تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أما الأولى - الناه -: فعلى ما شرح لي " أول نطق الصبي في نداء أبيه "، وأما الثانية عدود: " فتحريف عامي وإدغام دارجي ".

وكان لي شرف المغربي الأول الذي أخذ عن الشيخ ونقل أخباره، وإنني من أوائل العرب الآخدين عنه، وقبلها لم يكن إلا طلاب من المغرب العربي أخيار نجباء، ولم يكن من الأعاجم أو المشارق أبدا ... أعني في بدايته، وأما بيته في العاصمة فالزوار كثير، وأعرف الشيخ المصري النحوي عبد اللطيف رشاد ممن أخد عنه مبكرا دروسا في الطرة والإحمرار ... والله أعلم ..

رحلت إليه سنة 1411هـ / 1991م فلازمته متصلا ومنقطعا إلى سنة 1419هـ/1998م، ولم أنقطع عنه إلا إلى شيخ يدلني عليه لأقطع ملل طول الاغتراب وملء الجراب عن مختلف الألباب، وكان يقول لي: " أشياخ الرجل أعمار إلى عمره وأفهام إلى فهمه "، ولم أره زكى لي رحلة مثل ما زكى رحلتي إلى العلامة الزاهد الورع الحاج السالك ولد فحفو – ولا ادري ساعتي هذه آخر أخباره نفعنا الله به – وعندها قال لي بأنه مسومي وأنهم أعمام بن أختنا، فضيلة العلامة الحافظ اللوذعي محمد الحسن ولد الددو حفظه الله.

والمقصود أن الحديث عن الشيخ ذو شجون ولا أعرف عن أحواله ولا استفدت من علومه إلا نزر فنون غير أنني مغرم به ومكبود قد رآني خبر وفاته، فضاقت النفس وثقلت مجاري العروق وأسفت أني لم أحظ بزيارته مؤخرا إلا ماكان من لقاءات متناثرة عند مقدمه لمكة والمدينة، أطلعته فيها على شرحي "معتقده" وكتابي "لجامعه " [عن خليل أو بهرام] .. تمهيدا لشرحه إن أشار رحمه الله بذلك وزكاه.

لكن حال المرض والسفر بيننا وبينه وانقطعت الأخبار إلا ما نسمع من بعض الرحالة والزوار لأنني كنت شديد الاهتمام بنشر علمه وطبع كتبه، وخاصة أني وقت عرفت الشيخ.

لم يكن التواصل العالمي كما هو الآن ولا كانت الرحلة إليه كما سارت عليه، وحدثني رحمه الله أن بقدر ما كان بذلك فرحا كان لنوعية بعض الآتين مستاء، وان كثيرا من الأحدات مستجدات، وانقطع الخط عن العزيب وشهلات.

وقتها أذكر أنه أذن لي بالقراءة عليه ظهرا"الكوكب الساطع" و"الخزرجية في العروض"، ولم يكن الشيخ يقرئ إلا ليلا، ولكنه رحمة باغترابي وصغر سني، وكان يقول لثلة الطلاب الموريتانيين النجباء: "هذا من نزاع القبائل"،ولم يكن عنده من الأجانب وقتها إلا أنا وجزائريان، الأستاذ الفاضل إسماعيل فلاك والشيخ الداعية الموفق الأديب المختار بن مومن العربي المقيم حاليا بقطر، وربما زارنا بعض الطلبة لأيام أو أسابيع ثم يذهبون .. وربما صححت معه ساعتها بعض كتابات نظمه لخليل وطرره عليه فإنه كان يكتبه نهارا ويقرأ عليه بالليل، خاصة من " الخال "، ذلك الرجل السمح الحيي العالم الفاهم وفقه الله، وكذلك ولده النجيب الموفق محمد، وأما ولده عبد الله فقد كان إذ ذاك برعما يانعا، يتوقد نشاطا وذكاء .. وأذكر أني قلت له هلا وضعت على هذه المعلمة أدلة فهذا موضع النقص في المذهب، وبه نعاب في المذاهب.

فقال رحمه الله: " ها هنا تنبيهان يا ولدي: الأول: لا يقول التلميذ لشيخه هلا تحضيضا، ولكن وإن كان ولابد فيقول " ألا " عرضا وتعريضا ".

والثاني: أننا جمعنا ما عسر من تحرير الفروع وتصحيح النقول تسهيلا وتكميلا وتذييلا وتذليلا، فبقي عليكم دينا في الذمة أن تتمموه تذليلا وتعليلا.

فقلت يا شيخي الكريم لقد قلت في الطرة: " من أهلي " فقال لي رحمه الله: " أنت في قعر خيمتي ولا تكون من أهلي وأسرتي؟ " فرحمك الله يا شيخ الشيوخ ويا عالم العلماء ما أحسن تعليمك وتربيتك وتحفيزك يخاطبني بمثل هذا الكلام ولما أبلغ العشرين وقتها فأحمد الله أني قد حظيت بك أبا وشيخا ومربيا، وأحمد الله أن خلفت بعدك أسرة مباركة وطيبة ذكورا وإناثا رجالا ونساء وأخص بذكر العلامة الأريب محمد الحسن ولد الددو فهو النسخة والصورة وهو خطي ذلك الوشيج فهو أولى من حمل وشرح وأضاف وطرح.

ولعلنا نحظى بزيارته تجديدا للعهد وصلة لرحم وتشرفا بالإجازة والمفازة ..

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير