لقد ابتُليت الأمة الإسلامية بفقدان رجالها الأفذاذ - كبار العلماء السلفيين - خاصة منذ قرابة السنوات العشر المتواصلة، وقد قيل: إن موت العالِم موت العالَم، وقد حدثتْ وفيَات للعلماء البارزين في التعليم والدعوة، المخلصين في جهودهم الجبارة؛ أمثال: الشيخ ابن باز، وابن عثيمين، والألباني، وابن جبرين من العالم العربي، والشيخ مختار أحمد الندوي، وعبدالقيوم الرحماني، وعبدالرؤوف الرحماني، ورضاء الله عبدالكريم، والدكتور عبدالوهاب صديقي، والشيخ صفي الرحمن المباركفوري، ووالدي الكريم المشفق عرفان الله الرياضي، وغيرهم في الديار الهندية والنيبالية.
وها نحن نسمع الآن عن الطامَّة الكبرى الأخرى؛ أقصد وفاة الشيخ الجليل، مفتي الديار الهندية، العامل بالكتاب والسنة، والغيور على منهجه القويم، الشيخ/ محمد رئيس الندوي - رحمهم الله جميعًا رحمة واسعة، وأسكنهم فسيح جناته - وهذا كله بقضاء الله وقدره، وإن العين تدمع، والقلب يحزن، وما نقول إلا ما يرضي ربَّنا، وإننا بفراقهم لمحزونون، وهم سلفنا، ونحن اللاحقون، وقد قال الشاعر:
نَزَلْنَا هَا هُنَا ثُمَّ ارْتَحَلْنَا كَذَا الدُّنْيَا نُزُولٌ وَارْتِحَالٌ
وقد كان الشيخ - رحمه الله - معروفًا في جهوده الدعوية والتعليمية الجبارة المخلصة، فإنه كان يتولى مقاومةَ الدعوات الهدامة، والأفكارِ الخاطئة، والفرق الضالة من الديوبندية والبريلوية وغيرها، بدروسه ومحاضراته، وكتبه ومؤلفاته القيمة، وقد حظيتُ مرتين بسماع محاضرتين له؛ إحداها في مدينة غوركفور، والثانية في قريتي ببهني خورد بمديرية مهاراج غنج، وذلك في أيام صغري، وقد تشرَّفتْ قريتي من كثرة زيارة وترداد الشيخ في حفلاتها المقامة فيها سنويًّا قبل عشرين عامًا تقريبًا.
ويطيب لي أن أذكر أني سعدتُ كثيرًا بما حصلت على كتابه القيم الذي كتبه في رد الديوبندية وجماعة التبليغ، ردًّا لهم على ما وزعوا قرابة ثلاثين كتابًا وكتيبات في مؤتمرهم ضد الدعوة السلفية، وقد ناولني هذا الكتابَ أحدُ تلاميذ الشيخ نياز أحمد السلفي، وانبسط قلبي بما قرأتُ من محتواه من قوة الأدلة والحجج، والبلاغة في الأساليب، واطلعت بعد ذلك على سائر كتبه تقريبًا في متسع من الوقت، فجزى الله الشيخَ عنا وعن أمة الإسلام خيرًا، وأجزل مثوبته، وأكمله وأوفاه، وأدامه في عز مستمر.
وبالمناسبة أقدم تعزيتي لأسرة الشيخ، ومسؤولي جمعية أهل الحديث والجامة السلفية ببنارس، وجميع من هم في ركابه الدعوي في خدمة الكتاب والسنة، سائلين المولى القدير أن يفرج همومنا وغمومنا، ويأجرنا في مصيبتنا، ويخلف لنا خيرًا منها، ويلهم الجميع الصبر والسلوان.
اللهم اغفر له وارحمه، وعافه واعف عنه، اللهم استر عوراته، وآمن روعاته، واغفر لنا وارحمنا جميعًا برحمتك يا أرحم الراحمين، آمين آمين يا رب العالمين.
http://alukah.net/articles/1/7334.aspx
ـ[أمين نواري]ــــــــ[04 - 08 - 09, 10:03 ص]ـ
والله موت العلماء ثلمة لاتسد ...... إن لله وإنا إليه راجعون
ـ[محمد إحسان]ــــــــ[04 - 08 - 09, 10:49 ص]ـ
رحمه الله رحمة واسعة وأدخله الفردوس الأعلى من الجنة
ـ[محمد العوني]ــــــــ[04 - 08 - 09, 11:32 ص]ـ
رحمه الله و رزقه و والديه الفردوس الأعلى من الجنة