تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الشيخ كربم مضياف لا أظن أنه يأكل وجبته وحده بل راحته وسعادته في مشاركة إخوانه بيته خلية نحل جمعت المحتاجين وأرباب الحوائج وطالبي الشفاعة وطلبة العلم والفقراء فيلبي حاجتهم ويقضي ديونهم.

كانت أمنية الشيخ رحمه الله أن يبني استراحة لطلابه وخصوصا من يأتون من خارج المدينة وقد استشارني فيما يناسب المهم بدأ في هذا المشروع وكانت نهاية المشروع بنهايته رحمه الله كان يقول لي يامحمد الإيجار اليوم غالي على إخواننا الذين يزوروننا في الرياض وستكون هذه الاستراحة بمنافعها وخدماتها بمثابة السكن والراحة للطلاب والمغتربين فجزاك الله خيرا أيها الإمام وكافأك الله على قدر نيتك.

الشيخ رحمه الله يجيب الدعوات ويحضر المناسبات ومجلسه مجلس أنيس خصوصا إذا تحدث عن أخبار الماضين أو تحدث عن رحلاته العلمية والدعوية.

في مرة من المرات حضرت مع الشيخ مناسبة وصار الحديث منصب على حب القبيلة وصار البعض يتوسع في هذا الباب وبعد نهاية حديثهم فتح المجال للشيخ بالحديث وسبحان من ألهمه أطلق كلمات رائعة في حب الاجتماع والحذر من الفرقة والتشرذم ثم حذر الشيخ من التعصب الذي يشبه تعصب الجاهلين بصراحة كلمات في غاية الروعة جعلت السامعين كلهم يتأثرون بحديث الشيخ رحمه الله رحمة واسعة.

الشيخ وسعة الإدراك وقوة الفهم:

الشيخ منحه الله قوة الفهم وسرعة الحفظ وسعة الإدراك سافرت مع الشيخ في بعض رحلاته العلمية فوجدته بحرا من بحور العلم واسع الإدراك قوي الحجة واضح البيان يلقي خطبة الجمعة ارتجالا فينقلك من الدنيا إلى الآخرة في أسلوب مشوق وعبارة مقتضبة لايتلعثم ولا يتمملل.

من أعجب مواقفه وهذه تنبئ أيضا عن نبوغه و اهتمامه بالقران أنه كلما صلينا صلاة جهرية وفرغ الإمام من الصلاة علق الشيخ على الآيات تعليقا بديعا بأسلوب فريد وعبارة راقية وجملة مؤصلة

الشيخ والهيبة:

الهيبة والوقار منحة ومنه من الله تعالى ليست سلعة تباع وتشتري ولايمكن تصنعها بل الهيبة ناتجة عن قوة الخشية وعظيم الارتباط بالله سبحانه وتعالى.

كانت هذه الخصلة من سمات شيخنا رحمه الله وكل من نظر إليه وجد هذه الهيبة في وجهه وكلامه ولذلك يندر أن يكون في مجلسه لغط أو تعدي على المحرمات أو الحرمات

الشيخ والمزاح:

لايعني من هيبة الشيخ أنه كان شديدا غليظا قاسيا بل كان رقيقا حليما مع أهله وأطفاله ومجتمعه:

لن أنسى مداعبته لابني عبدالله ومضاحكته له فكم مرة انشد له وضحك معه أما عن حبه لأطفاله فكنا نجتمع بأولانا جميعا خصوصا في الأعياد ويأتي الشيخ لهم بالمفرقعات فيدخل السرور عليهم

كان يحببهم في السباحة ويعودهم على القوة والشجاعة لن أنسى الجازي (حبيبة قلبي) وهي في المسبح في يد والدها يدربها على السباحة وهي في غاية السرور والفرح.

أما عبدالله ابن الشيخ فكان الشيخ دائما يلاطفه فإذا دخل المجلس قال الشيخ ياعبدالله رحب بالضيوف فيقول عبدالله بأعلى صوته (أرحب) فيسر الشيخ.

الشيخ والصحاري وحب البراري:

الشيخ داعية البر والصحاري والقرى والهجر والمدن فلا يدخل مدينة إلا نشر فضله فيها ولذلك أحبه الجميع من جميع طبقات المجتمع ومن عشقه للصحراء أحب الإبل فرباها وصار يتردد عليها كل أسبوع تقريبا وسماها بأسماء محببة له.

الشيخ ومشهد الجنازة والتغسيل والدفن:

بحق وصدق كان مشهد التغسيل والصلاة والتشييع والدفن مشهدا مهيبا اكتظت الشوارع والطرقات بالمصلين والمعزين وأما ساحات المسجد وباحاته وأدواره فقد اكتظت بالمصلين ذرفت دموعهم وتحركت مشاعرهم.

فهذا فقير يبكيه وذاك طالب ينعيه وهذه ثكلى تذكر إحسانه وتيسيره فتذرفوا دمعا حارا لفقده

من أرق المواقف في المسجد أن البكاء والنحيب صار واضحا في المسجد يقول لي أحد الإخوة صلى بجواري أخوين أظنهم من البوسنة وبعد التكبيرة الثلاثة انفجروا بالبكاء.

أم المصلين سماحة مفتي عام المملكة وهذا يدل على محبة الشيخ لتلميذه ,اكتظت المقبرة بالمشيعين والمعزين من الأمراء والعلماء وطلاب العلم والفقراء وجميع طبقات المجتمع (موعدكم يوم الجنائز)

الشيخ والأميران:

الأمير خالد بن طلال بن عبدالعزيز (ناصر الدعوة)

هو الصديق الخاص للشيخ عبدالعزيز وكان الشيخ رحمه الله يثني على الأمير ثناء عطرا ويحبه حبا طاهرا ويذكره بخير في مجالسه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير