ولعل هذا أهم الأسباب التي دعت شيخه سماحة الشيخ محمد بن ابراهيم آل الشيخ –رحمه الله- ليعينه نائباً في رئاسة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، لأنها أسست لتستقبل الطلاب من العالم كله، فكان هو الشخص المناسب ليشغل هذه الوظيفة العالمية.
العالم الرباني الذي اصبح اسمه رمزاً للغيرة على الإسلام
وقد صدق ظن شيخه فيه، كما ذكرت فيما مضى اهتمامه بطلاب الجامعة والشباب الإسلامي في العالم كله.
وقد شاهد الناس أنه وقف حياته لخدمة الإسلام والإهتمام بشؤون المسلمين، فقد تحول مكتبه مدة وجوده في الجامعة إلى مجموعة مكاتب: مكتب الدعوة إلى الله في الداخل والخارج، مكتب الجهاد الإسلامي في العالم، مكتب الرد على الملاحدة وأعداء الإسلام، والرد على ما ينشر في الجرائد والمجلات ضد الإسلام والمسلمين، ودعوة الملوك ورؤساء المسلمين إلى تطبيق الإسلام، ودعوة بعضهم إلى التوبة النصوح مما بدر منه من الكفر بالله أو الاستخفاف بالشريعة الإسلامية أو القرآن والسنة، ومكتب الفتيا، ومكتب الشفاعات، ومكتب المساعداتن ومكتب فتوى الطلاق، إلى آخرها.
وهكذا أصبحت كلمات (ابن باز) رمزاً للغيرة على الإسلام وللإهتمام بالمسلمين أينما وجدوا على وجه البسيطة. اشتهر هذا الاسم في مجاهل أفريقيا، ودول أوروبا وأمريكا وأستراليا، ومدن آسيا. كل علم أنه العالم الرباني الذي أصبح مرجع المسلمين في شؤونهم وشجونهم وهمومهم وأفراحهم. أصبح هذا الاسم شعاراً لحب الخير للإسلام والمسلمين.
انتقاله إلى الرياض رئيساً عاماً لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد
وفي عام 1395هـ عيّن رئيساً عاماً لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد ونقل إلى مدينة الرياض، وهو متربع على كرسي الشهرة العالمية، وحال تسلمه العلم في الرئاسة طلبني للعمل مسؤولاً عن قسم الترجمة في مكتبه، وكان الزمن زمن تدفق العمال الأجانب إلى المملكة، وقد نشط الدعاة لدعوتهم إلى الإسلام، فأصبح العمال يدخلون في الإسلام أفواجاً وأسراباً، وأخذوا يأتون إلى سماحته لإعلان إسلامهم. وكان شيخي يشرح لهم أركان الإيمان والإسلام ومزايا الدين الإسلامي، وأنا أترجم.
كما أن الوفود من الخارج أخذت تتكاثر لزيارة سماحته وعرض احتياجاتها عليه لمضاعفة جهودها في سبيل الدعوة إلى الله، وأنا أقوم بالترجمة الفورية بين الشيخ وبين تلك الوفود.
وازدهرت الدعوة الإسلامية بين القادمين من الخارج من جميع الفئات.
وبالإضافة إلى هذان ترجمت لسماحته في كثير من المحافل الدعوة بمكة ومنى والطائف والرياض، وكنت أشعر باعتزاز وفخر إذ كنت أترجم لأشهر داعية إسلامي في هذا العصر. والحمد لله على فضله وكرمه.
ولا يفوتني من الذكر أن الشيخ عندما كان يشرح عقيدة لا إله إلا الله ومحمد رسول الله ويبين مزايا الإسلام ويفصّل أركان الإيمان وأركان الإسلام، كان اليقين يترشح من كلماته، وقوة الإيمان تتدفق من لسانه كأنه الجبل الأشم في إيمانه وعقيدته.
وقد استفدت منه رحمه الله الشرح المبسط لأركان الإيمان والإسلام ومعنى كلمة لا إله إلا الله ومحمد رسول الله، وأدركت معنى حب النبي صلى الله عليه وسلم إدراكاً صحيحاً، ووقر في سويداء قلبي حب الرسول صلى الله عليه وسلم. فجزاه الله عني كل خير.
ولا أزال أذكر قصة ذلك الرجل الأوروبي الذي جاء إلى الشيخ، ووجه إليه أسئلة دلت على أنه شاك في صدق الإسلام، فقال لي سماحته: قل له يا محمد، إن الإسلام دين حق، وإنه نور ساطع لا يغمض عنه عينيه إلا الخفاش، فادخل في الإسلام أيها الرجل، قبل أن يفاجئك الموت، لتنجو من النار، فترجمت له، فقام وذهب ووعد سماحته بأنه سيقرأ عن الإسلام اكثر، ثم يأتي إليه ليدخل في حظيرة الإسلام.
من للجامعات والجمعيات الإسلامية في العالم.
ذكرت فيما مضى أن شيخنا اشتهر اهتمامه بالمسلمين في جميع بقاع الأرض، كل جمعية إسلامية تعمل تحت أديم السماء لنشر العقيدة الصحيحة ولدعوة الناس إلى الدين الخالص هي جمعيته، وكل جامعة تفتح على وجه البسيطة لتعليم الأجيال الإسلامية دينها وعقيدتها، هل جامعته.
¥