تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

حفظي لكتابِ الله حفظاً متقناً على يد خمسة من المشايخ الفضلاء رحم الله ميتهم ووفق حيهم لكل خير وهم الشيخ المقرئ: عبد المجيد بن عبد المجيد السوري الشامي ـ وفقه الله ـ والشيخ: محمد العيسى ـ رحمه الله ـ والشيخ المقرئ: عبيد الله الحنفي ـ رحمه الله ـ والشيخ: محمد السالم ـ رحمه الله ـ والشيخ: مفرح بن يحيى الشهراني وفقه الله وبارك في حياته، ثم بعد ذلك درستُ علمَ اللغةِ العربية والنحو، وكذلك علمَ المواريث على يد الشيخ: سعيد بن عبد الله الهمداني وفقه الله لكل خير وبارك في علمه وحياته فقد اعتنى بي عناية فائقة، وكان له الأثر الكبير في فهمي لتلك العلوم، ثم بعد الانتهاء من دراسة تلك العلوم شرعتُ في دراسة أصول الفقه والفقه كذلك على نفس ذلك الشيخ، هذا بالإضافة إلى دراستي النظامية بالمعهد، ثم تعلمتُ الوعظ وأساليبه وحكمَته على الشيخ: محمد بن حمود رحمهُ الله رحمةً واسعة ً، ثم أخذتُ علم العقيدة والتوحيد مدارسةً مع العلامة سماحة الشيخ: عبد الله بن سعدي العبدلي رحمهُ الله رحمةً واسعة، فقد كان له الأثر الكبير في ضبط عقيدة أهل السنة والجماعة في منهجي، وكان إمام عصره في التوحيد وتخليصه من الشوائب، حتى إن سماحة الشيخ ابن باز كان يستشيره في بعض المسائل ويأخذ برأيه فيها حتى إنه كان يأخذ بتزكيته إذا زكى له شخصاً، وقد كان رحمهُ الله أعني ـ ابن سعدي ـ شيخاً لأبي وجدي حينما كان يزورهم في قريتنا آن ذاك.

ثم بعد ذلك وبعد تخرجي من المعهد كنتُ مساعداً ونائباً لإمام وخطيب الجامع الكبير بالخميس لعدة سنوات ثم عُينتُ بعدها إماماً وخطيبا رسمياً للجامع الكبير بمحافظة خميس مشيط في عام 1396 هـ تقريباً، ومن ثم َّ بدأت مشوار الدعوة إلى الله والتوجيه للناس عبر الخطبِ والدروس في الجامع، ثم شرفني الله في عام 1401هـ بزيارة سماحة العلامة الشيخ: محمد بن عثيمين ـ رحمةُ الله عليه ـ لمسجدي والصلاة خلفي أربعة فروض هي الفجر، والظهر، والمغرب والعشاء وبات عندي وأفطر، وقرأت عليه لمعة الاعتقاد، والآجرومية في النحو، والرحبية في الفرائض، ثم أوصانا بوصايا في الصلاةِ والاهتمام بشأنها، وذكرنا بقوله صلى الله عليه وسلم (وجعلت قرة عيني في الصلاة).

ثم شرفني الله بعد ذلك بزيارةِ سماحة العلامة الشيخ الدكتور: عبد الله بن جبرين حفظه الله ومتع بحياته عام 1405هـ وصلى معنا كثيراً من الأوقات خلال زياراتهِ المتكررة كل عام تقريباً للمنطقة، وكذلك معالي الشيخ: محمد السبيل إمام وخطيب المسجد الحرام صلى معنا أكثر من مرة ويقول حفظه الله: أحرص أن أصلي معكم كلما زرت المنطقة الجنوبية، وغيرهم من المشايخ المحبين.

