تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأخبرونا بوجود دورة شرعية لأحد الدعاة في المركز، وحين وصلنا للمركز فوجئنا بقدوة الدعاة الشيخ المسدد أبي محمد رحمه الله وهو يشرح كتاب التوحيد، وقد بدأ بمقدمة تعريفية بالمؤلف، وكان يتكلم بأسلوب علمي عجيب ومتقن، يستحضر الشواهد والأدلة والتواريخ بدون ورقة أو مذكرة ويتكلم بأسلوب مؤثر يذكرني بقول القائل: (أيها الناس أصيخوا سمعكم ... إنني أقذف نارا لا كلاما)، فكان كلامه يخرج من القلب فلا يستقر إلا في القلب رحمه الله، وكان بلباسه المعتاد بالثوب والشماغ والمشلح.

وكان يخرج في الطريق العام بهذه الهيئة ويرفع سبابته ويقول بابتسامته المشرقة وبصوته الجهوري المعتاد مخاطباً للمارة: قولوا لا إله إلا الله تفلحوا بكل شجاعة وإخلاص، فتعجبنا من شجاعته رغم عدم استقرار النواحي الأمنية خاصة للأجانب أمثالنا حيث كان الدعاة باللباس الأجنبي، أما هو فجعلنا نخجل على أنفسنا وأعطانا درسا في أن نعتز بديننا وأن لا نخاف إلا ملك الملوك جل وعلا.

2 ـ يحدثنا الأخ الفاضل سعد الداود الحارس الشخصي لسماحة الوالد الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله، أنه كان هناك رجل به سفه وكان يتعرض للشيخ رحمه الله ويغلظ معه القول، وذات يوم تعرض للشيخ في طريقه قادما من المسجد فنهره الشيخ، فحاول أن يتجاوز الحرس ليؤذي الشيخ، فأخذه الحرس وقبضوا عليه وأرسلوه لشرطة الديرة دون علم الشيخ الذي دخل بيته وقت مشاجرته مع الحرس.

وحين علم الشيخ أنهم أخذوه للشرطة اغتم لذلك، ووافق ذلك دخول الشيخ أبي محمد رحمه الله الذي كان من خواص طلاب ومحبي سماحته وممن يرسلهم الشيخ عادة لمهامه الخاصة، فانزعج أبو محمد لغم الشيخ وقال: تأمرني ياشيخ أذهب لأخرجه؟، قال الشيخ نعم، قال: ياشيخ! وأتكلم على لسانك؟ قال الشيخ: نعم.

فذهب أبو محمد لمركز الشرطة ووجد إخوان الرجل جاؤا يحاولون إخراجه، فكلم أبو محمد رحمه الله مدير المركز باسم الشيخ فأطلقوه على الفور.

وعاد أبو محمد لسماحة الشيخ وأخبره بخروج الرجل، فاستبشر الشيخ وسر سرورا عظيما، ثم التفت إلى أبي محمد وقال: يا شيخ عبد العزيز ما ظنك بفرحة أمه الآن حين تراه عاد إليها، ستسر أمه بذلك وستطمأن، لا شك أن أمه كانت قلقة عليه.

وكان أبو محمد يتعجب من إحساس سماحته المرهف بمشاعر تلك الأم التي لا يعرفها والتي قد اعتاد ابنها على إيذاء سماحته.

فكان لهذا الموقف وأمثاله من المواقف التي يراها باستمرار من شيخه أعظم الأثر في صياغة شخصية هذا الداعية القدوة الشيخ عبدالعزيز الوهيبي رحمه الله وعوض أمتنا بفقده خيرا، ولذلك لم يكن من المستغرب شدة شبهه بشيخه في البذل لهذا الدين والنصح للمسلمين، ولين الجانب للضعفة والمعوزين ورحمة العصاة والمقصرين والصدع بالحسبة وبكلمة الحق في حكمة وحصافة ولين.

3 ـ جمعني بالشيخ قبل أشهر عدد من اللقاءات بحضرة بعض الأمراء من ولاة الأمر، فكنت أعجب من محبتهم له وإجلالهم لمقامه وصدورهم عن رأيه رغم تورعه وشدته في قول ما يدين الله به من الحق بالحكمة والأسلوب اللائق، دون مجاملة أو تزلف، وأدركت أن للشيخ من أعمال السر ولا نزكيه على الله ما يثبته في مثل هذه المواقف التي هي مظنة الزلل.

كما أدركت ثمرة منهج السلف في النصح لولاة الأمر وما يتضمنه من محبة الخير لهم وجمع القلوب عليهم والسعي في سد خللهم بإخلاص وصدق. وكيف أثمر هذا المنهج مع سماحة الشيخ ابن باز وتلميذه الوفي النجيب قدوة الدعاة الشيخ عبدالعزيز الوهيبي جمعنا الله به وبشيخه وبجميع المسلمين في دار كرامته. أ. هـ

المشاركة 483:

http://www.lojainiat.com/index.php?action=dnews&mid=15417&offset=400

ـ[المسيطير]ــــــــ[07 - 06 - 09, 05:30 م]ـ

هذا هو الشيخ عبدالعزيز الوهيبي!

لجينيات

كون الخبر ينتقل بين الناس في وفاة الشيخ رحمه الله أهون من كونك أنت أول من يصدم بهذا النبأ اتصل على أحد المنقذين من موقع الحادث فقال هل تعرف الشيخ الوهيبي قلت نعم قال هو في ذمة الله أخذتني حالة من الذهول والدهشة وصرت اتصل بجولات الشيخ قلت لعل الأخ وهم أو أخطأ لكن الهواتف مقفلة. فعلمت أن القدر حل والمصيبة نزلت ومن كان يصدق أن الشيخ الذي كان بالأمس عندي يؤانسني ويضاحكني ويصبرني أرثيه اليوم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير