تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو ذر عبد الله السلفي]ــــــــ[09 - 09 - 09, 11:13 م]ـ

الفصل الثالث

أدلة القائلين بأن البسملة من الفاتحة،ومناقشتها

استدل القائلين بأن البسملة من الفاتحة بقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: «إذا قرأتم ? الْحَمْدُ للّهِ ? فاقرؤا ? بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ? إنها أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثاني و? بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ? إحداها» [رواه الدارقطني]. ونوقشوا بأن معنى الرواية أن الحمد لله رب العالمين إلى آخر الآيات سبع آيات، ولملاحظته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - توهم السامعين كونها ليست بآية من القرآن لعدم تعرضه لها أزال هذا التوهم فقال: ? بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ? إحداها أي مثل آيات الفاتحة في كونها آية من القرآن جمعا بين هذه الرواية و بين أدلة نفي كون البسملة من الفاتحة

واستدلوا: بحديث أنس قال: بينا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءة ثم رفع رأسه متبسما فقلنا ما أضحكك يا رسول الله قال: «أنزلت علي آنفا سورة فقرأ ? بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ?» [رواه مسلم]،ونوقشوا بأن غاية ما في الحديث إثبات أن البسملة من القرآن، وليس أن البسملة آية من سورة الكوثر جمعا بين هذا الحديث و بين أدلة نفي كون البسملة من سور القرآن قلت: و هذا الإستدلال غريب فإن كون النبي صلى الله عليه وسلم قالها لا ينفي أنه قالها من باب التبرك لا من باب إثبات كونها آية و الجميع يقرأها بعضهم من باب التبرك بها و البعض يعتقدون أنها آية و الجميع يتابع النبي صلى الله عليه و سلم لذلك هذا الحديث ليس لهم فيه أدنى حجة

واستدلوا: بحديث أم سلمة أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قرأ في الصلاة ? بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ? وعدها آية و هذا نص صريح وعن أم سلمة قراءة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ? بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ? ? الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ? ? الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ? ? مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ? يقطع قراءته آية آية ونوقشوا بأن الرواية الأولى غاية ما فيها إثبات أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كان يقرؤها في الصلاة،ويعدها آية لوقوفه عليها، والرواية الثانية غاية ما فيها بيان كيفية قراءة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لسائر القرآن وذكرت بعضاً منه على سبيل التمثيل و لم تستوعب وليس في الروايتين سوى إثبات أن البسملة آية،و هو مسلم لكن من القرآن وأما أنها آية من الفاتحة فظاهر الحديث لا يستلزم ذلك.

وفي حديث أبي هريرة قال سمعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يقول: «قال الله تعالى قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل فإذا قال العبد ? الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ? قال الله حمدني عبدي فإذا قال ? الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ? قال الله أثنى علي عبدي فإذا قال ? مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ? قال مجدني عبدي فإذا قال ? إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ? قال هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل فإذا قال ? اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ ? قال هذا لعبدي ولعبدي ما سأل [رواه مسلم]. وقد ذكر عبد الله بن زياد بن سليمان أنه قال في أوله فإذا قال ? بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ? قال ذكرني عبدي.ونوقشوا بأن أهل العلم اتفقوا على كذب هذه الزيادة [مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ج1 ص 80] قلت: و في الحديث دليل على أنها ليس آية من الفاتحة فلو كانت هي الآية الأولى من الفاتحة لقال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إذا قال العبد بسم الله الرحمن الرحيم قال الله تعالى كذا و كذا و لكنه بدأ بالحمد لله فالنتأمل هذا جيداً

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير