منهم:
الحافظ ابن عبد الهادى في كتاب سمّاه "الصارم المنكي" والإمام أبوالمظفر يوسف بن محمد السمري الحنبلي والإمام أبوعبدالله محمد اليافعي اليمني الشافعي في منظومتين مشهورتين جوابا للسبكي لما حطّ على ابن تيمية بأبيات وقد إستحسن الحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي بمنظومة السرمريّ قال في [الردّ الوافر ص232]: وقد أحسن في هذاالرّد المقبول وهدم تلك الأبيات بنظام المنقول وجلال المعقول) إنتهى.
وأما ابن السبكي يقول قاضى عصره وشيخ المذهب عز الدين ابن جماعة الكناني في ابن السبكي: هو رجل قليل الأدب! عديم الإنصاف! جاهل بأهل السنّة ورتبتهم!) نقلها الحافظ السخاوي في الإعلان101ص.
نعم إنّه كان قليل الأدب فكما حطّ على شيخ شيخه ابن تيمية حطّ أيضا على شيخه الذهبي في غير ما موضع في كتابه [طبقات الشافعية] ونسي أنه شيخه ومعلّمه قال في [الطبقات7/ 134] دفاعا عن الأشاعرة:,,,,,,وكان الموفق وأبو عمر من أهل العلم والدين لا ننكر ذلك ولا ندفعه وإنّما ننكر وندفع من شيخنا! تعرّضه كل وقت بذكر العقائد وفتحه لأبواب مغفّلة! وكلامه فيما لا يدريه!! وكان السكوت عن مثل هذا خيرا له في قبره وآخرته) إنتهى.
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
1) هو محمد محمود المشهورب [أبّا] من كبار المتصوفين في الصومال توفي قريبا.
2) وقد أثنى ابن الزملكاني رحمه الله في ترجمته لأبن تيميّة وبالغ فيه فكتب تحت الترجمة أبياتا منها:
ماذايقول الواصفون له ¤¤¤¤وصفاته جلّت عن الحصر
هو حجّة الله باهرة ¤¤¤¤¤هو بيننا أعجوبة الذهب
هو آية للخلق ظاهرة ¤¤¤¤أنوارها أربت عن الفجر
أنظر [شذرات الذهب في أخبار من ذهب 6/ 243].
وله مصنفات في الردّ على ابن تيمية في مسألة الزيارة والطلاق.