تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

في رمضان توفي الشاعر والحكيم الكبير وذلك في عام (1366) من الهجرة , ولكنه قبل أن يموت بسنين طوال ترك أبناءً يسيرون على خطاه ونهجه الفاضل الرائع , غرس فيهم قيم الإسلام الصافي , رباهم على الخير والفضيلة , غرس فيهم حب الناس واحترام عادات العرب , غرس فيهم حب الكرم والبذل والعطاء , غرس فيهم المروءة والنجدة والنخوة العربية , وضع فيهم لبنات الرجولة الحقة التي جاء بها الإسلام , وهي من أصول العرب التي تفاخر بها على الأمم.

************

ولادة فارس وحياة قائد:

في بداية ومطلع العقد الرابع من القرن الرابع عشر الهجري وتقريباً في عام (1336) ولد نجم ساطع , وأضاءت سماء أمة , وخرج طفل صغير سيكون له شأن مهم في تاريخ البلد بل المناطق المجاورة بل وحياة الناس.

في قرية يقال لها (الجلحية) تقع شمال السوق الرئيسي لبلجرشي بمسافة تقارب نصف كيلوا متر تقريباً , في منزل متواضع مبني من الحجر , مسقوف بأعواد الشجر الصلبة , وقد غطيت الأعواد بالطين الناعم المتماسك , ويمسكها جذوع شجر كبيرة توضع في وسط البناء ليستند عليها السقف , وكل هذا بأسلوب هندسي جميل وتاريخي رائع.

هنا في هذه البيئة والقرية الناعمة التي يلفها الضباب شتاء , وتسيل أرضها بمياة الأبار العذبة , وتنتشر الحقول الزراعية المتراصة ببهاء وجلال , في منزل أشهر شعراء المنطقة على الإطلاق , ولد المولود الجديد له , وعلى الفور دوّت صيحات المولود الذي يرى النور لأول مرة.

البشائر تتوالى , النساء خرجن بفرحة غامرة يُعلنَّ الفرحة للأسرة بوصول المولود الجديد , لقد كان وسيماً في غاية الجمال صاحت النساء:

(ابشر يا علي ... جاء لك ولد) ...

(الحمد لله على سلامة أهلك) ...

(أبشرك كلهم بخير) ...

هذه الكلمات لم تكن لتصل لسمع علي بن جمّاح فقط , ولكنها وصلت لأسماع النساء والناس في القرية الزراعية التي كانت تتحين الخبر فعرفته في أقل من خمس دقائق.

علامات البشر والرضى وشكر الله والهدايا والقبلات تنتشر بين الناس في البيت الحجري العتيق , انتشرت الزغاريد بقدوم هذا المولود الذي لم يكونوا يعلمون من شأن الغيب شيئاً , ولكن ستضيء له المنطقة , وسيكون تاريخاً لوحده تتوارثه الأجيال وتتحدث عن الأمم في الهمة والشجاعة والبطولة.

مثل ندوة الماء الصافية على بقايا أوراق الشجر , ومثل فراشة رشيقة تتبع الرحيق والأزهار الجميلة , سينمو ويترعرع هذا الطفل في قريته بين أحضان وحنان والديه وقبيلته التي أحبها وتحبه.

سُميَّ الغلام الصغير باسم (محمد).

يتبع بإذن الله ......

خضر بن صالح بن سند

مدينة جدة

ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[21 - 07 - 09, 10:48 م]ـ

جزاك الله خيرا وبارك فيك

أسرة كريمة، كما قال تعالى: {والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه}

ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[22 - 07 - 09, 02:21 م]ـ

رحم الله شيخنا ابن جماح رحمة واسعة

وأدخله فسيح جناته

ورضي عنه

ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[26 - 07 - 09, 06:07 ص]ـ

جزاكم الله خيرا


في ذمة الله يا أبا علي
د. سعيد الغليفص
شموعٌ تحترق لتضيء في سماء الوطن، فتعُمّر الأرض وتبني المؤسسات وتزرع مشاعل الوطنية والولاء .. هكذا كان نصيب الرعيل الأول من مشايخنا وعلمائنا وقادتنا في ثرى هذه الأرض الطيبة المباركة الذين حملوا المسؤولية في زمن تكاد تنحصر فيه الإضاءات على ما أفل من النجوم.

حينما أعاد عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود توحيد البلاد - هكذا اسمه خالٍ من الألقاب لأنه فاق كل الألقاب -رحمه الله وأسكنه فسيح جناته - تنادى الملهمون في الوطن بأسره للمشاركة والمساهمة في عملية التنمية الوطنية؛ توحيداً وعقيدة وعلماً واقتصاداً .. إلخ، وكان التاريخ على موعد مع أبنائه البررة الذين لبوا النداء، فكانت لهم جهودهم التي سيظل يذكرها التاريخ؛ بالرغم من صعوبة الظروف في تلك الفترة، حيث كانت البلاد كلها تعاني من آثار سنوات طويلة مضنية من الحياة الشاقة والبائسة، ولكن عزائم الرجال التي لا يحدها عائق استطاعت أن تكون عند مستوى التحدي وبُذلت التضحيات الجسيمة؛ ليعلو الوطن ويرتفع صوته لخدمة الإسلام والمسلمين، ويعيش أهله في خير ورخاء نحياه حالياً في هذا العهد الزاهر بحمد الله.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير