تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولما انتقل الى الرياض وانتظم في معهد امام الدعوة العلمي وكان يدفع له مكافأة شهرية فكان يدفع ما فضل عن حاجته لوالده الذي ينفق على ولده وولد ولده وبعد ثلاث سنين اضطر الى احضار زوجته وأولاده واستئجار منزل صغير وتأثيثه والنفقة عليهم فكانت المكافأة تكفي لذلك رغم قلتها لكن مع الاقتصار على الحاجات الضرورية وبقي يستأجر منزلا بعد منزل لمدة ثماني سنين فبعدها أعانه الله على شراء بيت من الطين والخشب القوي فهناك استقر به النوى حيث قام فيه سبعة عشر عاما يعيش في وسط من الحال لا اسراف فيه ولا تقتير ولم يتوسع في الكماليات والمرفهات لقلة ذات اليد ثم في عام 1402هـ انتقل الى منزله الحالي الذي أقامه بمساعدة بنك التنمية العقارية وعاش فيه كما يعيش أمثاله في هذه الأزمنة.

عقيدة أهل السنة

اما في المجال العقدي فقد نشأ العلامة ابن جبرين رحمه الله على معتقد سليم تلقاه عن الآباء والأجداد والمشايخ العلماء المخلصين فتعلم عقيدة أهل السنة والجماعة والسلف الصالح، فقرأ وحفظ ما تيسر من كتب العقائد كالواسطية لشيخ الاسلام ابن تيمية -رحمه الله- وتلقى شرحها من مشايخه الذين تعلم منهم العلوم الشرعية فكانوا يفسرون غريبها ويوضحون المعاني ويبينون الدلالات من النصوص.

وقد نهج منهج مشايخه في تدريس كتب العقيدة السلفية فقرأ عليه التلاميذ الكثير من كتب العقائد المختصرة والمبسوطة كشروح الواسطية للهراس ولابن سلمان ولابن رشيد وشرح الطحاوية ولمعة الاعتقاد وشروح كتاب التوحيد وكذا الكتب المبسوطة لشيخ الاسلام وابن القيم وحافظ الحكمي وغيرهم ممن كتب في العقيدة وناقش الأدلة وتوسع في سردها ولم يكتف بذلك فمن خلال تدريسه في قسم العقيدة والمذاهب في جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية قام الشيخ بتدريس كتب العقيدة والاشراف على البحوث والرسائل التي تقدم للجامعة في هذا القسم ويشترك في مناقشة رسائل الماجستير والدكتوراه ويرشد الطلاب الى المراجع المفيدة في الموضوع واستمر حتى وفاته رحمه الله بالاشراف على الكثير من الرسائل وعلى اتصال بالجامعة لزيادة عدد الطلاب الراغبين في هذه الدراسة.

وتتلمذ الشيخ ابن جبرين على يد العديد من العلماء والمشايخ ومنهم فضيلة الشيخ صالح بن مطلق الذي كان اماما وخطيبا في احدى القرى بالرين وقد قرأ عليه بعض الكتب في العقيدة والحديث وحضر مجالسه التي يتعدى فيها الأكابر والعلماء ويأتي بالعجائب والغرائب وسماحة الشيخ محمد بن ابراهيم آل الشيخ عندما افتتح معهد امام الدعوة في عام 1374هـ وقرأ في الدراسة النظامية على جملة من العلماء كالشيخ اسماعيل الأنصاري في التفسير والحديث والنحو والصرف وأصول الفقه وذلك من عام 1375هـ حتى التخرج والشيخ عبد العزيز بن ناصر بن رشيد في الفرائض لمدة ثلاث سنوات وقرأ أيضا على الشيخ حماد بن محمد الأنصاري والشيخ محمد البيحاني والشيخ عبد الحميد عمار الجزائري في علوم وفنون متعددة وفي مرحلة الماجستير قرأ على الكثير من كبار العلماء كسماحة الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد المتوفى سنة 1402هـ في الفقه طرق القضاء وكذا الشيخ مناع خليل القطان - رحمه الله - الذي درسهم في تلك المرحلة في مادة التفسير بتوسع وايضاح والشيخ عمر بن مترك رحمه الله تعالى وكان من أوائل حملة الدكتوراه من السعوديين وقد قرأ عليه في مادة الفقه والحديث والتفسير.

وقد استفاد العلامة ابن جبرين أيضا من مشايخ آخرين دراسة غير نظامية وأشهرهم سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز -رحمه الله- الذي لازمه في أغلب الحلقات التي يقيمها ومنهم الشيخ محمد بن ابراهيم المهيزع - رحمه الله - والشيخ عبد الرحمن بن محمد بن هويمل.

حياته التدريسية

قام الشيخ العلامة ابن جبرين رحمه الله بالعديد من الاعمال وتقلد عدداً من المناصب في مجال الدعوة ومنها ابتعاثه مع هيئة الدعاة الى الحدود الشمالية للمملكة العربية السعودية في أول عام 1380هـ لنشر الدعوة الاسلامية الصحيحة هناك ثم تعين مدرسا في معهد امام الدعوة في شعبان عام 1381هـ الى عام 1395هـ قام فيه بتدريس الكثير من المواد كالحديث والفقه والتوحيد والتفسير والمصطلح والنحو والتأريخ وكتب مذكرات على أحاديث عمدة الأحكام بذكر الموضوع والمعنى الاجمالي وشرح الغريب وذكر الفوائد وكذا مذكرات على مواد الفقه والتوحيد والمصطلح لا يزال الكثير منها محفوظا عند الطلاب أو في المعاهد العلمية ثم في عام 1395هـ انتقل الى كلية الشريعة بالرياض وتولى تدريس التوحيد للسنة الأولى وهو متن التدمرية وكتب عليه تعليقات كفهرس للمواضيع وعنوان للبحوث وكذا درس أول شرح الطحاوية وفي عام 1402هـ انتقل الى رئاسة البحوث العلمية والافتاء والدعوة والارشاد باسم عضو افتاء وتولى الفتاوى الشفهية والهاتفية والكتابة على بعض الفتاوى السريعة وقسمة المسائل الفرضية وبحث فتاوى اللجنة الدائمة التي يناسب نشرها وقراءة البحوث المقدمة للمجلة فيما يصلح للنشر وما لا يصلح ومازال هكذا حتى الآن وقد انتهت مدة خدمته في دار الافتاء كما قام بالتدريس في المعهد العالي للقضاء التابع لجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية وذلك في عام 1408هـ حيث أسند اليه درس الفقه للسنة الأولى ويسمى السياسة الشرعية.

تاريخ النشر 14/ 07/2009

http://www.alwatan.com.kw/Default.aspx?tabid=57&article_id=522367

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير