تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لكن بعد مدة طويلة من الوقوف والتذمر من شمس الرياض الحارقة في صيفها الملتهب، عرفنا بأن الزحمة سببها كثرة القاصدين إلى مسجد التركي لحضور الجنازة.

اقتربنا أكثر فإذا الطريق مغلق، لا بد من الدوران من حيث أتينا.

حضور أمني مكثف بالشوارع المحيطة.

اضطررنا أن ندخل داخل الحارة الضيقة، وتعجبت كيف أن هذا الحي يشبه الأحياء المهجورة في مقدشو، وليس له أي علاقة بأحياء الرياض.

بعد لف ودوران أوقفنا السيارة في داخل الحي، واتجهنا إلى المسجد مشيا بالأقدام، وكلما اقتربت من المسجد زادت الزحمة.

لا أدري كم يتسع المسجد بالضبط لكن في الجمعة لم يكن يمتلئ ولا يكاد، أما اليوم فمن تمكن من الوصول إلى الساحات القريبة المحيطة بالمسجد من الجهات الثلاثة فقد كان محظوظاً.

وجوه مختلفة، ما بين شيخ مسن يتكئ على عكازته، وشاب جلد يصرعك بكتفه لو مررت بجانبه، وكهل في أشد فتوه، وطفل رضيع، ونساء يحيط في مدخلهم أمن قصر الحكم.

وما بين العلماء الكبار المعروفين في الرياض، وزملاء الشيخ، وطلبة العلم البادي في وجوههم أثر التهجد، وسمة الزهد، وعلامات الصلاح، وخلق كثير ممن سمع الشيخ وأحبه.

أجناس مختلفة الألوان والألسنة، متباينة العادات والتقاليد، جموع غفيرة متحركة من هنا وهناك، الكل يلهج بالدعاء للشيخ برحمة الله وأن يسكنه الفردوس الأعلى، عزاء متبادل " أحسن الله عزاك وعزانا " كلمة تتردد على مسامعك كل ما تقابل اثنان.

بعد الصلاة عليه – رحمه الله – قلما استطاع أحد أن يتحرك من مكانه من الزحمة، وقد تأخرت خروج الجنازة لما يقارب نصف الساعة من الزحمة، والسيارات أغلقت ما بقي من الشوارع التي لم تغلق.

بعضهم اتجه إلى مقبرة العود مشيا على الأقدام.

ومقبرة العود هي خلف المطعم الصومالي الشهير في الرياض (مطعم جوهر)، سلسلة مطاعم ومحلات يلتقي فيها الصوماليون، ويقفون أمامه صفوفا طويلا يتجاذبون أطراف الحديث بأصوات مرتفعة، ربما تتطور أحيانا بالملاكمة، وذلك حينما تشتد الصراعات في الداخل. وهذا – أي الوقوف أمام المحلات - يخالف ما عليه مدينة الرياض، مما جعل المارة يقفون ليشاهدوا ويتفرجوا عليهم حتى تعودوا على هذا المنظر، وصار مألوفا لديهم، وقد سمى بعضهم شارع الخيول.

وقد دفنت في هذه المقبرة الملك فهد بن عبد العزيز ملك السعودية السابق، كما سمعنا في الأخبار.

ورغم أن هذه المقبرة في داخلها مقبرة لا يوجد فيها أي تشييد لقبر، ولا ارتفاع لقبر، وكلها مسوية على الأرض، وارتفاع القبور لا يتجاوز عن شبر فقط ليعرف أنه قبر، ولا يوجد في المقبرة أي كتابات لتمييز الأموات بعضهم عن بعض، لا يتميز ملك عن مملوك، ولا عالم عن جاهل. فالكل أفضوا إلى ما قدموا

إلا أنها في جدرانها الخارجية، والأشجار المحيطة بها تتلقى رعاية لا تتوفر للإنسان الصومالي.

رحم الله الشيخ ابن جبرين، فقد كان رجل أمة، ورجل علم، رجل لم يكن ليعيش لنفسه فقط. وهذا ما قاله البعض عن الشيخ – رحمه الله تعالى -: ((والشيخ ابن جبرين كان مفخرة من مفاخر علماء السنة, وعالم من أكابر علماء الزمن الحاضر، قصاصة من كلامه أو خطبة منه تقلب الدنيا ظهراً على عقب, وتتلقفها القنوات الإخبارية مباشرة, وتسعى الصحافة لإبرازها والحديث عنها فالمتحدث هو العالم الجليل وبطل الرياض العظيم الشيخ الدكتور عبد الله بن جبرين)).

عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا". متفق عليه

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "أتدرون ما ذهاب العلم؟ قلنا: لا. قال: ذهاب العلماء [رواه الدارمي في سننه 1/ 78].

وعنه رضي الله عنه قال: لا يزال عالم يموت، وأثر للحق يدرس، حتى يكثر أهل الجهل، وقد ذهب أهل العلم، فيعملون بالجهل، ويدينون بغير الحق، ويضلون عن سواء السبيل [جامع بيان العلم 1039].

وقال ابن عباس كذلك عند موت زيد بن ثابت: "من سره أن ينظر كيف ذهاب العلم فهكذا ذهابه". [جامع بيان العلم 1035].

قال أبو حنيفة والشافعي: "إن لم يكن الفقهاء أولياء الله فليس لله ولي " [الفقيه والمتفقه 1/ 36].

http://somaliatodaynet.com/news/index.php?option=com_*******&task=view&id=4231&Itemid=26

ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[24 - 07 - 09, 04:12 م]ـ

يتقدم أعيان وأفراد الجالية البرماوية المقيمة بالمملكة العربية السعودية بأحرالتعازي لأسرة سماحة الشيخ العلامة عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين -رحمه الله- الذي توفي ظهر أمس الإثنين 20/ 7 / 1430هـ.

رحم الله الشيخ رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته .. وألهم أهله وذويه والمة الإسلامية الصبر والسلوان ..

http://www.burma-ksa.com/infimages/myuppic/4a5c44185daa0.jpg

http://www.burma-ksa.com/news.php?action=show&id=134

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير