تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الفكر التربوي عند العلامة والمؤرخ الشيخ المختار السوسي]

ـ[محمد ابوقاسم]ــــــــ[08 - 02 - 09, 01:47 ص]ـ

الفكر التربوي عند المحتار السوسي

اكتب عن المختار السوسي لانني عايشته، وعرفته عن كتب، سواء في بيته باعتباري صديق ابنائه و ابن صديقه،اوفي زاويته عندما التحقت للتعلم فيها، وتلقيت الكثير من المعارف عنه، سواء في الدروس الليلية (بين العشائين: شرح البخاري، او بعد صلاة الصبح لشرح مختصر خليل) او خلال الدروس الرسمية بزاويته، يلقنها جملة من الاساتذة كان يختارهم لذلك بمسجد باب دكالة السعدي،اوعندما كنت ازوره رفقة والدي رحمة الله عليه، بمنزله بدرب ابن العالية بالدار البيضاء، كان رحمة الله عليه رجل تربية بالمفهوم المثالي:،يعطي القدوة الحسنة في المظهر النقي

البراق، وفي السلوك المتسم بالاستقامةوالحياءوالبشاشة، والجود وما لديه إلا القليل، وبخفة الروح وسرعة البديهة والتربية عنده حياة، ليس لها وقت محدد، لكن لها الظروف المناسبة

الفكر التربوي كمفهوم

الفكر التربوي نتاج قناعة بان اساس الاصلاح توجيه تربوي، وإيمان بان التربية هي البنية الاساس لتكوين ابستمولوجي وسيسيولوجي،،والتربية في الفكر التربوي .. لاتتسم بالنسبية، ولا تقبل انصاف الحلول، منذ خضوعها للدراسة السيكولوجية والبداغوجية، وانسياقها في إطار التجربة والقياس، وليس الفكر التربوي وليد العصر،ولا من مستحدثات.التطور البشري، بل يرجع الى اول عهود التكوين الاجتماعي، إذ يندرج ضمن النوازع البشريةعند تكوين اول خلية اجتماعية، أي عندما كان الاب والام يعملان على حماية النسل وإعداده للحياة، في بيئة خاصة مدفوعة بالفطرة التي فطر الله الناس عليها، وبتوالي الزمن وتطور الحياة، ازداد شعو. ر الانسان بما حوله، ونمت مدركاته واغتنى مخزونه المعرفي، ونشأت اعراف وتقاليد نقلت الى الابناء، والزموا بالحفاظ عليها،،وسنت القوانين لحمايتها، وكان الباعث على ذلك الشعور بإمكانية التطورنحو الاحسن، وإمكانية الحفاظ على المكتسبات والاستفادة منها مستقبلا، وصحب الاحساس بتحقيق النتائج اصرار على الحفاظ على هذا الفكر،

لم يكن الفكر التربوي وحيد المصدر، ولا عام الهدف، وإنما كان لكل مجتمع فكره. التربوي، انطلاقا من الاهداف التربوية التي يرمي اليها، وتمشيا مع الامكانات التي توفرها بيئته، فالفكر التربوي عند قدماء المصريين هو غيره عند الصينييين او الهنود، وهو عند الاغريق غيره عند الاسبرطيين، ومن الملاحظ أن الفكر التربوي ينمو ويتطورفي الفترات التي يقع فيها تغيير اجتماعي او نهضة اقتصديةاو انقلاب صناعي، اوحتى ازمة سياسية، لان المؤثر فيه هو توجهات الامةاو الجماعة، ومن اكبر المؤثرات ايضا التوجه الديني او الايديولوحي، وكذا الاماني القومية او الوطنيةفهذه في الغالب هي التي تحدد مستوى الاهداف المتوخات،،

عندما نطلق لفظ الفكر التربوي عند المختار السوسي نكون قد اردنا التاكيد على انه إذا كان للسلطة التربويةتوجه يتحكم في المسار،فإن لكل فردباعتباره مسؤولا عن جماعة إحساس بالهدف، وفكر تربوي يعمل على ترسيخه في نفوس من يتعهدهم، وتطبيقه من قبل من يوجههم، ولا اريد القول من خلال هذا أن الفكر التربوي متسيب وأن كل شخص يحدد فكره التربوي ويطبقه، لان هذا الاعتقاد يسمه بسمة الفوضى، وتحاشيا لذلك عملت الامم على التنسيق بين وجهات النظر،واتخاذ الرأي المحقق للاهداف، وربما كان من اسباب الاهتمام بالفكر التربوي أن المجتمعات قد تطورت،وان الاهتمام بالفرد قد تزايد، وان العلوم ذات الارتباط بالانسان قد قطعت اشواطا في مجالها مما ساعد على فهم الكائن الانساني، ويسر التعامل معه، ومكن من وسائل رفع مستواه وتنمية وعيه العام، وما يشهده العالم اليوم من تطور مدين لهذا الفكر التربوي

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير