تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فقد أفنى الشيخ رحمه الله عمره في طلب العلم والدعوة إلى الله والتعليم والتوجيه والإرشاد وإقامة الدروس وتأليف الكتب والنصح لولاة الأمر ولعامة الناس وخاصتهم، والشيخ -رحمه الله- كان مضرب المثل في سعة العلم وتنوع المعارف ودقة الفهم وسعة الحفظ في أبواب الفقه والتفسير والتوحيد والعقائد والأدب والتاريخ وغير ذلك من العلوم.

ولعلي أسجل بعض المواقف التي شهدتها له أو ما روته الرواة عنه:

(1) جبريل وابن جبرين!

كان رحمه الله في صيف كل عام يجوب مناطق المملكة من مدن وقرى لنشر العلم والتوحيد والدعوة والإرشاد، ذكر أحد الفضلاء أن بعض طلبة العلم ذهبوا إلى إحدى المناطق النائية بالمملكة للدعوة والإرشاد والتوعية فوجدوا في بعض القرى كتب ومنشورات علمية، فسألوا أهل هذه القرى عمن أوصل لكم هذه الكتب، فقالوا: شيخ كبير يقال له (جبريل)! وتبين بعد ذلك أنهم يقصدون الشيخ ابن جبرين -رحمه الله- فعلمه لم يقتصر على من حوله من طلابه وأحبابه.

وللشيخ -رحمه الله-جهود عظيمة لا يتسع بسطها في هذه الأسطر في مجال التعليم وإلقاء الدروس والدعوة إلى الله وقضاء حوائج الناس من دعم مادي ومعنوي وبذله للشفاعات وأعمال البر والصدقة وحضور للمحافل وعيادة المرضى وغير ذلك.

(2) تواضعه:

وأذكر للشيخ -رحمه الله- موقفاً لطيفاً في هذا الباب وذلك بعد حضوره لحفل تخريج حفظة كتاب الله بجامع علي بن أبي طالب -رضي الله عنه -بحي الشفا بالرياض، وعند قيامه بتسليم الجوائز أتاه أحد صغار السن من الطلبة لاستلام جائزته فقام ذلك الطالب بتقبيل يد الشيخ فسارع الشيخ -رحمه الله -إلى تقبيل يد الطالب، ثم قبل الطالب يد الشيخ مرة أخرى فعاد الشيخ فقبل يد الطالب مرة أخرى وذلك في حفلٍ غفير أمام الناس.

(3) ومن المواقف أيضا: أن الشيخ -رحمه الله -كان جالساً لانتظار الصلاة في أحد المساجد بالرياض وكان ذلك في رمضان فقام أحد كبار السن من طرف الصف الأول واتجه إلى الشيخ دون أن يشعر به فقبل رأس الشيخ -رحمه الله - فما كان من الشيخ إلا أن سارع إلى جذب رأس ذلك المسن وتقبيل رأسه.

(4) ومع سعة علم الشيخ -رحمه الله- في فنون العلم وكثرة اطلاعه عليها والحفظ الجم في القرآن والسنة والعقيدة واللغة العربية والتاريخ إلا أنه رحمه الله في غاية الاستعداد لتقبل الفائدة من كل أحد، أذكر أن أحد الدعاة من طلبة العلم كانت له محاضرة في المسجد الذي تقام فيه دروس الشيخ -رحمه الله - وكان درس الشيخ بعد المغرب - وكان الحضور في العادة متوسط العدد - ومحاضرة ذلك الداعية بعد صلاة العشاء وقد اكتظ المسجد بالناس لحضور هذه المحاضرة وعندما بدأ الداعية بإلقاء محاضرته لاحظ أن من بين الحضور جبل وعلمٌ من أعلام الأمة يستمع وينصت إليه فما كان من ذلك الداعية إلا أن طأطأ رأسه وغير موضوع محاضرته إلى التحدث عن فضل العلماء الربانيين وتواضعهم ولم يطل في محاضرته وبان عليه التأثر ثم ختم المحاضرة واتجه إلى الشيخ وسلم عليه وقبل رأسه وقد اندهش الناس من هذا الموقف.

(5) دقة ملاحظته!

وأذكر من المواقف في دروس الشيخ -رحمه الله- أنه في بعض دروسه وأثناء قراءة أحد الطلاب يغفو الشيخ غفوة يسير وعند الانتهاء من القراءة يفيق ثم يشرح ويتطرق لما تعرض له الطالب في القراءة!

(6) شهادة ابن عثيمين له:

ذكر أحد طلاب الشيخ أن الشيخ محمد بن عثيمين -رحمه الله- سأله عن دروس الشيخ ابن جبرين وماذا يجد فيها. فقال: كنت أحضر في بعض الأحيان بدون كتاب أو منشغل الذهن لكني أجد راحة وانشراحا في الصدر لو لم أركز في الدرس، فقال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- هذا دليل على حسن نية الشيخ وإخلاصه فرحم الله علماء الأمة رحمة واسعة.

(7) لا يرد أحداً مع كثرة مشاغله وأعماله:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير