تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[14 - 07 - 09, 07:48 م]ـ

دمعتان .. دمعة حزنٍ وألمٍ، ودمعة فرحٍ وأملٍ ..

الكاتب/ محمد بن عبدالله البقمي

سبحان الله يا أحبّة .. عجيبةٌ هذه الدّنيا .. ما أسرع غيَرَها .. وما أكثر تغيّرها ...

نجري فيها؛ تعمل فينا الليالي والأيّام .. فالحمد لله على كلّ حال ..

فما لبثتُ ظهرَ هذا اليوم (الإثنين 20/ 7 / 1430) أن أفرح بخبر منع عرض السينما؛ حتّى فُجعتُ بخبر فقدِ شيخنا العلامة الحبر الفهّامة، صاحب الفضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين - أفاض الله عليه شآبيب الرّحمات، وأسكنه عالي الجنّات - .. إنّه جوادٌ كريم ..

والشيخُ - رحمه الله - (وكم وجدتُ ثقلاً عندما كتبت هذا التّرحّم وغالبتني دمعتي .. فاللهمّ ارحمه يا ربّ) من لا يعرفه؟؟!! ومن مِن شببة عصرنا وأشياخهم لم يمتنّ الله تعالى عليه بثني ركبه عنده؟؟ أو الإفادة من معين علومه؟؟ وبحار فهومه؟؟!!!

ولكنّ الجدير بالذّكر هُنا؛ هو أنّ الأمّة حينَما تفقده .. تفقدُه وهي في أمسّ الحاجة لعلماء الصدق من أمثاله - رحمه الله -، حيث لا يخفى على كريم علم القارئ الكريم ما نمرّ به، وتمرّ به أمّتنا من ظروفٍ وملابساتٍ خطيرة، وتحاكُ المؤامرات من داخل البلد وخارجها على طمس الهُويّة الإيمانية، وإطفاء معالم العقيدة الحيّة في قلوب النّاس ..

ولكنّ عزاءنا - يا كرام - أنّ أمّتنا أمةٌ ولود .. فأبشّركم أنّ من علماء الأمّة من أهل صدق النصيحة، وحسن البيان، والصّدع بالحقّ، ما يسرّ الخاطر، ويبهج الفؤاد - والحمدُ لله ربّ العالمين - ..

والدّين يا أحبّة؛ دين ربّ العالمين، يحميه وينصره، ويسدّدُ أولياءه، ويكتب على أيديهم النصر والرفعة والتمكين ..

غالبتُ دمعتي هذه بدمعةٍ أخرى .. اغرورقت بها مقلتيّ؛ بعد الخبر الذي أفاد منع عرض السينما في بلادنا الطاهرة - حرسها الله وحماها من كيد الأعداء الداخليين والخارجيين -، حيثُ أصدر سموّ النّائب الثاني - بحسب ما أفاد به موقع لجينيات - قراره بتأكيد منع عرض السينما (قلت: إذ هي ممنوعةٌ أصلاً بمرسومٍ ملكيّ، ولكنّ هذا تأكيدٌ للمنع) ومنع إعطاء التراخيص لأي جهةً كانت ..

أقولُ يا أكارم:

ولئن كان من حروفٍ تسطّر ثمّ؛ فالحمدُ لله أولاً وآخراً، وظاهراً وباطناً .. ثمّ لأولئك الصادقين من علماء الأمة وشيوخها وطلبة العلم فيها ومحتسبيها الكرام .. الذين صدعوا بالحقّ وبيّنوا، وما كتموا ولا غشّوا .. فجزاهم الله خير ما جزى غيوراً عن أمّته ..

فلقد ثبت بهذا أنّ منهج المُمانعة والأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، والاحتساب على الباطل المعاصر، هو سبيل الأنبياء والمرسلين، ومن تبعهم من علماء الصدق النّاصحين للأمّة ..

