ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[24 - 07 - 09, 05:05 ص]ـ
ابن جبرين ذلكم العلم
د. عبد الواحد الحمد المزروع
الحمد لله القائل (أو لم يروا انا نأتي الارض ننقصها من اطرافها والله يحكم لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب) الرعد41
القائل جل من قائل (افلا يرون انا نأتي الارض ننقصها من اطرافها افهم الغالبون) الانبياء44
احمد الله سبحانه على قضائه وقدره ان المصاب لجلل ولكن قضاء الله واقع والحمد له جل وعلا على ماقضى وقدر.
فقدت شيخي واستاذي وعالم الامة وفقيهها الشيخ الزاهد الحبر العلامة استاذ الجيل في الفقه والمعلم الابرز في العقيدة والعلم الذي له باعه في الاصول والاستاذ المتخصص في اللغة فقيه فريد بز اقرانه وسبق زمانه كان يرحمه الله كالغيث اينما حل نفع ذلكم هو شيخ الاسلام في زمانه الامام عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين رحمه الله رحمة واسعة.
تشرفت بمعرفة الشيخ في صباي لملازمة والدي له يرحمه الله يوم اكرمني الله بحضور بعض دروسه في الجامع الكبير في الرياض ثم جاءت المنة الالهية بان اتتلمذ على يد شيخي يرحمه الله في العام 1410هـ في مرحلة دراستي في الماجستير وقد حرصت على القرب منه والنهل من معين علمه مدة ليست بالطويلة ومع كونها ليست طويلة الا انه كان لها بصمات بقيت معي ولازمتني استفدت منها كثيرا ووجدت لها اثرا عظيما وكان لي مع شيخي عدد من المناقشات العلمية اذكر منها مناقشتي الطويلة والتي قد يعدها بعض المشايخ من سوء الادب من طالب مع شيخه حينما ناقشته يرحمه الله في مسألة صرف العملة المعدنية بالورقية مع الزيادة حينما كانت الهواتف التي تعمل بالعملة الحديدية موجودة وكانت العملة المعدنية رائجة ومطلوبة وكان رأيه يرحمه الله جواز الصرف العشرة من الورق بتسعة من المعدن وكنت اناقشه في قوله هذا وبعد ان قارب وقت النقاش مايزيد على عشرين دقيقة قال لي يرحمه الله هذا رأيك وعندها امسكت وفي ظني انه لو كان نقاشي مع غير استاذي وشيخي ابن جبرين لكان قد قطع او اوقف قبل ان اكمل ثلاث دقائق.
وكنت اذا استعصى علي امر في علم اوعمل هرعت اليه لاسأله واجد الصدر الرحب والاسلوب السهل والعلم الرصين والمنهل العذب.
منها موقف لانسان حينما ناقشت صاحبا لي قد تخرج في كلية الشريعة في مسألة ولم يقنع احدنا الآخر بما ذهب اليه فعزمت على ان ازور شيخي في مقر الافتاء لأسأله عما جرى الحديث عنه فأبان لي رحمه بما يشفي ويكفي وكنت حريصا على سؤاله حبا له والثانية ثقة بعلمه والثالثة تلطفا بطلابه وبمن جاء يسأله ورابعا صبره وخامسا لانه يتأنى ويناقش الامر من جوانب شتى وسادسا لان بابه مفتوح في عمله او مسجده او بيته وسابعا لانه يجيبك ويوجهك وثامنا لانه يحيلك الى المرجع من امهات الكتب واقوال المتقدمين فتستفيد حكما وعلما وتاسعا لانه يذكرك بالمتقدمين من العلماء الراسخين وعاشرا لما تراه من النور والبهاء على محياه والحادي عشر لانه لا يمل جلوسه ولا يشعرك بما لديه من ضغط او عمل الى غير ذلك الصفات والشمائل التي مكن الله تعالى لشيخي ابن جبرين وحباه بها دون غيره.
تتصل فيجيب وترسل له مكتوبا فيرد تزور فيحيي ويستقبل علم لا كالاعلام وجبل اشم ارتقى قمة وتبوأها.
اتعب من بعده حاول بعض المغرضين والجهال النيل منه فما كان منه يرحمه الله الا ان تمثل:
كن كالنخيل عن الاحقاد مرتفعا ** يرمى بصخر فيعطي طيب الثمر
قدمت اليه بعد انهت الماجستير لاحصل عن تزكية منه يرحمه الله لمواصلة دراستي في الدكتوراه ابان فترة عمله يرحمه الله في الافتاء فاجابني واكرمني وكتب لي في التزكية فوق ما استحق واوصى لي بما اؤمله وزيادة وهذا من حسن ظنه بابنائه وطلابه وسعيه وحرصه على ان يحقق طلابه مايأملون.
انقطعت عن دروس شيخي لانتقالي للعمل في المنطقة الشرقية فلما اتيحت لي الفرصة للمكوث في الرياض العامرة التحقت بدروسه في جامع الراجحي في شبرا وواظبت على ذلك حتى عودتي للمنطقة الشرقية كم كنت اشعر بسعادة غامرة عند الذهاب وكم كنت اجد المتعة والفائدة والفتوح في العلوم والبيان بمالا يخطر ببال.
¥