وقد شرفني الله بحفظ الأمهات الست حفظاً متقناً ودرّستُها في الجامع الكبير ثم حفظت ما تيسر لي من مسند الإمام أحمد وبعض المسانيد الأخرى، ثم قرأتُ كتابَ جامع الأصول في أحاديث الرسول ـ صلوات ربي وسلامه عليه وآله وسلم ـ في أحد عشر مجلداً قرأتهُ كاملاً مراتٍ عدة حتى استظهرته، ثم قرأتُ كتابَ شرح السنة للبغوي في ستة عشر مجلداً واستظهرته أيضاً، ثم قرأتُ جُلَّ التفاسير المهمة واستظهرتها ولله الحمد والمنة على فضله وتوفيقه، إضافةً إلى كثيرٍ من مؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه البار ابن القيم ـ عليهما رحمة الله ـ ولا نزال حتى الآن وبعد الآن نتعلم ونستقي من علوم الشريعة النيّرة التي لم يأمرِ اللهُ العبدَ في حياته بالتزود من شيء إلا بالتزود منها أي من العلوم، ومن التقوى.

ثم بعد ذلك درّستُ دروساً خاصة لبعضِ الطلبة فمنهم من حفظ الصحيحين، ومنهم من حفظ ألفاً وألفي حديث، ومنهم من حفظ بلوغ المرام وكان يحفظ المتن والشرح معاً كالشيخ حجر القرني والشيخ مقشر العسيري الذي صادف وهو يسمع عندي زيارة فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ: سعود بن إبراهيم الشريم الذي تعجب من حفظ ذلك الطالب وإتقانه في التسميع حتى كأنما يقرأ من كتاب.

الخبرات العملية: عملتُ عضواً في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بعد تخرجي من المعهد العلمي لمدةِ عشر سنوات تقريباً بالإضافة للإمامة للجامع الكبير، وبعد كثرةِ انشغالي في الجامع الكبير وأيضاً جاءتني ترقيةٌ في ذلك الحين لأكون مساعداً لرئيس هيئة الخميس فثار لذلك بعضُ الزملاءِ حسداً من عند أنفسهم على تلك الترقية الحاصلة لي بجدي ومثابرتي ويدَّعُون أَنهم الأولى بتلك الترقيةِ لأقدميتهم في العمل، فلما علمتُ بذلك دخلت على الرئيس وطلبتُ منه ورقةً بيضاء كتبتُ فيها استقالتي أمامهم وتنازلتُ عن تلك الوظيفة كاملةً لهم، فرزقني الله وعوضني خيراً، وتتجلى خبرتنا العملية في إمامتنا وخطابتنا للجامع الكبير لما يقرب من خمسةٍ وثلاثين عاماً كان الغياب فيها لا يتجاوز الخمسة أيام سنوياً لأداء العمرة وزيارة المسجد النبوي بصحبة الأسرة وكذلك كثيرٍ من المحاضرات واللقاءات التي كانت تُنظم في المنطقة الجنوبية وغيرها من مناطق مملكتنا الغالية، وكذلك زياراتي ولقاءاتي المتكررةِ لضباط وأفراد القوات العسكرية، ووصيتهم بتقوى الله عز وجل ومراقبتهِ في السر والجهر، وتذكيرهم بأن المعاصي شؤمها عظيمٌ على الخاص والعام، ووصيتهم بالمحافظة على هذه البلاد وأمنها وطاعةِ ولاةِ أمرها وبأن ذلك مما يُتعبد الله تعالى به، إضافةً للدروس الخاصة ببعضِ الطلاب، وقد حصلتُ في عام 1420هـ على جائزة أبها كأفضل إمامٍ وخطيب من يدِ صاحب السمو الملكي الأمير: سلمان بن عبد العزيز آل سعود بحضور أمير منطقة عسير حينها الأمير: خالد الفيصل، وكان من مبررات ترشيحي لتلك الجائزة المذكورة في الشهادة محافظتهُ على الجامع جمعةً وجماعة وتمتعهُ بقدرٍ كبيرٍ من العلمِ، والثقافةِ، والفهمِ، وحسن التعبيرِ، واختيارِ مواضيع الخطب وملامستها لقضايا المجتمع وتوجيهِ الشبابِ إلى أمورِ الدين، بالإضافة إلى العديد من الشهادات التقديرية من بعض الدوائر والوزارات.

هذه إجمالاً السيرة الذاتية لحياتنا، والله الموفق في ما بقي من عمرنا

نقلا عن موضوع كتبه الأخ (أبوهيف) في منتديات خميس مشيط

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير