ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[24 - 07 - 09, 04:54 ص]ـ
مضى الجبرين عبدالله عنا
رهيب الوقع حزن في جناني
وحل الضعف حتى في لساني
فلا أسطيع نطقاً من دموعي
كلا العينين مني تذرفان
وحزن القلب نيران تلظى
وأنس البال خصم لي وشان
ويا شعره ويا نثر هلما
أنا المحتاج هلا تسعفاني؟
فقدنا عالماً فذاً جليلاً
وفي فقدانه ثلم السنان
مضى الجبرين عبدالله عنا
مضى شيخ الفتاوي والمعاني
وإن الموت مكتوب وحق
وما للموت فينا من أمان
لرب الناس رجعانا جميعاً
وإعمار الورى نحو التداني
أيا دكتور يا طب الحيارى
إلى الفردوس في أعلى الجنان
أيا رمز التواضع أنت حي
ولن ينسى لكم حلو البيان
نصرتم سنة المختار نصراً
بأقوال سديدات سمان
ويا نبراس كان لنا مناراً
وبستاناً به قطف المجاني
بإذن الله يجمع ما تركتم
من الآثار في هذا الزمان
تركتم كنز علم لا يضاهى
وقد بلغت مطامحه الأماني
فيا جبرين يجبرنا إله
وسيع العفو ممدود الخوان
فقد كنتم لنا أنسا وجبراً
وقد أمسى الأسى طلق العنان
إلى المولى الرجوع وقد حزنا
ورب العرش يعلم ما نعاني
دموع في انهيار وانسكاب
من العلماء أو قاص ودان
فيا صرحاً سما حيا وميتاً
علمنا أن كل الجمع فان
صبرنا واحتسبنا الأجر نرجو
وسهم الموت زلزال الكيان
مضى ابن الباز قبلك فاحتسبنا
عثيمين مضى عال المباني
عسى الرحمن يبقى من تبقى
شيوخ العلم نور للمكان
وفزتم يابن جبرين بخلد
بجنات بها نبع الحنان
وبارك في شيوخ العلم فينا
وأغزر علمهم في كل آن
وبارك في بني الإسلام علماً
والبس ارضنا ثوب الأمان
عبدالرحمن بن سعيد الحارثي
http://www.al-jazirah.com/104890/fe9.htm
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[24 - 07 - 09, 04:55 ص]ـ
مات ابن جبرين
عرفتُ الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله - وعمري آنذاك خمس سنين في مسجد قريب من منزلنا في حي دخنة بالرياض، وقد لمست بعفويتي وطفولتي سماحة ذلك الرجل وطيبه قلبه وبسمته وحنوه وصفاء نفسه ومراعاته لي ولأمثالي من صغار السن، فلم نره ينهرنا ولا يغلظ علينا، بل نجده دائماً حين يشاهد من الواحد منا عبثاً طفولياً يعالجه بأسلوب محبب للنفس فهمت بعد ذلك انه أسلوب نبوي كريم، وقد كان له مع ذلك هيبة في قلوبنا لكنها هيبة ممزوجة بحبه وتقديره فقد نال - رحمه الله - من قلوبنا الصغيرة والغضة التي لا تعرف المجاملة أو النفاق من الحب أغلاه ومن السكن ان سكن في سويدائها وماذا بعد سويداء القلب.
وبعد سنين مرت من عمري تتابعت معرفتي بالشيخ ابن جبرين - رحمه الله - من خلال سكني في ذات الحي الذي يسكن فيه، فعرفت جوانب جديدة من حياته وصفاته الشخصية وإنجازاته العلمية، وتجدد لي بل وتأكد ما حفظته ذاكرتي منذ الطفولة عنه، فالرجل هو هو بسماحته وطيبة قلبه وبسمته وحنوه وصفاء نفسه غير انني لمست ما يتمتع به من ثقة ولاة أمرنا - أيدهم الله - وما يتمتع به أيضاً من صبر وجلد في طلب العلم وتعليمه للناس وكذلك عرفت تواضعه وحكمته وحنكته وبذله للناس خصوصاً قضاؤه لحوائجهم، كما انه - رحمه الله - وقاف على الحق متى تبين له رجع إليه، لين الجانب لا يقتص لنفسه ولا ينتصر لها، عاف كاف لا يتطلع للدنيا ولا زينتها، يصدع بالحق، فتاواه محل ثقة وتقدير، وعلمه علم غزير نفع الله به أهل السنة والجماعة وفضح به أهل الزيغ والفساد والعناد والضلال المبين.
