وهذه دعوة أن نعمل على سد هذه الثغرة بالجد في التحصيل والتعلم والتعليم والدعوة للعمل على نشر العلم النافع ورفع راية الدين، وتربية النشء على حب العلم والعلماء، وكفالتهم ليفرغوا لهذه المهمة الشاقَّة المباركة؛ ليكونوا عوضًا عمن فقدناهم من علمائنا تغمدهم الله بواسع رحمته.
اللهم ارحم علماءنا، واحفظ من بقي منهم بحفظك الذي لا يرام، واكلأهم بعينك التي لا تنام، ورد عنهم كيد الكائدين، واجعلنا بكرمك من العلماء الربانيين، أئمةً للمتقين.
ــــــــــــــــــــــــــ
[1] انظر «من أنا حتى أكتب عن أحمد؟!»، د. إسلام المازني، (ص 16).
[2] أي: كما تُقَدَّر كلُّ واحدة منهما على قَدْر صاحِبتها وتُقْطَع. يُضرب مثلًا للشَّيئين يَسْتويان ولا يتفاوتان.
[3] من كلام أحمد بن أبي الحواري رحمه الله، انظر «البداية والنهاية» (10/ 280).
[4] متفق عليه: أخرجه البخاري (98)، ومسلم (4828) من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما.
[5] أخرجه الدارمي في «سننه» (1/ 58) حديث (96).
[6] تفسير ابن كثير (2/ 345).
[7] أخرجه مسلم (26) عن محمد بن سيرين.
[8] قال المُناوي في «فيض القدير» (4/ 505): «العلماء ورثة الأنبياء»؛ لأن الميراث ينتقل إلى الأقرب، وأقرب الأمة في نسبة الدين العلماء الذين أعرضوا عن الدنيا وأقبلوا على الآخرة، وكانوا للأمة بدلًا من الأنبياء الذين فازوا بالحسنيين؛ العلم والعمل، وحازوا الفضيلتين؛ الكمال والتكميل.
[9] أخرجه أبو داود (3157) عن أبي الدرداء - رضي الله عنه -، وصححه الألباني في «صحيح سنن أبي داود» (3641).
[10] أخرجه الترمذي (2609) عن أَبِي أُمَامَةَ البَاهِلِيِّ - رضي الله عنه -، وصححه الألباني في «صحيح الجامع» (7662).
[11] أخرجه أبو داود (285) عن ابن عباس رضي الله عنهما، وحسنه الألباني في «صحيح سنن أبي داود» (365).
[12] أخرجه الحاكم في «مستدركه» (3/ 483) حديث (5805).
[13] أخرجه البخاري (140).
[14] أخرجه ابن سعد في «الطبقات» (2/ 372).
[15] أخرجه ابن عبد البر في «جامع بيان العلم وفضله» (1/ 304).
http://alukah.net/articles/1/7224.aspx
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[27 - 07 - 09, 06:01 ص]ـ
ابن جبرين العالم
محمد بن صالح بن سليمان الخزيم
إني أعزي نفسي وإخواني بمصابنا الجلل برحيل العالم والفقيه شيخنا الفاضل عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين ف {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
عالم أفنى عمره بتبليغ الرسالة راجياً ثواب ربه وجزيل فضله، لا متكففاً نوال غيره، لا يخالجه كلل ولا ملل، ولم تصرفه بهارج الحياة الدنيا حينما انغمس فيها الآخرون. قال محمد بن كعب (إذا أراد الله بعبد خيراً زهده في الدنيا وفقهه في الدين وبصره بعيوبه ومن أوتيهن أوتي خير الدنيا والآخرة).
بذل جهده في شتى الميادين محاضرات، ودروس، وندوات، وكلمات إيمانية، إذ جُلّ وقته دعوة إلى الطريق المستقيم وناتجه انتشر أثره العلمي وذاع صيته الإيماني فلا تكاد تجد بيتاً إلا واستفاد من علمه ونهل من فضله بوساطة كتاب من كتبه أو شريط حوى صوته وعلمه، أو مطوية تخضبت بخلاصة فكره.
ومع فقده فقد غاب بدنه غير أن أثره باقٍ وفضله راسخ وعلمه حي شامخ لذا قال الإمام مالك (ما كان لله يبقى)
يموت قوم فيحيي العلم ذكرهم
والجهل يلحق أمواتاً بأموات
وقيل: ففز بعلم تعش حياً به أبداً
الناس موتى وأهل العلم أحياء
نال علمه من مصادره دارساً له على مشايخه فاجتمع عنده كثير من الفنون فقه وعقيدة وحديث وسائر العلوم.
إذا تحدث ظننته لا يحسن غير فنه فإذا تناول فناً آخر عرفت أنه حبر زمانه ولا غرابة فيمن استقى العلم من منابعه وغاص في بحاره حيث من مشايخه العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ والعلامة محمد الشنقيطي.
تعلم ما الرزية فقد مال
ولا شاة تموت ولا بعير
ولكن الرزية فقد حر
يموت بموته بشر كثير
كم أنار الله به قلباً، وشرح به صدراً، وأزال به هماً وغماً قارع في كثير من فتاويه أهل الهوى، وصد عن الإسلام بدعاً شتى جاهد أعداء الإسلام بلسانه وسنانه، وانبرى لكل صاحب شهوة وشبهة فأظهر الله الحق على لسانه وقمع زبانية الباطل بسنانه قال صلى الله عليه وسلم لحسان (أهجهم أو هاجهم وجبريل معك) البخاري.
¥