تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

اتصل المنقذ مرة أخرى ولعله أشفق على حالي فقال لي: لاتحزن أخرجت الشيخ من السيارة وقد عقد السبابة بيمينه مشيرا للسماء والمصحف بين يديه والسواك بين جنبيه.

حقا وصدقا ذهب الروع عني واستبشرت بتلك الكرامة وتلك عاجل بشرى المؤمن فالشيخ أحب لقاء الله فأحب الله لقاءه والشيخ رحمه الله خرج ومن معه من سجن الدنيا إلى رحمة الله فعلام الحزن إذا.

الشيخ بحمد الله مات مجيدا شهيد بإذن الله وهذه أمنية المؤمن. فحمدا لك ربي على حيات ثم ثبات ثم ممات (يثبت الله الذين ءامنوا بالقول الثابت)

لم تكن علاقتي بشيخي الحبيب هي مجرد صداقة عادية أو علاقة سطحية فحسب بل كانت صداقة حميمة وعلاقة عميقة واتصال وثيق وصلت جذور تلك المحبة والصداقة إلى صميم القلب فصرنا نعيش بهم واحد وقلب واحد.

ولذا سيكون حديثي عن الشيخ تغمده الله بواسع رحمته ومن معه حديث يختلف عما طرحه الإخوة المحبون للشيخ.

إن من عرف الشيخ عن قرب وسافر معه واختلط به وناقشه ومازحه عرف في حياته أسرار كثيرة لم يطلع عليها الكثير لأن الشيخ عدوه الشهرة والبروز.

لم تكن حاله كحال البعض الذين يحبون التلميع والظهور ويأتون بالغرائب والعجائب ليذكروا ويبروزا بل كان الشيخ يناصح أمثال هؤلاء حتى ولو كانوا من خاصة طلب العلم.

كتابتي عن الشيخ ليست كتابة عاطفية استدر من خلالها القلوب الرقيقة والدموع الحارة والعبرات المتدفقة فلقد سبقني في هذا بعض الإخوة وفقهم الله ونفع بهم.

بل كتابتي هذه هي كتابة في عالم فذ وداعية مخلص وشيخ ناصح بذل جهده ووقته في الدعوة إلى الله ولست بهذه الكتابة أدعي أنني سأقف على كل أخباره وأسراره بل هذه مفاتيح صغيرة لتنير طالب العلم لمتابعة البحث حول جهود هذا العلم الفذ. .

كتابي هذا بعنوان دروس مستفادة من حياة هذا العلم (ومن كان مستنا فليستن بمن قد مات فإن الحي لاتؤمن عليه الفتنة) وستكون محاور هذا اللقاء تحت العناوين الآتية:

الشيخ والعقيدة:

اهتم الشيخ رحمه الله بالجانب العقدي اهتماما بالغا وعمق هذا الجانب علما وعملا ففي الجانب العملي حرص الشيخ على نشر كتب العقيدة وخصوصا كتب شيخه الودود سماحة/ الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله فكان يحرص على نشر مؤلفاته في مشارق الأرض ومغاربها وكان رحمه الله إذا زار بلدا ينظر في أول احتياجاتها فيكون جل همه (المسجد) فإن كان موجودا دعمه بما يحتاج وإن لم يوجد ساهم في البناء مع أهل الخير.

ثم اصدر الشيخ رحمه الله أشرطة له من دروسه الأسبوعية في أصول العقيدة والتي لاقت قبولا واستحسانا بين طلبة العلم نظرا لجزالة مادتها وسهولة طرحها، وله أيضا إصدارات صوتية متميزة ومما أعرفه في الشيخ أنه يحرص على أن يوزع الشريط خيريا ولا يرتضي المكاسب المادية من وراءه، وفي المقابل للشيخ مؤلفات من أبرزها كتاب النصيحة وقد أبدع الشيخ رحمه الله في جمع مادة هذا الكتاب. . .وقد حرص الشيخ رحمه الله على حضور درس شيخه أبن باز وكان لايفوته درسا إلا إن كان معذورا.

والشيخ رحمه الله له نشاط دعوي ودروس أسبوعية داخل الرياض وخارجها ولعل من أبرز مواعظه رحمه الله كلمته الأسبوعية بعد صلاة الظهر في جامع عتيقة الذي يكتظ بالمصلين على الجنائز فكان هذا الدرس له مكانة وعناية واهتمام في قلب الشيخ ولا يعتذر عنه إلا في أشد الظروف.

الشيخ والدعوة:

الشيخ عبدالعزيز الوهيبي رحمه الله عشق الدعوة وألفها وأحبها وأحب من أحبها وصارت همه الأول والأخير وخالط هذا الحب قلبه وطبق هذا الحب سلوكا عمليا فنشر الخير في بيته وفي حيه وفي أقاربه وفي مجتمعه الداخلي والخارجي ولا يكاد يدخل مسجدا ويصلي فيه إلا ويلقي كلمة محكمة مؤثرة بعد الصلاة ولذلك كسب الشيخ محبة الجميع وما شهود المسجد الغفير والمقبرة إلا خير دليل على ذلك الحب وأنتم شهداء الله في أرضه. .

* زارني الشيخ وأخبرته عن محاضرة لي في شقراء تأخر فسحها فحزن الشيخ لهذا التأخر وقال لي غدا يأتيك الفسح وكان كما قال وهذا من فرط حبه لإيصال الخير للغير.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير