تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

واستدلوا: بحديث أبي هريرة بإسناد الثعلبي قال: «كنت مع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في المسجد والنبي يحدث أصحابه إذا دخل رجل يصلي فافتتح الصلاة وتعوذ ثم قال: الحمد لله رب العالمين فسمع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ذلك فقال له يا رجل قطعت على نفسك الصلاة أما علمت أن ? بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ? من الحمد فمن تركها فقد ترك آية منها ومن ترك آية منها فقد قطع عليه صلاته فإنه لا صلاة إلا بها فمن ترك آية منها فقد بطلت صلاته» وبإسناد الثعلبي عن طلحة بن عبيد الله قال: «قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من ترك ? بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ? فقد ترك آية من كتاب الله».ونوقشوا بأن الثعلبي حاطب ليل، لا يميز بين الموضوع وغيره، ولو كانا صحيحانً لا كتفى بهما الشافعية أو لقدموهما على سائر أدلتهم قلت وهما ضعيفان و ضعفهما واضح لمن عرف الحديث و عرف صناعته

واستدلوا بحديث ابن عباس قال: «كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لا يَعْرِفُ فَصْلَ السُّورَةِ حَتَّى تَنَزَّلَ عَلَيْهِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم» و مُجَرَّد تَنْزِيل الْبَسْمَلَة تَسْتَلْزِم قُرْآنِيَّتهَا و نوقشوا بأن قرآنيتها لا تستلزم كونها من الفاتحة قلت ولا خلاف في أنها من القرآن الخلاف في كونها من الفاتحة أم لا و الحديث لا تقوم به حجة على أنها من الفاتحة أو من غيرها

واستدلوا بحديث أنس بن مالك قال: (صلى معاوية للناس بالمدينة العتمة فلم يقرأ ? بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ? ولم يكبر بعض التكبير الذي يكبر الناس فلما انصرف ناداه من سمع ذلك من المهاجرين والأنصار فقالوا يا معاوية أسرقت الصلاة أم نسيت أين ? بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ? والله أكبر حين تهوي ساجدا فلم يعد معاوية لذلك بعد) قال الحاكم صحيح على شرط مسلم ورواه الدارقطني وقال رواته كلهم ثقات ونوقش الدليل بأن الحديث مداره على عبد الله بن عثمان فهو وإن كان من رجال مسلم لكنه متكلم فيه من يحيى أحاديثه غير قوية وعن النسائي لين الحديث ليس بالقوي فيه وعن ابن المديني منكر الحديث وبالجملة فهو مختلف فيه قلت ومن المعلوم من قواعد الجرح و التعديل المستقرة أن الجرح يقدم على التعديل لأن الجارح له علم بشيء لم يبلغ المعدل فما بالك و إن أغلب أهل العلم على تضعيفه؟؟!! ثم إن أنس رضي الله عنه قال في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم و الخلفاء الراشدين كانوا لا يقرأونها فهل يأمر هو معاوية رضي الله عنه ببشيء يروي هو خلافه؟؟ و هذا يستلزم أن نضعف إحدى الروايتين و من المستحيل أن نضعف رواية الصحيحين. فلا يقبل ما تفرد به مع أن إسناده مضطرب وهو أيضا شاذ معلل فإنه مخالف لما رواه الثقات الأثبات عن أنس وكيف يرى أنس بمثل حديث معاوية هذا محتجا به،وهو مخالف لما رواه عن النبي وعن الخلفاء الراشدين،و لم يعرف أحد من أصحاب أنس المعروفين بصحبته أنه نقل عنه مثل ذلك،ومما يرد حديث معاوية هذا أن أنسا كان مقيما بالبصرة ومعاوية لما قدم المدينة لم يذكر أحد أن أنسا كان معه بل الظاهر أنه لم يكن معه وأيضا أن مذهب أهل المدينة قديما وحديثا ترك الجهر بها قلت فمن المعلوم أنهم على مذهب مالك ومنهم من لا يرى قراءتها أصلا قال عروة بن الزبير أحد الفقهاء السبعة أدركت الأئمة وما يستفتحون القراءة إلا بالحمد لله رب العالمين ولا يحفظ عن أحد من أهل المدينة بإسناد صحيح أنه كان يجهر بها إلا بشيء يسير وله محمل وهذا عملهم يتوارثه آخرهم عن أولهم فكيف ينكرون على معاوية ما هو سنتهم؟!! وهذا باطل [عمدة القاري بشرح صحيح البخاري]،وهناك رواية أخرى في مسند الشافعي: (أن معاوية قدم المدينة فصلى بهم ولم يقرأ ? بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ? ولم يكبر إذا خفض وإذا رفع فناداه المهاجرون حين سلم والأنصار أي معاوية سرقت صلاتك أين ? بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ?؟ وأين التكبير إذا خفضت وإذا رفعت؟ فصلى بهم صلاة أخرى فقال ذلك فيها الذي عابوا عليه)، وهذه الرواية صريحة فِي أن معاوية لَمْ يقرأ البسملة مَعَ الفاتحة، فيدل هَذَا عَلَى اتفاقهم عَلَى أن البسملة ليست من الفاتحة، وإلا لأمروه بإعادة الصلاة، أو لأعادوا هم صلاتهم خلفه

دليل اللزوم: كتبت التسمية بخط القرآن وكل ما ليس من القرآن فإنه غير مكتوب بخط القرآن فلو لم تكن التسمية من القرآن لما كتبوها بخط القرآن فدل هذا على أنها آية من الفاتحة قال صاحب عون المعبود: (وقد استدل على أن البسملة من القران بأنها مثبتة في أوائل السور بخط المصحف فتكون من القران في الفاتحة ولو لم يكن كذلك لما أثبتوها بخط القران)، ونوقشوا بكون البسملة كتبت بخط المصحف فهي من القرآن،ولا تستلزم قرآنيتها كونها من الفاتحة قلت ثم إن البسملة كتبت مفصولة عن السور غير مدمجة بها وهذا دليل للمتأمل

الإجماع: أجمع المسلمون على أن ما بين الدفتين كلام الله تعالى والبسملة موجودة بينهما فوجب جعلها منه، فدل هذا على أنها آية من الفاتحة. ونوقشوا بكون البسملة بين دفتي المصحف فهذا يقتضي قرآنيتها،ولا يستلزم ذلك كونها آية من الفاتحة

يتبع الفصل الرابع إن شاء الله

[/ URL]

[URL="http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1116052#_ftnref4"] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1116052#_ftnref3)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير