[الشيخ العالم سعد بن محمد المبارك قاضي الوشم]
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[06 - 07 - 09, 03:03 ص]ـ
الشيخ العالم سعد بن محمد آل مبارك
قاضي الوشم
العالم الجليل والفقيه الورع سعد بن محمد بن فيصل بن حمد بن مبارك (1).
ولد في حريملاء سنة 1333هـ في بيت علم وشرف ودين، فأبوه العالم الجليل الشيخ محمد بن فيصل، فرباه والده أحسن تربية وقرأ القرآن وحفظه تجويدا، ثم حفظه عن ظهر قلب على أبيه وكان يدارسه، وشرع في طلب العلم بهمة ونشاط ومثابرة، فقرأعلى علماء بلدة حريملاء ولازمهم زمنا.
مشائخه في حريملاء:
1ـ والده الشيخ العالم محمد بن فيصل المبارك.
2ـ وابن عمه الشيخ العلاَّمة فيصل بن عبدالعزيز المبارك.
3ـ وابن عمه الشيخ العالم ابراهيم بن سليمان الراشد.
4ـ والشيخ العالم سعد بن عبدالعزيز اليحيى.
قرأعلى هؤلاء الأصول والفروع والحديث والتفسير والمصطلح وعلوم العربية.
مشائخه في رحلاته العلمية:
5ـ كما رحل الشيخ سعد المبارك إلى المجمعة فقرأ على العلامة الشيخ عبدالله العنقري ولازمه.
6ـ ورحل إلى الرياض فقرأ على علمائه ولازمهم طويلا في الأصول والفروع وعلوم العربية، ومن أشهر مشائخه فيها الشيخ محمد بن ابراهيم مفتي الديار السعودية.
7ـ والشيخ العالم عبداللطيف بن ابراهيم آل الشيخ.
وجد في الطلب مع ما وهبه الله من قوة في الحفظ وسرعة في الفهم فنبغ في فنون عديدة أهَّلته للقَضاء.
ـ كما كان الشيخ سعد المبارك على صلة قوية بالشيخ الإمام عبدالعزيز بن باز، والذي كان رفيقاً له في طلب العلم على الشيخ محمد بن ابراهيم، رحمهم الله أجمعين.
صفاته:
كان الشيخ رحمه الله على جانب كبير من الأخلاق العالية والصفات الحميدة، فكان رحمه الله ذا زهد و ورع، متمتعاً بقدرٍ كبير من الحكمة والأناة والحلم.
فكان رحمه الله في قضاياه مثالا للعدالة و النزاهة، حازما مسددا محبوبا، وله المكانة المرموقة والكلمة المسموعة، وكان الشيخ محمد بن ابراهيم معجباً به وبقضاياه.
قال الشيخ عبدالله البسام: (و قد شفعَ محصوله العلمي بأخلاق فاضلة من البشاشة و الطلاقة وحسن السمت و العفاف و النزاعة و الرفعة عن الدنايا) 2
أعماله:
درَّس الشيخ سعد المبارك رحمه الله سنين عِدَّة، وتخرَّج على يديه طلبةٌ كثيرون تولوا القضاء في مُدن كثيرة.
كما تولَّى القضاءفي بلدان عديدة:
1ـ ففي عام 1362هـ اختاره شيخه محمد بن ابراهيم لقضاء ضرما.
2ـ ثم انتقل عام 1363هـ إلى وادي الدواسر.
3ـ ثم إلى قرية العليا في عام 1370هـ.
4ـ ثم في الرياض عام 1380هـ.
5ـ ثم في شقراء 1382هـ.
6ـ ثم في مرات 1393هـ وظل بها إلى أن توفي عام 1398هـ رحمه الله.
وفاته:واستمر الشيخ سعد المبارك على حالته القويمة و سيرته المستقيمة حتى وافاه أجله المحتوم.
فلبَّى نداء الحق في شقراء ليلة الخميس 24/رجب 1398هـ، وصلي عليه في جمع غفير ظهر الخميس وحزن الناس لفقده.
ورثاه أخوه الشيخ العالم فيصل بن محمدالمبارك ـ رحمهما الله ـ بمرثية قوية يقول فيها:
بكيتُ أخي سعدا ولا مثله سعد
ولا مثله ابن وليس لهُ نِد
أديب أريب يسرع الخطو للحجى
وفي الخير لا من لديه ولا حِقد
يحب ذوي القربى ويدنو مع الجفا
يرحب إن جاؤوا ويقبل إن صدوا
موطأ أكناف مع الناس كلهم
يذكرنا بالصالحين إذا عدوا
لئن كانت الأمجاد تبنى على الحجى
فأوفر حظ في العلا لك يا سعد
بعيد عن الأهواء قريب إلى الهدى
منيع الذرى حامي الذمام إذا ارتدوا
ستبكيه من بعد الممات محاكم
صحائف عدل فصلها الجد والرشد
أردد سعدا في القصيد تلذذا
فمنزله قلبي وروحي له المهد
سأندبه والندب غاية حيلتي
فذكراه لي عطر وذكراه لي نِد
أيا ربنا رِفقا فضيفك مؤمن
مقيم على التوحيد قد ضمه اللحدُ
.
====================================
1 ـ هذه الترجمة مستقاة من كلٍّ من:
" علماء نجد خلال ثمانية قرون " للشيخ عبدالله البسام.ج2 ص (240 - 241).
و كتاب (روضة الناظرين في علماء نجد) للشيخ محمد بن عثمان القاضي جـ2 ص (121 - 123).
إلاَّ أني استفدت من ترجمته بيد ابنه الدكتور محمد في ذكر المدن التي تولَّى قضاءها والمُدد التي قضى في كلٍّ منها.
2ـ "علماء نجد خلال ثمانية قرون " للشيخ عبدالله البسام