تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إن خبر وفاة الشيخ آلمنا وقض مضاجعنا وبلت عليه دموعنا وكدر صفونا فهو ليس من جنس الموت الذي عهدناه بل هو موت جانب عظيم من جوانب الأمة وسقوط ثلمة من أركانها .. وذهاب رمز من رموز التوحيد وضياع مدرسة تعد من أرقى المدارس في المناصحه لولاة الأمر والعلماء وعامة المسلمين .. وسكون داعية طالما تحرك للحق بالحق وطالب به لايخشى في الله لومة لائم .. وطالما ثبت على الحق بعد أن تغيرت مناهج كثيرا من أقرانه من الدعاة والمصلحين ... وخسرت الدعوة بوفاته واحد من كبار فضلائها وأجلائها حكمة وعلما .. كان رحمه الله يتحرك كالأسد الزائر إذا انتهكت حرمات الله في هذه البلاد ولايهنأ له بال حتى يزول ماأنتهك ويرفع.

يناصح بالمعروف ويعض بالتي هي أحسن ... ويمشي في حاجة الفقير والمعدوم ويشفع لصاحب الحاجة ويقض حاجة الأرملة والمطلقة ... ويساهم ويشفع في إقامة المساجد ودور التحفيظ وحلقات التحفيظ النسائية ويعين عليها ... يلقي الكلمات النافعة والمحاضرات المفيدة.

كان رحمة الله داعية من طراز فريد يدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة ... لايترك مسجدا في الرياض إلا وألقى فيه كلمة أو محاضرة أو ندوة ... بل وتعدى نفعه خارج الرياض في مدن من المملكة داعية في نشر رسالة التوحيد الخالص وتعليم الناس بأصول دينهم .. وكانت الدعوة همه وديدنه ويسعى في إصلاح ذات البين ... وقد جعل الله على يديه القبول من الخصوم ... ويسعى في الإصلاح ما بين الأسر والقبائل وينشرح صدره إذا تم هذا الأمر بالقبول , وقال لي كلمة لا زلت أحفظها منه .. قال رحمه الله "هذا عمل ينفعنا إذا وسدنا في التراب".

كانت صحبتي له تتجاوز الأربعين عاما بحكم قرابتي له وصلتي به قديما فقد كان زميلا في مقاعد الدراسة منذ المرحلة الابتدائية والمتوسطة ... وكان طالبا نجيبا حريصا على العلم ... لم تكن له صبوة في شبابه وكان بارا بوالديه يحرص على خدمتهما في كل صغيرة وكبيرة ... بل كان رحمه الله قبل وفاته بساعة يطمأن على صحة والدته مع شقيقه علي وهي في مراجعة للمستشفى وبارا بأبيه في أروع صور البر بالآباء ... بل وصل بره بجدته لأبيه ويتواصل معها في البر حتى توفاها الله قبل عدة أشهر .. ولم يصل إلى هذا بل تعدى نفعه إلى شقيقاته وشقيقه وقراباته برا و نفعا وتواصلا لهم رحمه الله.

وكان رحمه الله همه الدعوة شامخا في بيان عقيدة التوحيد الخالص والسير على منهج السلف الصالح ... تتلمذ على يدي سماحة مفتي الديار السعودية الشيخ عبدالعزيز بن باز وهو لم يبلغ الثامنةعشر من عمره ... وتأثر كثيرا به في منهجه وخلقه وهندامه و طريقة مناصحته لولاة الأمر و عامة المسلمين .. وقد يوكل الشيخ له بعض المهام الدعوية والإصلاحية رحمه الله ... ودائما يستشهد الشيخ عبدالعزيز في دروسه وكلماته وجلساته بأقوال الشيخ ابن باز رحمه الله ... بل تجد السنة ظاهرة عليه في ملبسه وطعامه وجميع طاعاته رحمه الله ... ودائما في جلساتي معه يذكر رحمه الله أن السنة هكذا.

كان رحمه الله له جولات دعوية خارج هذه البلاد في من بناء للمساجد وحفر للآبار ودور التحفيظ ودورات علميه وكتب الله له القبول بنقل الدعوة السلفية الصحيحة على منهج السلف الصالح ...

وكان رحمه الله رحمة واسعة مجاهدا في سبيل الله في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ... على علم وبصيرة من غير خور ولا ضعف ويبذل نفسه وماله ووقته في المشاريع الخيرية وعضوا رئيسا في الجمعيات الخيرية في المملكة والإغاثية ,كان رحمه الله محل ثقة ولاة الأمر والعلماء والمسؤولين وأثرياء البلد ... وكان في حال سفره وإقامته يبذل النصح والتوجيه والتعليم وترى عليه سمت العلماء والصالحين، وكان رحمه الله صاحب طرفةومداعبةمع جلسائه وله نظم في الشعر وحفظ الابيات بشكل ملفت.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير