ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[22 - 07 - 09, 10:36 ص]ـ
الاجتماع مع الإخوة لبدء الدَّعوة
تأثر الشَّيح حفظه الله بما رأى من التَّنظيم في أريتيريا، من جماعة أنصار السُّنَّة المحمَّديَّة، وقد كان معه كتيِّبا أهداه له بعض أعضاء الجماعة في الحبشة، فيه قواعد دعوة أنصار السُّنَّة المحمَّديَّة، فاستفاد منه في معرفة طريقة تنظيم الدَّعوة في بلجرشي، فقام هو وبعض إخوانه من الحريصين بالتشاور لبدء الدعوة بين أهالي المنطقة، ثم نظَّموا أنفسهم، وبدأت الدَّعوة
وكانت تنظيمها كالتَّالي:
اسم الجماعة: ((جماعة المؤمنين أنصار الله)).
هدفها: دعوة إخوانهم وعشيرتهم إلى توحيد الله تعالى وترك العادات المخالفة للشرع والمدنسة للعرض.
أسلوب الدعوة: الحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن.
التطبيق العملي في كل ما ندعو إليه، والتحلي بالصبر، والتشاور فيما يلزم من الأمور.
واستمروا فيها قرابة نصف عام، ثم تعرضوا للمجابهة من قبل البعض، فقرروا إيقاف الدعوة إلى حين، وفتح مدرسة لتعليم الأبناء، حتى يكون الغرس في الصغار القابلين للتعديل، فالعيدان الصَّلبة لا يمكن تعديلها إلا بالكسر، كما قيل:
إنَّ الْغُصُونَ إذَا قَوَّمْتَهَا اعْتَدَلَتْ ===== وَلاَ يَلِينُ إذَا قَوَّمْتَهُ الْخَشَبُ
قَدْ يَنْفَعُ الادَبُ الاحْدَاثَ فِي صِغَرٍ == وَلَيْسَ يَنْفَعُ عِنْدَ الشَّيْبَةِ الادَبُ
افتتاح المدرسة السلفية
ثم افتُتِحَت المدرسة السَّلفية عام 1370 هـ، وخلال أشهر قليلة تم تدريب التلاميذ النجباء على الدعوة إلى الله والوعظ في الأسواق والجوامع وغيرها من المجامع، وكان الوطء أخف على المعارضين، وقد استمر التدريب للأبناء على الوعظ والدعوة في المنطقة وغيرها من المناطق القريبة من قرى غامد وزهران وبني عمر و خثعم وبالقرن وبن عمرو وبني شهر وعسير، وأحد رفيدة و بيشة وضواحيها، وكانوا يذهبون بالأبناء في جولات إلى جدة ومكة في موسم الحج، والطائف في موسم الصيف، وكان من ثمرات تلك الرحلات الدعوية، توافد كثير من أبناء تلك المناطق للدراسة في هذه المدرسة السلفية المباركة، وفي عام 1372 هـ تم إنشاء مبنى للمدرسة في بلجرشي بعد أن تبرع أحد المحسنين بموقع لها.
سبب نجاح المدرسة وقبول الناس لدعوتها
وكان السِّرُّ في نجاح هذه المدرسة ما قَالَ شيخنا مُحَمَّد بن جمَّاح حفظه الله في خاتمة كتابه (الزَّهرة النَّقية):
... ولقد كان طالب هذه المدرسة يجمع بين التَّعَلُّم والدَّعوة إلى الله في آن واحد، يقف أمام مجتمعه يُذكِّرهم بأحكام الدِّين الحنيف، ويستشهد بآيات من القرآن الكريم، وأحاديث من السُّنَّة المطهَّرة، ليأنس النَّاس بصحَّة ما يسمعون منه.
ولهذا فقد أثَّرت الدعوة في نفوس أهالي هذه البلاد، وأحدثت تحوُّلا كبيرا إلى محبَّة الخير والصَّلاح والعمل بهما، وصار للحق والمعروف مكانته اللائقة في قلوبهم، وما هو إلا بفضل الله أوَّلا، ثم بحركة هذه المدرسة وجهودها المتواضعة، فحمدا لله الَّذِيْ بفضله وتوفيقه تتم الصَّالحات. اهـ
ثناء الملك سعود بن عبد العزيز رحمه الله على المدرسة السَّلفِيَّة
ومن العجيب أن الملك سعود بن عبد العزيز رَحِمَهُ اللهُ عندما زار المنطقة عام 1374 هـ، ورأى هذه المدرسة وما تقوم به من دور ريادي في الدعوة والتوجيه وغيره، أصدر أمرا بصرف ميزانية لها، ثم قَالَ في الخطاب المنشور حينها:
بسم الله الرحمن الرحيم
من سعود بن عبد العزيز الفيصل آل سعود إلى أبناء شعبه العزيز:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
إن المدرسة السَّلفيَّة التي أسست في بلجرشي من قبل ناصر بن مغرم ومحمد بن جمَّاح، والتي مناهجها تعلم الدين الإسلامي والعقيدة السلفية، وإفهام النَّاس الحق من الباطل، واجتناب ما حرَّم الله وتحليل ما أحل الله.
إن هذه المدرسة قد أسسها هؤلاء الرجال على حساب أنفسهم وعلى ما تبرع به أهل الخير، وبعد زيارتنا لهذه المنطقة وتفقدنا لهذه المدرسة رأينا ما سرنا من أساتذتها وطلابها مِمَّا تحلَّو به من العقيدة الصالحة والدعوة إلى الله، وإقبال النَّاس على هذه المبادئ الشريفة السليمة التي نرجو أن تزداد وتمتد إلى جميع أنحاء المملكة، التي لا قوام لها، ولا عزَّ لها، إلا بهذه الدعوة، والعقيدة الصالحة، والعمل بكتاب الله وشريعة نبيه صلى الله عليه وسلَّم، وتحليل ما أحل الله وتحريم ما حرَّم الله، ولا يمكن حفظ كيانٍ، أو دفعَ عدوٍّ، إلا بالتَّمسك بدين الله، وبأحكام كتابه، وسنَّة رسوله صلى الله عليه وسلَّم ... .
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[22 - 07 - 09, 02:30 م]ـ
رحم الله شيخنا ابن جماح
والله إن مصابنا به لعظيم
اللهم أجرنا في مصيبتا