تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومن عرف الشيخ عن كثب أو قرأ سيرته وسبر أحواله واطلع على جدول دروسه ورحلاته يرى جهوداً مباركة في نشر العلم والتعليم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة من خلال الدروس والمحاضرات والفتاوى ويجد عجبا من نشاط الشيخ وهمته وحرصه مع تقدمه في السن على كثرة الدروس وتتابعها وتنوع فنونها، فهو لا يدخر وسعاً في الخير فمرة يلقي محاضرة ومرة يجيب على هاتف وأخرى يحرر شفاعة أو يقضي لأحد المسلمين حاجة, اجتماعي بطبعه يألف ويؤلف يزور العلماء والوجهاء والدوائر الحكومية والخيرية والأهلية .. وناشئة المسلمين وشبابهم يجدون فيه الأب الحاني المربي الذي يحاورهم ويجيب على أسئلتهم ..

ابن جبرين .. عاش عيشة الزاهدين محبا للفقراء والمساكين يساعدهم ويشفع لهم ويجلس معهم في مكتبه وبيته ومسجده وكأنما يتمثل قول المصطفى عليه الصلاة والسلام: " اللهم أحيني مسكينا وأمتني مسكينا واحشرني في زمرة المساكين " رواه الترمذي وهو صحيح.

سلامة المنهج:

إن المنصف يرى في الشيخ ابن جبرين حرصا على الجماعة ووحدة الصف واحتراماً للعلماء ونصحاً للمسلمين ومنهجها وسطاً لا إفراط ولا تفريط ولا غلو ولا جفاء كل ذلك مع قوة في الحق وزهد في الدنيا وحسن خلق وصبر وحلم وعفة لسان.

ما زال حياً:

ولئن كان ابن جبرين قد مات وأدخل في القبر ووري الثرى، فإنه باق معنا بعلمه وكتبه ورسائله وفتاويه، باق معنا بسيرته العطرة، باق معنا بمأثره وكريم سجاياه ..

يا رب حي ركام القبر مسكنه ورب ميت على أقدامه انتصبا

وقال آخر:

أخو العلم حيٌ خالد بعد موته وأوصاله تحت التراب رميم

وقال آخر:

كم مات قوم وما ماتت مكارمهم ومات قوم وهم في الناس أحياء

لقد ذهبت يا شيخنا لكن محاسنك لم تذهب، ورحلت لكن فضائلك لم ترحل، إنه ميراث النبوة الباقي إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، إنها العمر الثاني:

دقات قلب المرء قائلةٌ له إن الحياة دقائق وثواني

فارفع لنفسك قبل موتك ذكرها فالذكر للإنسان عمر ثاني

الصبر الصبر ..

ولا نقول إلا كما أرشدنا ربنا جل وعلا ورسوله صلى الله عليه وسلم عند حلول المصائب: إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيراً منها. قالت أم سلمة رضي الله عنها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون أللهم أؤجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها إلا أجره الله في مصيبته وأخلف له خيراً منها) قالت فلما توفى أبو سلمة، قلت كما أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخلف الله لي خيراً منه رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، رواه مسلم.

وإنني نوصي المسلمين بعامة وطلبة العلم بخاصة بالصبر واحتساب الشيخ عند الله تعالى والرضا بقضاء الله وقدره، فالمسلمون من أخلاقهم صبرهم عند البلاء وشكرهم في السراء قال النبي صلى الله عليه وسلم: (عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خيرٌ، وليس ذلك إلا للمؤمن: إن أصابته سراءُ شكر فكان خيرا ًله وإن أصابته ضراءُ صبر فكان خيراً له) رواه مسلم عن صهيب بن سنان. وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يقول الله تعالى ما لعبدي المؤمن عندي جزاءٌ إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة) رواه البخاري. فلا بد أن نرضى ونسلم ولنتذكر مصابنا بموت النبي صلى الله عليه وسلم فإن المصاب به صلى الله عليه وسلم أعظم من كل مصيبة يصاب بها المسلم قال صلى الله عليه وسلم (إذا أصاب أحدكم مصيبة فليذكر مصيبتة بي فإنها من أعظم المصائب). صححه الألباني. قال أبو العتاهية الزاهد ناظماً معنى هذا الحديث:

اصبر لكل مصيبةٍ وتجلد واعلم بأن المرء غير مخلد

أو ما ترى أن المصائب جمةٌ وترى المنية للعباد بمرصد

فإذا ذكرت محمداً ومصابه فاذكر مصابك بالنبي محمد

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير