كان الشيخ محمد يشرح كتاب الزاد في مسجد عائشة رضي الله عنها (التنعيم) بعد مغرب يوم الثلثاء، ثم انتقل إلى جامع الشيخ ابن باز وكان عصر الأربعاء، لمدة مؤقتة وكان موضوع الدرس شرح باب خطبة النساء من كتاب النكاح من الزاد، فصلى سماحة الوالد العصر في مسجده وبقي بعد صلاة العصر، وعادة الشيخ محمد أن يصلي في الحرم ثم يأتي للمسجد، فانتظرنا طويلا، وشعرنا بوجود حركة غير عادية جهة محراب المسجد، ثم دخل الشيخ محمد وحمل الكرسي والذي كان عبارة عن كرسي من كنب أخضر ضخم فحمله بنفسه ووضعه على جانب المحراب، ثم جلس مقابلا لسماحة الوالد رحمه الله وجلس متربعا على الأرض، وما كاد يبدأ في درسه من جهشه بالبكاء، وسمعت عبارة لا تزال تطن في أذني، أثنى على سماحة الوالد ثناء عطرا ثم قال هذه العبارة (إنما أنا حسنة من حسناته) ثم شرع يشرح باب الخطبة حتى وصل إلى النظر إلى شعر المخطوبة، أخذ يسرد الخلاف بين المذاهب كالسيل العرم، ورجح حفظه الله أنه لا ينظر إلى شعرها إنما ينظر إلى الوجه لأنه مجمع المحاسن وفيه جمال المرأة، وينظر إلى يديها ليستدلّ بهما على نعومة ولون بشرتها، وأمّا الشعر فلا ينظر إليه وهو اختياره، ثم قال أحيل الكلمة إلى سماحة الوالد لنسمع ترجيحه في المسألة فأعطى المكرفون لسماحة الشيخ عبد العزيز رحمه الله فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم صلى على رسوله صلى الله عليع وسلّم، ثم قال: بل ينظر إلى شعرها واستدلّ لذلك ومما أذكره في تعليله للجواز: أنه قد يحصل الشقاق والنفور بين الزوجين إذا تبيّن أن شعر المرأة جعد وصفبق، وقد حصل ذلك، فالأولى أن ينظر إلى شعرها وهي نظرة حلال بأصل الشرع، هذا ما أذكره من ذلكم المجلس الرباني التربوي العلمي،،،،
رحم الله سماحة الوالد وحفظ الله الشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي ورفع الله قدره وأعلا ذكره، كنت مرة قابلته في الطواف وقلت له يا شيخ تركتنا أهل مكة، فقال الله المستعان الله المستعان محمد المختار يدرس في مكة الله.
أكبر يا إخوان، أعجز أقرانه عن اللحوق به لله درّه نفع الله به وبجميع علماء المسلمين أمة الإسلام
ـ[معاذ محمد عبدالله]ــــــــ[17 - 05 - 09, 02:11 ص]ـ
تسمع وتقرأ لأخبار هؤلاء فتظن أنهم من القرون الغابرة رفع الله درجاتهم في الآخرة
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[17 - 05 - 09, 03:49 م]ـ
والله ما رأيتُ أحفظ للود وأوفى بالعهد من الشيخ المختار سلمه الله وتولاه , ولئن نسيتُ فلست أنسى ما حصل لي معه قبل خمسة عشر عاماً إذ كان أبو زيد يخرجُ من دار أمه فلما خرج من البيت إذا بالشيخ المختار تلقاء وجهه مكثت عدة ثوانٍ أستيقنُ أفي حلُم أنا أم في يقظة , فبادرني بالسلام ورأيت على وجهه تأثراً ملفتاً للنظر ثم قال لي:
أنا أريد رقم فلان , قلت له سأبحث لك عنه , قال: لقد كنتُ عند الشيخ (فلان) [أحد كبار السن من الشناقطة الخاملين] وأخبرني أن فلانا بينه وبينه مشاكل وأريد التفاهم معه.
ثم قال لي: أوصيك خيراً بهذا الشيخ لأنه صاحب حق علي فقد علمني القرآن في الطفولة.
وقد سمعته مراراً يثني على مفتي الديار محمد بن إبراهيم -رحمه الله وعفا عنه - ويقول:
" لقد قرأت كل فتاوى الشيخ ورسائله وكتبه وأحسبه ممن بلغ رتبة الاجتهاد"
ـ[الجنوبية]ــــــــ[18 - 05 - 09, 03:19 م]ـ
لله درهم ما أجمل ذكرهم مجالسهم روضة من رياض الجنة لا لغو فيها ولا تأثيم وجوهم مسفرة ضاحكة مستبشرة نزع الله ما في قلوبهم من غل ما أكثر ماتسمع منهم ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان
مجالسهم مثل الرياض أنيقة لقد طاب منها اللون والريح والطعم
ـ[الجنوبية]ــــــــ[21 - 07 - 09, 02:55 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا هو الدرس الذي القاه الشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي حفظه الله وحضره سماحة العلامة ابن باز رحمه الله
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=2312&scholar_id=63&series_id=931
ـ[سلطان التميمي]ــــــــ[22 - 07 - 09, 06:40 ص]ـ
جزاكم الله خيرا لقد شنفتم أذاننا بهذا الحديث
واختي الجنوبيه لا حرمك الله الاجر لجلبك هذه الماده فقد كنت في شوقٍ لها