لا منهج التمييع لقضايا المنكرات، وتبرير ذنوب النّاس ومعاصيهم، ومسايرة واقعهم المُخالف، والتماس شواذّ الأفكار والفتاوى لإلقاء الشّبه، والتلبيس على الخلق ..

فكان هذا هو خير درسٍ للنّاس في منهج التّعامل مع النّوازل، ومواجهة المنكرات، وصدّ المعاصي والذنوب الخبيثة، التي تطمس الهُوية، وتميّع الدّين والعقيدة، وتدجّن الناس على استمراء المنكرات .. وربّ موقفٍ عملي يراه الناس ويلمسونه؛ خيرٌ من ألف موعظةٍ ومقالٍ - فالحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصالحات - ..

قبل أن أختم أدعو كلّ غيورٍ على أمّته، ناصحٍ لدينه، بأمورٍ منها:

أولاً: شكر سموّ النائب الثاني على قراره، إمّا بالزيارة، أو الإبراق، أو حتّى من ينوب عنه من أمراء المناطق ووكلاء إماراتها؛ ليستبين العامً والخاص عموم فرحة البلد وأهله الطيّبين بهذا القرار السديد ..

ثانياً: شكر سماحة المفتي العامّ، وبقيّة أعضاء اللجنة الدائمة وغيرهم من العلماء على كتابتهم ومناصحتهم للولاة، حيث أشارت المصادر أنّ القرار كان بدافع كتابة سماحة مفتي عام المملكة ..

ثالثاً: شكر جميع المحتسبين الذين واجهوا هذا المنكر، وبيّنوا حقيقته، وسدّوا بابه بجميل بيانهم، وعلى رأس أولئك القوم ممّن يحضرني أسماؤهم (ولن أطيل، ولو أردتُ إحصاءهم لعجزت، كلٌّ بحسبه):

د. محمّد السعيدي، د. إبراهيم الحقيل، د. يوسف الأحمد، د. محمّد الهبدان ..... وغيرهم من المشايخ وطلاب العلم والدعاة والإعلاميّين الغيورين الذين واجهوا هذا المنكر بأيّ جهدٍ كان ..

ولم أحبّ ذكر هذه الأسماء إلا كنموذج لمن يلزم شكرهم، والدعاء لهم، وبيان حسن صنيعم، وبلاءهم تجاه هذا المنكر ..

ومضةٌ أخيرة:

ليكُن هذا الحدث عبرةً لنا في مواجهة المنكرات، ومنهجاً في استبانة سبيل المجرمين؛ للقضاء على الباطل المعاصر، وصدّ بكلّ جهدٍ ممكن ..

ومّما يحضرني ممّا يُستطرف في هذا المقام .. أنّني كنتُ في حديثٍ مع أحد الإعلاميّين الكبار الذين كان لهم موقفٌ ربَما لا يوافقون عليه، وكان يقول لي: ستذكر يا محمد بعد عشر سنوات، وتقول: الله يذكر بالخير يا فلان (ويقصد نفسه) كنت قد دعوت تلك الأيام لاستخدام السينما في الدّعوة .. !!

فقلت له: بل ستذكر يا دكتور فلان (وذكرتُ اسمه) بعد أقلّ من ذلك وتقول: الله يذكرك بالخير يا محمّد لقد قلت قبل ذلك " السينما مولودٌ مسخٌ وُلد مشوها، وسيموت .. وهاهو قد مات ... !! " ..

والعجيب أنّه لم يمضِ على هذا الحديث سوى أقلّ من شهرٍِ واحد .. فاللهم ارزقنا البصيرة في دينك والفقه فيه ..

والحمدُ لله ربّ العالمين ..

وكتب:

أبو عبدالرحمن؛ محمّد بن عبدالله البقمي.

[email protected]

ظهر الإثنين 20/ 7 / 1430 هـ.

http://www.lojainiat.com/index.php?action=showMaqal&id=8917

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير