منصتها بهجة) هذه الاحكام ايدها الواقع واجمع عليها الرأي فلم تكن اعتباطية ولاوجدانية، وإنما كانت ملاحظة دقيقة، وذكاء وقاد وفكر تربوي ناضج
ب) الممارسة واستخلاص النتائج: الممارس الراغب في تكوين فكر في الموضوع يطرح السؤال ويترك التجربة تجيب،والسؤال الذي طرحه محمد لمختار السوسي يتجلى في قوله: كنت لاادري كيف اصنع في ذلك، وما هي الطريقة التي سأسلكهالان من لم يخض بعد مخاضاقلما يدرك بادئ ذي بدء مقدار غورها ولاكيف يضع الرجل في الخطوةالاولىمنها) لكنه لما فتح المدرسة ونصب نفسه للعطاءانثالت عليه جموع الطلبة (وهكذا صار تلاميذ الجيران يزدادون شيئا فشيئا، والزاوية تستحيل مكتبا ابتدائيامن حيث لانشعر، ثم انثال علي المبتدؤون فصرت افتح مع كل طبقة،فتكون بذلك حلق متتابعة) اعطت الممارسة ثمارها واكتسب الشيخ ديداكتيكية التعليم وتشرب الطرق التربوية المتجلية في الاخذ بالحسنى، والاقناع والترغيب،والحب الابوي، وكان الكل لله وما كان لله دام، ولقد وضح خلاصة تجربته في قوله: (كنت آخذ كل مبتدئ بالملاطفة والمساهلةحتى استأنسوا بالقراءة) _ (والشهادة لله فقد كان كذلك ولمست هذا حقيقة منه) كان يعتمد الطريقة السقراطية،وكانت تعجبه طريقة ا لرواقيين، إذ لاحظت أنك وانت تمشي معه تحس انك في فصل دراسي بطريقة لاتشعرك \ بحرج ولاتضيع عليك متعةالفسحة [4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=77#_ftn4) وجعل نفسه معلما اينما كان في الحل والترحال،,في الطريق يعلم رفيقه في السجن علم زملاءه، وعلم الناس في منفاه كان رفاقه في منفاه الاخيرمن نوابغ الفكر الوطني خريجي القرويين،واعلام ألثقافة،واختاروه معلما لهم، واصبح مدرسة تربوية لها خصوصيتها يقول: (ولمعرفة الناس هنا بكلفي بالتعليم كان كل واحديقترح علي درسا خاصاحتى الاستاذ محمد الفاسي اقترح ان نمر بالقاموس كما اقترحه الاستاذ الكتاني، .... وكذلك اقترح علي مصطفى المشرفي الولوع بكل استفادة أن اقرأ معه فنونا من النحو والصرف واللغة والادب، وكان يظنني دائرة معارف) ولبراعته في التعليم وتمكنه من طرق التوصيل نقرأ: (ولذلك اجبت المحمدي على درس خاص يقترح الاينقطع لزعمه انه يستفيد منه كثيرافكانه سر بماعرف في التعريف وفي الاصول بعد ان كان افتتح مع استاذ كبير (ارشاد الفحول) فلم يهتد ذلك الاستاذ مع معارفه الجمةالى ماهو سر الصناعة في التعليم، فاتيت الرجل توا من صميم العلم لامن مقدماته، [5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=77#_ftn5) ولقد بلغت ثقةالشيخ بنفسه واعتزازه بقدرته على التبليغ أن قال: (والله لوكان لي في هذا المعتقل رأي وحدي لخرجت في العربية هؤلاء تخريجا يضرب به المثل) وباعتباره ابن زاوية ورجل تعليم فقد كان من همه ان يحقق دور الزاوية فلا يقتصر عمله على الاعداد للدنيا وإنما للاخرة ايضا، كان رفاقه في المعتقل يبدأؤن صباحهم بالتمارين الرياضية حريصين عليها، وهولا يعارض ذلك لكنه كان يفضل الجمع بين الاهتمام بالذات والاهتمام بالروح،والعناية بالدين الذي خلقت الاجسام من اجله، فقال:
يامن يبكر للرياضة هل تبكر للصلاة
ذي للحياة فما تعده للذي بعد الحياة
هاتوا الرياضة والصلاة معاتكونوامن الهداة
نجح المختار السوسي في مجال التعليم، وكان شعاره (الممارسة التعليمية اخطر من الممارسة السياسية) وكان يرى أن الجهل اقوى عدو للشعب، إذا قضي عليه قضي على كل مغتصب ومن شعره:
لتسقط على الارض السماوات ولتقم قيامة شعبي فالهلاك ولا الجهل
وكان شعاره في الوطنية: (وطنيتي من ديني وليس ديني من وطنيتي) كان مدرسة تربوية، ترسل إشعاعها في كل اتجاه،نجح في التعليم، نشرافي مدرسته،وبعثا في المدارس التي اشرف على إنشائها في الجنوب،ولنستمع للحاج احمد معنينو_ (من خلال
[1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=77#_ftnref1) بزعامة يحي الحيحي كانت زاويته بجبال الاطلس انظر نزهة الهادي للوافراني ص:208
[2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=77#_ftnref2) علال الفاسي
[3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=77#_ftnref3) زرته في بدية الاستقلال واثناء حيثنا سالني ماذا يروج في مراكش فقلت له /ان الكثير يعتقد انك ستعين رئيسا لكلية ابن يوسف، فأجابني ببسمته المعهودة وبتواضعه الجم قائلا/ او ما لقاو للي يكون رئيس غير هذا الشليح وفي اليوم التالي عين وزيرا للاوقاف
[4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=77#_ftnref4) كان من عادة الشيخ ان يقوم بجولة بعد صلاة العصر في عرصة الحامض القريبة من سكناه قبل ان تصبح كلها مباني،وكان له رفيق في هذه الفسحة وهو السيد محمد بن ادريس الخياط، وكان رجلا فاضلا اطال الله عمره _ (،كان له علي فضل وانا فتى يافع احضر دروس البخاري بين العشائين ودفتري بيدي لتسجيل ما يمليه الشيخ فكلما فاتتني عبارة اوبيت شعر كان منجدي فيها السيد محمد بن ادريس الخياط) فإذا غاب حللت محله في كثير من الاوقات فاصحب الشيخ في فسحته واتمتع خلالها بدرس مبسط لااشعر فيه برتابة اوملل او حشو
[5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=77#_ftnref5) معتقل ص:208