تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لايخفى على كل ذي لب براعة الشيخ في الفتوى فالله سبحانه وتعالى أراد بعبده الجبرين خيرا ففقهه في دينه، ونوره بالعلم والحلم و (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين) ولهذا تجد دروس الشيخ وفتاواه رصينة متينة، مقرونة بالدليل، معزوة للأصول، مفصلة، مؤصلة، موضحة، ولهذا إذا قيل أفتى الشيخ ابن جبرين في كذا وكذا تجد لهذه الفتوى قبولا في قلوب الخلق. فرحم الله ذلك العبد الصادق وأسكنه جنته.

ختاما ......... رحمك الله ياشيخنا، وأسكنك فردوسه الأعلى وجمعنا بك في أعالي الجنان في مقعد صدق عند مليك مقتدر

* أستاذ الشريعة في المعهد العلمي في محافظة شقراء

http://www.aldaawah.com/html/?id=1355

ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[01 - 08 - 09, 02:37 م]ـ

مجلة الدعوة:

في رثاء العلاّمة ابن جبرين .. تلامذته ومحبوه وعلماء الأمة الإسلامية ودعاتها: ورحل العالم الربَّاني

العدد 2203

1 شعبان 1430 هـ

خيم الحزن الشديد على العلماء والمشايخ وطلبة العلم والمسلمين في العالم الإسلامي لوفاة علم من أعلام الدعوة الإسلامية وأفول نجم من نجومها أضاء طيلة حياته جوانب مظلمة في العقول بعلمه الغزير وفقهه المعتدل الوسيط الذي استقاه من أصوله الصافية ومنابعه النقية الصافية، وقالوا: إن موت عالم بقامة الشيخ العلامة الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين رحمه الله وأسكنه فسيح جناته يترك ثغرة كبيرة في مجال الدعوة، فكم تتلمذ على يديه من علماء وكم ارتووا من علومه وأخلاقه! وأضافوا إن فقد هذا العالم لهو أكبر المصائب على الأمة الإسلامية في هذه الفترة الدقيقة من حياة أمة الإسلام .. فكم أجرى الله على يديه النفع والخير لهذه الأمة، وكم من جاهل علمه وكم من حائر أرشده، فقد كان مثالاً يحتذى به في الهمة والعزيمة والصبر على تعليم الناس، وقد أفنى حياته لبذل العلم فلا تكاد تراه إلا في رياض العلم يشرح المتون ويبسِّطها لطلبة العلم ويجيب على أسئلة السائلين، وهمُّه نشر الخير وتربية جيل يتسلح بالعقيدة الصحيحة والعلم النافع المستمَّد من كتاب الله وسنّة نبيِّه صلَّى الله عليه وسلم، ففقد مثل الشيخ ابن جبرين رحمه الله هو بمثابة دفن لجزء من ميراث النبوة الذي لا يوجد إلا عند مثله "وإن العلماء ورثة الأنبياء". وأكدوا أن موت العلماء خطب جلل تتشنف له المسامع، وتذرف له المدامع لأن بموتهم تطوى صفحات لامعة، وسجلات ناصعة، فرحيل العلماء ثلمة لا تسد، ومصيبة لا تحد، وفجيعة لا تنسى، فموت العلماء معناه انهيار الأمة وتهدم لبنيان أقوام وحضارات أمم .. يحيون بكتاب الله، ويبصرون به أهل العمى، ويهدون به من ضل إلى الهدى فكم من قتيلٍ لإبليس قد أحيوه، وكم من ضالٍ تائه قد هدوه وما قامت الأمجاد، وتحققت الانتصارات بعد الله إلا بهم، فهم أهل خشية الله {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء} [فاطر: 28]، وهم مادة حياة القلوب، وغذاء الأرواح، وقوت الضمائر، وزاد القرائح ومهما صيغت النعوت والمدائح في فضائلهم فلن توفيهم حقهم .. والعالم للأمة بدرها الساري، وسلسالها الجاري، لا سيما أئمة الدين، وعلماء الشريعة. ولذلك كان فقدهم من أعظم الرزايا، والبلية بموتهم من أعظم البلايا وأنَّى للمدلجين في دياجير الظلمات أن يهتدوا إذا انطمست النجوم المضيئة؟ فمع قبض العلم تظهر الفتن ويكثر الهرج، وقبض العلم ليس شيئاً يُنتزع من صدور الرجال، ولكنه فناء العلماء. لأن للعلماء مكانة عظمى، ومنزلة كبرى، فهم ورثة الأنبياء، وخلفاء الرسل، هم للناس شموسٌ ساطعة، وكواكب لامعة، وللأمة مصابيح دجاها، وأنوار هداها، بهم حفظ الدين وبه حفظوا، وبهم رفعت منارات الملة وبها رُفِعُوا {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة: 11]، وعنه صلى الله عليه وسلم قال: "إنما مثل العلماء كمثل النجوم يهتدى بها في ظلمات البر والبحر، فإذا انطمست النجوم أوشك أن تضل الهداة"

في الرياض

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير