ـ[أبو أنس دريابادي الهندي]ــــــــ[14 - 06 - 10, 11:31 م]ـ
بالله لا يجعل حبنا للمشايخ يدفعنا للغلو فيهم (تعليق رقم 12)
اخي الكريم الظاهر انك لا تعلم قدر الامام البخاري (تعليق رقم 26)
فليس هناك احد من اهل العلم عل وجه الارض الان من هو في مثل علم البخاري
و ليس هذا تنقصا في الشيخ العلامة محمد عبد المقصود
قد انصفتما مع الإمام البخاري رحمة الله رحمة واسعة
الإمام البخاري كان آية من آيات الله، وقدكان أصيب بصره وهو صغير فرأت أمه إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام فقال يا هذه قد رد الله على ولدك بصرة بكثرة دعائك أو قال بكائك فأصبح وهو بصير
قال ابن عدي: حدثني محمد بن أحمد القومسي، سمعت محمد ابن خميرويه، سمعت محمد بن إسماعيل يقول: أحفظ مئة ألف حديث صحيح، وأحفظ مئتي ألف حديث غير
وقال أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ سمعت عدة مشايخ يحكون أن محمد بن إسماعيل البخاري قدم بغداد فسمع به أصحاب الحديث فاجتمعوا وعمدوا إلى مائة حديث فقلبوا متونها وأسانيدها وجعلوا متن هذا لإسناد هذا و إسناد هذا لمتن هذا ودفعوا إلى كل واحد عشرة أحاديث ليلقوها على البخاري في المجلس فاجتمع الناس وانتدب أحدهم فسأل البخاري عن حديث من عشرته فقال لا أعرفه وسأله عن آخر فقال لا أعرفه وكذلك حتى فرغ من عشرته فكان الفقهاء يلتفت بعضهم إلى بعض ويقولون الرجل فهم. ومن كان لا يدري قضى على البخاري بالعجز ثم انتدب آخر ففعل كما فعل الأول والبخاري يقول لا أعرفه ثم الثالث وإلى تمام العشرة أنفس وهو لا يزيدهم على لا أعرفه. فلما علم أنهم قد فرغوا التفت إلى الأول منهم فقال أما حديثك الأول فكذا والثاني كذا والثالث كذا إلى العشرة فرد كل متن إلى إسناده وفعل بالآخرين مثل ذلك فأقر له الناس بالحفظ
رأى "البخاري" رؤية عجيبة كانت لها أثرًا عظيمًا جدًّا في حياته كلها!!
فقد رأى نفسه وهو واقف أمام رسول الله – صلى الله عليه وسلم- وهو يمسك في يده مروحة يدفع بها الأذى عن النبي – صلى الله عليه وسلم – فأصابته الحيرة وأخذته الدهشة فذهب إلى شيوخه ليسألهم عن تفسيرهذه الرؤية فقالوا له في فرحة: إنك إن شاء الله سوف تدفع الكذب والافتراء عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم
– وهنا تذكر "البخاري" شيخه "إسحاق بن راهويه" عالم "خراسان" الكبير عندما قال لتلاميذه: "لو أنكم جمعتم كتاباً مختصراً في الصحيح من سنة رسول الله- صلى الله عليه وسلم".
فوقع ذلك القول في قلب "البخاري"، وتذكر ذلك الحلم الذي كان يلح عليه منذ بدأ يطلب الحديث النبوي الشريف، فشمر من فوره عن ساعد الجد، وخاض غمار رحلته الطويلة في تأليف ذلك الكتاب العظيم سنة (217 ه)، وكان عمره حينئذٍ ثلاثة وعشرين عامًا.
وبسبب ذلك الحلم قطع "البخاري" آلاف الأميال متنقلاً بين أقطار العالم الإسلامي متعرضًا للمتاعب والأهوال، متكبدًا المشاق الكبيرة، ربما من أجل حديث واحدٍ من أحاديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم، وقد وصل به الأمر في بعض الأحيان أن أكل الحشائش لكي يسد جوعه بعد ما أنفق كل ما معه من مال، حتى الساعات القليلة التي كان يقتنصها لينال قسطًا قليلاً من الراحة والنوم، لم يكن يترك نفسه تهنأ بها؛ فقد كان يقوم في الليلة الواحدة من خمس عشرة مرة إلى عشرين مرة يوقد السراج، ثم يجلس يصنف ويرتب ما جمعه من أحاديث.
وقد أخذ "البخاري" شرطًا على نفسه ألا يكتب حديثًا عن راوٍ من رواة الحديث إلا بعد أن يلتقي به بنفسه، ويسمع منه الحديث بأذنه، وكان لا يأخذ حديثًا إلا ممن يتصفون بالأمانة والإتقان والدقة والورع وقوة الحفظ، وبعد كل ذلك كان يغتسل ويصلى ركعتين لله- عز وجل – ثم يضع الحديث الذي تكتمل كل شروطه في كتابه.
وبعد ستة عشرعامًا من الجهد والعمل المتواصل أتم "البخاري" كتابه الجليل، جامعًا بين دفتيه ما يقرب من (7000) حديث صحيح، اختارها من بين
(600.000) حديث من الصحيح وغير الصحيح، وقد ترك "البخاري" كثيرًا من الأحاديث الصحيحة حتى لا يطول الكتاب، واختار الإمام اسم "الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وسننه وأيامه" ليكون عنوانًا لأصح كتاب بعد كتاب الله – عز وجل المعروف (بصحيح البخارى)
ـ[ابن بركات المصري]ــــــــ[15 - 06 - 10, 01:15 ص]ـ
أرجو ألا نعتادَ الوقوع في بنيات الطريقِ مع كلِّ موضوعٍ يعرضُ للمناقشة، وثمَّ أمور ما أظنها تخفى عليكم أيها الفضلاءُ لكن ينبغي التذكير بها:
1 - ليس معنى أن يتذكر إنسانٌ الإمام البخاري أو غيره من أهل العلم عندما يرى شخصاً آخر = أنَّه يسويه به، ولم يصرح أحدٌ من الإخوة بذلك. وإنما هذا التذكر يرجع لاشتراك العالمين الجليلين في صفة الحفظ، مع الفارق الكبير بينهما.
2 - ومع ذلك فإنَّه ((ليس من رأى كمن سمع))، فحفظ الدكتور محمد - حفظه الله - للعلمِ آيةٌ من الآيات التي قل أن توجدَ في هذا الزمان، ويكفيك أن تسمع أشرطة فتاويه لتقف على تلك الحقيقة.
3 - إن الشيخ - حفظه الله - ممتنعٌ عن التأليف؛ لأنَّه يرى أنه ليس أهلاً لذلك! وقد سأله بعض طلبته أن يؤلف كتاباً في الفقه، فقال: ((أنا ... أستغفر الله أستغفر الله)). وهو يرى أن وظيفة المعاصرين تقريب كتب السلف للناس.
4 - وأعيد هنا ما قلته من قبل: ((لقد سمعتُ الكثير من أهل العلم كباراً وصغاراً في مصر وغيرها؛ فأحببتهم حبَّاً جما واستفدت بعلمهم وصاحبت أحدهم ولازمته فترة غير قصيرة.
أمَّا عن الشيخ محمد بن عبد المقصود؛ فوالله ما ملأ قلبي وسمعي مثله ولا أعرف أحداً في الدنيا الآن في سعة علمة وقوة حفظه وشدة إنصافه، ولعله موجود لكني لا أعرفه.
أسأل الله عز وجل أن يحفظه وأن يبارك في علمه وأن ينفع به آمين آمين)) اهـ.
¥