تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وفي الوقتِ الذي يَزْعُمُ فيه بعضُهم (!) عَدَمَ تبديع الشيخ ابن جِبرين؛ نراه يشمئِزُّ (!) مِن مجرد وضع خبر وفاتهِ – رحمه الله – في (مُنتدياتهم!)!! فيرفعُها , ويدفعُها , ويمنعُها!!

ولقد ذكّرتني هذه التناقضاتُ – وما أكثرَها! – بما أفتى به بعضُ مَن مسَّه مِن الغُلُوِّ طَرْفٌ: لمّا أفتى فيمَن يوزّعُ رسالة " رفقاً أهل السنة بأهل السنة " – لشيخنا عبد المُحسن العبّاد – بأنّه مبتدعٌ!! في الوقت الذي سكت فيه – أو ما جَرَأَ! - على تَبْديع مؤلِّفها!!

فأيُّ تناقُضٍ أشدّ – إذن -؟!

إنَّ المُحافَظَةَ على منهجِنا السلفيِّ نقيّاً صفيّاً - مُنَزَّها عن الغُلُوّ , بعيداً عن الجفاء , نائياً عن التمييع والتضييع - يستدعي احتمالَ شيءٍ – بل أشياءَ! – من الابتلاءاتِ , والمُواجَهات , والتضحيات؛ ممّا نسألُ اللهَ – تعالى أن يُعيننا عليها , ويأْجُرنا بها – في قليل وكثير -.

وصدق رسولُنا - صلى الله عليه وسلم - القائلُ: (من أرضى الناس بسَخَط الله: وَكَلَهُ اللهُ إلى الناس , ومَن أسخطَ الناس برِضا الله: كفاه الله مُؤْنةَ الناس).

وهذا الذي سِرْنا عليه – هنا - , ونجتهدُ أن نسيرَ عليه – بالحقِّ- في كُلِّ موقِف – رضي مَن رضي , وسَخِط مَن سَخِط! – هوَ - نفسُه – ما قاله – وقام به - سماحةُ المفتي العام لبلاد الحرمين الشريفين الشيخ عبد العزيز بن عبدالله آل الشيخ – حفظه الله – عند وفاة الشيخ ابن جبرين – رحمه الله -؛ قال:

(إن الشيخ عبدالله بن جبرين معروفٌ فى كل الميادين بالخير والصلاح, والحرص التام على نفع الناس - نسأل الله له المغفرة والتجاوز -.

الشيخ عبدالله بن جبرين أخٌ لنا، وصاحب لنا، عرفته منذ زمن طويل، وعرفت منه التواضع الجمّ، والخلُُق الفاضل، وبذل العلم، والتقوى والصلاح، والحرص على منفعة الأمة وجمع كلمتها، والسعي فيما فيه الخير والصلاح ...

عرفناه وزاملناه في معهد الدعوة، وفي كلية الشريعة، وفي دار الإفتاء, وعرفناه - أيضًا - من التقائنا به دائمًا عند الشيخ عبدالله بن حميد، والشيخ عبدالعزيز بن باز - وغيرهم من المشايخ -.

وعرفناه في حلقات الجامع، ومشاركته في ندوات الجامع، وعرفناه في الحج والتوعية ..

أسأل الله أن يغفر ذنبه، ويقيل عثرته، ويخلف على أهله بالخير، والرجل فيه خير وصلاح، والله أعلم به منّا؛ فغفرالله لنا وله).

وقال فضيلة الشيخ صالح الفوزان – حفظه الله – فيه – رحمه الله -:

(نسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يغفر للشيخ عبدالله بن جبرين , وأن يرحمه , وأن يجبر عزاء المسلمين فى علمائهم , وهذه– لاشك - مصيبة عظيمة , ولكن نقابلها بالصبر والاحتساب.

نسأل الله أن يُبدلنا بخير منه من أهل العلم والبصيرة , وأن يغفر له , وأن يرحمه , إنه غفور رحيم.

وموت العلماء لاشك أنه خسارة عظيمة على الأمة، وجاء فى الحديث: (موت قبيلة أيسر من موت عالم) , وفى الحديث الآخر: (إن العلم لايُقبض انتزاعاً،وإنما يُقبض بموت العلماء،فإذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤوساً جهالاً، فأفتوا بغير علم؛ فضلوا، وأضلوا) - نسأل الله العافية -.

وموت العلماء لاشك أنه خسارة, ولكن نقابل ذلك بالصبر والاحتساب والدعاء وأن يهيئ الله للأمة علماء صالحين , وأن يغفر لأموات المسلمين.

وقول الله– تعالى -: (أولم يروا أنا نأتى الأرض ننقصها من أطرافها) , بعض العلماء يقول: إن هذا بموت العلماء؛نقصُ الأرض من أطرافها: موت العلماء.

والمشهور: أن المراد بـ (نقص الأرض من أطرافها): الفتوحات الإسلامية التى انتشرت حتى انتشر الإسلام في أقطار الأرض , ولم يستطع الكفار أن يمنعوه وأن يصدّوه , بل أخذ طريقه إلى المشارق والمغارب).

أقول:

قد خصَصْتُ كلامَ هَذيْن الشيخَين الفاضلَين بالذَّكر – دون غيرهما ممَِّن أثنى – ومدح – أيضاً – لِسَبَبيْن:

أولهما: أنَّ كلامَهما - حفظهما الله ُ - صادرٌ بعد وفاة الشيخ – رحمه الله -.

ثانيهما: أنَّ الغُلاة لا يجرؤون على أدنى قولٍ فيهما (!) مع تجرُّئِهم – كثيراً – على (كُلَّ) مَن قال بأقلَّ ممّا قالا!

و (لعلّه) يُلْحَقُ بهما – أيضاً -:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير