في مستهل عام 1420هـ في شهر محرم الحرام في السابع والعشرين منه فقد العالم الاسلامي بأسره بفقد العالم الرباني العلامة سماحة الشيخ عبد العزيز ابن باز الذي بكى على فقده الملوك والامراء والصغار والكبار والعلماء والفقراء ودثرت البلاد بجلباب الحزن على فقد هذا الإمام الذي بذل حياته ووقته وكل ما يملك في سبيل الدين والعلم والامة الاسلامية الذي كان محل تقدير ولاة امر هذه البلاد.
عالم سامراء
وفي صبيحة يوم الاثنين 24/ 1/1420هـ فقدت سامراء عالمها الجليل الشيخ أيوب الخطيب الذي حمل لواء العلم والدعوة الى الله اكثر من ستين عاما قضاها في نشر الخير بين الناس والذب عن حرمات الله والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وكانت جنازته يوماً مشهوداً لاهالي سامراء ربما لا يعرف الكثير من الناس لكن اهل سامراء لا يمكنهم نسيانه فقد بكته العيون والقلوب.
فمحراب الصلاة عليك يبكي
ومجلس وعظكم أمسى حزينا
تركت وراءك الطلاب حيرى
تحن لشخصك الغالي حنينا
وسامرا كا الحزن ثوباً
تئن لفقدك الغالي انينا
الفقيد المؤرخ الأديب
وفي السادس من ربيع الأول من العام 1420هـ فقدنا فضيلة الشيخ العالم الجليل والمؤرخ الاديب الشيخ علي الطنطاوي الذي عرفه الجميع من خلال اطروحاته عبر شاشة التلفزيون وعبر وسائل الإعلام الاخرى ومن خلال كتبه وكتاباته.
الشيخ مصطفى الزرقاء
وفي عصر السبت 19/ 2/1420هـ انتقل الى رحمة الله تعالى الشيخ مصطفى الزرقاء بمدينة الرياض والشيخ من رجال الفقه الاسلامي المعاصرين.
الشيخ مناع القطان
وفي الخامس من شهر ربيع الآخر توفي العالم الجليل مناع خليل القطان الذي درس العلوم الشرعية في الكليات الشرعية بالمملكة ومعاهدها والمعهد العالي للقضاء.
فقيد المسجد النبوي الشريف
في السادس من شهر ربيع الآخر يوم الاثنين فقدت البلاد الشيخ العالم محمد عطية سالم المدرس بالمسجد النبوي الشريف. وقد عمل بالتدريس في المعهد العلمي بالاحساء ثم بالمعهد العلمي بالرياض ثم بكليتي الشريعة واللغة العربية ثم كلفه سماحة الشيخ محمد بن ابراهيم – رحمه الله - بالعمل بالجامعة الاسلامية ابان افتتاحها، فرحمه الله رحمة واسعة.
فقيد الدمام
وفي آخر جمعة من شهر جمادى الآخرة فقدت مدينة الدمام العالم الجليل الشيخ أحمد الكلداري وقد كانت جنازته جنازة مشهودة.
محدث العصر
وفي الثالث والعشرين من شهر جمادى الآخرة لعام 1420هـ فقد العالم الاسلامي محدث العصر العلامة الشيخ ناصر الدين الالباني.
عالم الهند
وفي يوم الجمعة الثالث والعشرين من شهر رمضان المبارك من عام 1420هـ انتقل الى رحمة الله تعالى ابو الحسن الندوي امين ندوة العلماء بالهند ورئيس رابطة الأدب الاسلامي.
وهكذا ودعنا في عام الحزن عام 1420هـ ثلة من العلماء الاجلاء فقدناهم جملة واحدة.
عام 1421هـ
ثم تمضي الايام ويتسابق الزمان فيأتي عام 1421هـ فتفقد الامة ويفجع العالم بوفاة صاحب الفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الذي وافته المنية يوم الاربعاء في الخامس عشر من شهر شوال عن عمر ناهز السبعين عاما، وقد صلي عليه بالمسجد الحرام وكانت جنازته جنازة مشهودة. وتمضي الايام وتمر السنون ويحصد الموت الانام (لكل أجل كتاب).
وهكذا نفقد كل عام بعضاً من علمائنا ومشايخنا ودعاتنا وهذه سنة الله في الأرض. ففي عام 1422هـ توفي إمام الحرم الملكي الشريف الشيخ عمر بن محمد السبيل إثر حادث مروري.
وفي عام 1426هـ توفي الشيخ علي جابر إمام المسجد الحرام سابقاً.
وفي عام 1423هـ انتقل الى رحمة الله تعالى سماحة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن السبيل. وفي عام 1421هـ توفي الشيخ محمد بن عبد الرحمن القاسم الذي جمع فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية مع والده – يرحمها الله - وهناك آخر منهم من يعرف ومنهم من لا يعرف منهم من يعرفه اهل بلده ومنهم من كسب شهرة عالمية لجهوده على مستوى العالم الاسلامي امثال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ ابن عثيمين رحمهما الله.
بقية السلف الصالح
وفي عامنا هذا عام 1430هـ فقدنا بعضا من العلماء كان من ابرزهم بقية السلف الصالح سماحة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين الذي فقدته البلاد بل فقده العالم الاسلامي. فلقد كان – رحمه الله - امة قانتا لله حنيفاً وكان امة في رجل.
وقد كان محل تقدير ولاة امر البلاد شأنهم مع كل العلماء من داخل البلاد وخارجها وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين حفظه الله. فلقد زار الفقيد قبل وفاته في المستشفى التخصصي بالرياض وحين توفي نعاه الديوان الملكي وصلى عليه خلق كثير من الناس يتقدمهم صاحب السمو الملكي نائب أمير منطقة الرياض الأمير سطام بن عبد العزيز وغيره من الامراء والعلماء وعامة الناس وخاصتهم.
دمعة وفاء
واخيراً قد تجف المآقي وتنحبس الدموع وربما تضاءل الحزن بالنسيان ولكن هل من وفاء بعد الوفاة؟
فها هو الإمام أحمد يقول (ما بت منذ ثلاثين سنة إلا وأنا أدعو للشافعي واستغفر له) ويقول الإمام ابو حنيفة (ما صليت منذ مات حماد بن سلمة إلا واستغفرت له مع والدي).
فواجب علينا ان نقدر العلماء ونحترمهم ونحفظ لهم فضلهم وندعو لمن مات منهم، كيف لا والله يقول (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات).
ويقول سبحانه (وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون). ويقول جل وعلا (إنما يخشى الله من عباده العلماء). هذا هو قدرهم وكم هو محزن ان نرى من بعض فئام الناس من ينتقص العلماء ويقلل من شأنهم إما جهلاً منه او حسداً. وعلى كل حال فلحوم العلماء مسمومة وسنة الله في شأن منقصيهم معلومة. فليتق الله ربه من يتعدى على أولياء الله.
http://www.alyaum.com/issue/page.php?IN=13188&P=35
¥