تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومن تلك الشموع التي أضاءت دروب العلم والثقافة في جزء مهم من وطننا الغالي في بلاد "غامد وزهران" شيخنا محمد بن علي جماح "أبو علي" مؤسس المدرسة السلفية في بلجرشي بمنطقة الباحة في النصف الثاني من القرن الهجري الماضي، الذي كانت تتسابق في شمائله التواضع الجم، والعمل الدؤوب، والنصيحة الصادقة، والهمة العالمية، والكرم الغير متناه، رحمه الله وجزاه عنا وعن جميع طلابه ومريديه وأمته ووطنه خير الجزاء.

جمعتني ب "أبي علي" مواقف جعلتني أؤمن بشدة ببعض ما نقرأه عن بعض الناس الذين يقدمون أرواحهم من أجل غاياتهم النبيلة في الحياة، أتذكر كيف كان يذود عن مؤسسته وصرحها العظيم وهدفها السامي، حينما برزت بعض العقبات أمام هذا النمط من المساهمات، وكيف أنه نافح عن أهدافه النبيلة حتى برز للجميع نبل مقاصده من وراء تأسيس تلك المؤسسة التي أدرك حقيقتها ونقاء نتاجها الملك سعود بن عبدالعزيز - رحمه الله - حينما تشرفت بلاد غامد وزهران بزيارته، وحينما تلطف - طيب الله ثراه - بزيارة المدرسة وأنعم عليها بجوده ودعمه.

إن الشيخ "محمد جماح" واحد من أبناء الرعيل الأول، الذي بدأ يأخذ طريقه للحياة الآخرة بعد حياة حافلة بالعطاء والمجد، لكنها ستبقى أسماء تضيء سماءات الوطن، وتلهم العقول بإخلاصها وولائها .. وهناك في تلك الأصقاع - كما في أنحاء هذا الوطن الشامخ- رموز أعطت الكثير تستحق من التكريم وصالح الدعاء، وإن كان أخي الدكتور منصور بن كدسة قد بدأ في تذكير الشباب بمكانة وجهود بعض أولئك، فإن علينا وعلى مؤسساتنا تسليط الضوء على جهودهم، سواء ممن لا زالوا على قيد الحياة أو ممن قدموا إلى ربهم عليهم رحمة الله، ومن هذه الرموز التي لها الفضل بعد الله الشيخ سعد بن عبدالله المليص مؤسس أول مدرسة نظامية وراعي أول دفعة تحمل الابتدائية في تلك المنطقة أمد الله في عمره، والشيخ سعيد بن أحمد أبو راس عليه رحمة الله، والشيخ حسين الموجان، والأستاذ محمد بن سعد البركي أمد الله في عمره، والأستاذ علي الجيلاني، والأستاذ سعيد السبالي، والأستاذ جماح بن علي، والأستاذ عبدالرحمن السعدي، والأستاذ عثمان المنصوري، رحمهم الله جميعاً وكذلك الأستاذ عبدالرحمن بن رمزي السعدي وغيرهم الكثير.

هذا بعض من فيض من الرجال الذين يجب علينا تذكير الجيل بهم، وهذه الأسماء هي ممن اهتموا بالتعليم ونشر المعرفة ومحو الأمية، وإلا فالرجال كثر في المجالات الأخرى.

لقد فجعنا في شيخنا الجليل "أبي علي" الذي توفاه الله وهو قائم يجاهد وينافح عن أهدافه، نجم هوى من النجوم التي أرسلها الله لكي تنير الطريق للآخرين، ونحسبه والله حسيبه من خيرة الرجال الذين بذلوا الغالي والنفيس، وإذا كنا يا شيخنا قصرنا في معرفة حقك، فإننا ندرك عظمة ما قدمت ليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون (إلا من أتى الله بقلب سليم) رحم الله أبا علي وعفا عنه، وعزائي إلى أبنائه وطلابه وإلى الوطن .. إنا لله وإنا إليه راجعون.

*عضو مجلس الشورى

http://www.alriyadh.com/2009/07/26/article447684.html

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير