الشيخ عبد الله بن جبرين رحمه الله تعالى العالم الجليل الصادع بالحق الناطق بالعلم الشرعي كان رحمة الله عليه يجلس للناس يفيد و يعلم الناس و لا يمل من كثرة تزاحم الناس عليه فأحبه القاصي و الداني ثم إنه في آخر حياته قد ابتلاه الله بأحد الأمراض فصبر على هذا صبرا كبيرا حتى إنه رحل إلى الخارج للعلاج ثم عاد مرة أخرى و هو يلازم العناية المركزة و في يوم الأثنين الماضي 20 من رجب 1430 هـ فجعت الأمة الإسلامية بخبر وفاته إنه الشيخ الذي أحبته القلوب إنه رجل من رجال العلم إنه رجل يبلغ عن الله و يوقع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف لا تحزن القلوب لفقده
اسمعوا رحمكم الله إلى تلك القصة المؤثرة التي ذكرها أحد طلاب العلم قال:
لما مات الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى و قد كانت جنازته مهيبة في مكة المكرمة , حضر الآف من شتى أنحاء المملكة العربية السعودية بل أنا بعيني رأيت الشيخ يوسف القرضاوي قد حضر من دولة قطر إلى مكة ليحضر جنازة الشيخ و لا عجب .. فهو من هو , جبل من جبال العلم مفتي الأنام الشيخ الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى فيقول من شهد مشهدا من جنازة الشيخ:
لما كانت جنازة الشيخ بن باز و حضر الآلآف خاف رجال الشرطة من كثرة الزحام أن تنهدم المقابر القريبة من الحرم في مكة و التي يدفن فيها موتى أهل مكة فخافوا أن تنهدم المقبرة فأحاطوا المقبرة بسياج من رجال الشرطة حتى يمنعوا الآلآف
قال المحدث:
أما أنا فجلست على صخرة من صخور الجبل أنظر إلى المنظر و الآف من الناس من كل حدب و صوب يتوافدون حول المقبرة و الوفود الرسمية حتى دفن الشيخ بن باز رحمه الله تعالى فقاموا الناس على قبره يدعون له بالرحمة و المغفرة ثم بدأ الناس ينصرفون رويدا رويدا حتى إن الحصار الأمني و السياج الأمني قد رفع و بدأ الناس يتوافدون على المقبرة يسلمون على الشيخ و يدعون له بالرحمة و المغفرة و هكذا ..
وعلى القبر رجل واقف لا يتحرك قل بلل القبر بدموعه رافعا يديه لله عزوجل بالدعاء .. انصرف الناس و ما انصرف .. أتدرون من هو؟؟
إنه الشيخ عبد الله بن جبرين رحمه الله تعالى
ولما كان ما كان إيها الأحبة و الجزاء من جنس العمل فكما أن الشيخ قد وقف على جنازة شيخه عبد العزيز بن باز ووقف على قبره ودعى له حتى انطلق الناس و ما انطلق
فقد كانت جنازة الشيخ كذلك يوم الثلاثاء الماضي و قد تابعها الآلآف بل الملايين عبر الفضائيات في العالم تابعوا وقت الظهيرة في قلب المملكة العربية السعودية في منتصف الصيف تقريبا في شدة الحر في ساعة الظهيرة و الآف يتوافدون حتى سافر الناس من مكة شرفها الله على بعد 1000 كم من الرياض تقريبا سافروا لحضور الجنازة و في شدة الحر أغلقت شوارع الرياض و ازدحم الناس بالآف في جنازة الشيخ و الجزاء من جنس العمل
أمة الإسلام أتباع النبي صلى الله عليه وسلم إن فقد العلماء مصيبة و أي مصيبة إنها ثلمة لا تسد
يقول الله عزوجل:
({أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} [الرعد41]
فالأرض ينتقص من أطرافها بموت العلماء.
و لذا ذكر الإمام العلم إمام التفسير ابن كثير في تفسيره (تفسير القرآن العظيم):
ذكر عن الصحابي الجليل حبر الأمة وترجمان القرآن عبد الله بن عباس أنه قال: (خراب الأرض بموت علمائها وفقهائها و أهل الخير فيها)
وكذا قال الإمام مجاهد رحمه الله تعالى وهو من أئمة التفسير: (الأرض ينتقص من أطرافها بموت العلماء).
وقد ثبت في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان، يكون بينهما مقتلة عظيمة، دعوتهما واحدة. وحتى يبعث دجالون كذابون، قريب من ثلاثين، كلهم يزعم أنه رسول الله، وحتى يقبض العلم وتكثر الزلازل، ويتقارب الزمان، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج، وهو القتل ... " إلى آخر الحديث.
¥