ومع كبر سن الشيخ -رحمه الله- وكثرة انشغاله من إلقاء الدروس والمحاضرات وارتباطاته مع أهله وطلابه ومحبيه، كان يستقبل الناس في منزله في كل يوم بعد صلاة العصر لقضاء حوائجهم من إفتاء وشفاعة ومساعدة وإصلاح ذات البين، وكان يعقد للنكاح في منزله رحمه الله، وأذكر مرة كنا مع بعض طلبة العلم نقوم بالتنسيق مع بعض المشايخ لزيارتهم ومعنا مجموعة من طلاب حلقات تحفيظ القرآن الكريم، فكلما اتصلنا بشيخ يعتذر إما بانشغاله أو لعدم وجوده ونحو ذلك، فقال أحد الإخوة دعونا نتصل بالشيخ عبدالله بن جبرين -رحمه الله- فقلنا إن هذا أمر مستبعد وذلك لكثرة ارتباطات ومشاغل الشيخ، فاتصل أحد الإخوة بمنسق الشيخ وكانت المفاجأة بأن رحب بنا الشيخ وأعطانا موعد في اليوم التالي بعد العصر، وعند مجيئنا لمنزله رحمه الله كان مكتظا بالناس في مكتبه، فأمر بإدخالنا في المجلس وبعد عشر دقائق تقريبا حضر لنا الشيخ وكان لقاء ممتعا معه رحمه الله.
(8) الطالب الذي لم يتمكن من حضور درس الشيخ:
كان رحمه الله محب للخير ونفع الناس ولا يمانع في أي طلب لإقامة بعض الدروس أو القراءة عليه، حدثني أحد الإخوة أن أحد طلاب العلم لم يتمكن من حضور دروس الشيخ رحمه الله وقد حاول جاهدا ولو لحضور درس واحد فلم يتمكن من ذلك وكان حريصا على حضور دروس الشيخ، فحدث الشيخ بهذا الأمر فقال له الشيخ: لا بأس بأن تتصل بي في وقت معين وأشرح لك ما تريد، وكان ذلك في العقيدة الواسطية، فسر هذا الطالب وفرح فرحا شديدا، فرحم الله شيخنا رحمة واسعة.
(9) حرصه على نشر العلم:
كما عرف عن الشيخ -رحمه الله- بذله للخير ومن ذلك تفرغه لطلاب العلم فكانت دروسه تقام في الجامع وبعض المساجد القريبة من منزله -رحمه الله- طوال أيام الأسبوع بما فيها الخميس والجمعة، كما له دروس لبعض طلابه في منزله -رحمه الله-، وقد أهداه أحد رجال الأعمال منزلا قريبا من المسجد الجامع الذي تقام فيه دروس الشيخ رحمه الله ليكون قريبا من الجامع ولقدم منزل الشيخ، فجعله الشيخ سكنا خاصا لطلاب العلم الذين يفدون إليه من خارج مدينة الرياض، كما كان رحمه الله في سفره مع طلابه يستغل الطريق في قراءة القرآن وشرح بعض المتون.
(10) حزبه مع القرآن
وفي إحدى اللقاءات مع الشيخ في السنوات الأخيرة من حياته –رحمه الله- سألناه عن وقته لقراءة القرآن الكريم، فقال: الله المستعان كنا نختم القرآن كل أسبوع أو أقل والآن بعد أن ضعفت الهمة أصبحنا نختم كل أسبوعين. وذكر الشيخ -رحمه الله- أنهم كانوا في السابق يختمون القرآن في رمضان في صلاة التراويح كل ثلاث ليال.
فرحم الله شيخنا رحمة واسعة وجبر الله مصاب الأمة بفقده وبارك فيمن بقي من علماء الأمة وأسأل الله أن يجمعنا به ووالدينا وذرياتنا في الفردوس الأعلى من الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وأن يحشرنا في زمرة سيد المرسلين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
محمد إبراهيم العبيلي .... منقول من شبكة نور الإسلام ....
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[30 - 09 - 09, 08:10 ص]ـ
رابط مفيد ..
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=186786
ـ[مؤسسة ابن جبرين الخيرية]ــــــــ[01 - 10 - 09, 08:25 ص]ـ
كنت أجلس مع الشيخ رحمه الله ليملي علي اجابات أسئلة الناس التي ترد إلى المكتب بعد ظهر كل يوم، وكان الشيخ رحمه الله في أحد الأسابيع عنده دورة علمية في المنطقة الشرقية، وكان معه ابنه د. عبدالرحمن، وكانت الدروس بعد الفجر وبعد العصر وبعد المغرب وبعد العشاء، وبعد الظهر كان يجلس في مكتب توعية الجاليات لمدة ساعة للإجابة على الأسئلة عبر الهاتف، وعندما حضر الشيخ إلى الرياض صباحًا فوجئت به يحضر إلى المكتب بعد الظهر ويقول: أين الأسئلة؟! فجلست معه وأنهي رحمه الله الإجابة على الأسئلة قبيل العصر، وبعد العصر طبعت الأسئلة والإجابات وأعطيتها للدكتور عبدالرحمن للتصحيح الإملائي، فقال لي: ما هذا؟ فقتلت: فتاوى اليوم؟ فقال مستغربًا: أوجاءك الشيخ اليوم؟ قلت: نعم، فقال لي: ما شاء الله أنا شباب ولم أستطع أن أحضر إلى المكتب إلا بعد العصر، وحكى لي برنامج الشيخ ومدى الإرهاق الذي كان في هذه الرحلة.
رحم الله شيخنا وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة ونفعنا بعلمه وجزاه عنا وعن المسلمين خير الجزاء
¥