ها هو - رحمه الله - يلقى ربه بعد معاناة مع المرض لم يعرف خلالها إلا صابراً محتسباً تألم لألمه ووقف معه ودعا له كل محب لهذا الدين العظيم فزاره ولي أمرنا وقائدنا خادم الحرمين الشريفين ملك القلوب الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - أيده الله - فاطمأن عليه ووجه - جزاه الله خيراً - ببذل كل ما يمكن بذله في سبيل استعادة الشيخ صحته، ولقيت وفاة الشيخ أيضاً صدى كبيرا واهتماما لدى ولاة أمرنا، حيث نعاه الديوان الملكي ببيان أصدره، كما تقدم الصلاة عليه سمو نائب أمير منطقة الرياض صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبد العزيز وهذا كله ليس بمستغرب على ولاة أمرنا وعلى مملكتنا الغالية المملكة العربية السعودية، أما على صعيد التفاعل الشعبي مع فضيلة شيخنا في مرحلة مرضه وتلتها وفاته فالوصف تعجز عنه كلماتي، ولا أجد أدل على ذلك من الزائرين له وهو على سرير مرضه، ولا تلك الأعداد الهائلة من المصلين والمشيعين له وهو على نعشه حتى ان شوارع الرياض التي تصل ما بين جامع الإمام تركي بن عبد الله ومقبرة العود حيث ووري جثمانه الثرى ضاقت بما رحبت، ناهيك عن ملايين من الناس حال بينهم وبين المشاركة في تشييع جنازته ما حال من الشواغل والموانع!!
وماذا بعد؟؟!!، مات العالم الجهبذ صاحب السيرة العطرة والخصال النضرة شيخنا الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله - وسؤالي ماذا بعد الحزن والبكاء؟!، ماذا بعد ذكر مآثره ومناقبه؟!، ماذا بعد تخليد ذكراه بمقال أو قصيدة أو برنامج وثائقي؟! ماذا بعد ذلك كله؟! أجد ان بعد ذلك كله يجب أن تأتي الخطوات العملية الخطوات التي ستُبقي الشيخ حيا موجودا بيننا بل وبين الأجيال القادمة من بعدنا، تلك الخطوات هي حفظ علمه بالصوت والصورة والكتابة وذلك من خلال إنشاء مؤسسة علمية إعلامية ثقافية يكون لها عدد من المناشط من أهمها أن يكون لفضيلة شيخنا موقع على شبكة الإنترنت وذلك من خلال تطوير وتحديث موقعه الحالي بصفة دورية ليواكب كل جديد في مجال هذه التقنية العالمية المذهلة والنافعة متى ما تم توجيهها الوجهة الحسنة، وتقوم تلك المؤسسة أيضاً بإخراج نتاج شيخنا العلمي من خلال الشريط و (السي دي) السمعي والمرئي وكذلك من خلال الكتاب وكذلك من خلال ترجمة كل نتاجه إلى لغات العالم إلى غير ذلك من المناشط الأخرى!!
رحم الله شيخنا الفقير إلى ربه عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين وجزاه عنا خير الجزاء، وختاما ان العين لتدمع وان القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي الرب. وإنا على فراقك يا شيخنا لمحزونون.
أحمد بن محمد الجردان
http://www.al-jazirah.com/104890/fe8.htm
¥