تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومعروف عن الشيخ وتلاميذه العبادة والزهد، فملابسه بسيطة، وهيئته تدل على بساطة في كل شيء،حتى سيارته التي كان يرفض مجرد طلاءها بلون جديد ... أما مسجده فعلى الهيئة البسيطة، لا الوان ولا زخارف ... فبمجرد أن تدخل المسجد تشعر أنك في جو يساعدك على الخشوع ...

في كل دروس الشيخ تقريبا حض على قيام الليل وعلى تهذيب النفس، أما طلبة العلم عند الشيخ فلهم مناهج خاصة يتابعهم الشيخ بنفسه ... وقد تخرج على يديه الكثير من الدعاة والعلماء نذكر منهم: الشيخ أسامة كحيل (مدرس في جامعة الأزهر فرع المنيا أو أسيوط - أنا الناسي -) .. ومنهم الشيخ أسامة حامد،والشيخ الأجل محمد الدبيسي حفظهم الله ... وغيرهم بفضل الله كثير ...

كان الشيخ يشترط على من يأتي لطلب العلم أن يحفظ القرآن، بل كان يشترط على كثير ممن أراد الزواج كذلك أن يحفظ القرآن، وكان يعتبر أن شباب الصحوة هم الذي تعين عليهم حفظ القرآن لتقوم الأمة بالفرض الكفائي في حفظه ...

كان يعنى بكتب ابن القيم وابن الجوزي وابن رجب رحمهم الله .. وكانت دروسه كلها تقريبا في شرح كتب هؤلاء الأئمة ...

لا جرم تأثر الشيخ كثيرا بابن القيم وحياته ... ويمكننا أن نلمس هذه الروح الإيمانية التي في كتب ابن القيم متحققة في الشيخ أسامة ....

"ومن مآثر الشيخ أسامة عبد العظيم ومناقبه ما عرف عنه من علم واطلاع وتبحر، وله مجالس إفتاء بعد صلاة الجمعة وبعد درس الأربعاء في مسجده الكائن بمنطقة البساتين، تدل على اطلاع وتبحر ...

هذا فضلا عنه أن الشيخ يدرس مادة أثر القواعد الأصولية في قسم أصول الفقه من الدراسات العليا في كلية الدراسات العربية والإسلامية في جامعة الأزهر ..

وقد ناقش رسالات كثيرة، تميزت مناقشاته بالدقة الشديدة، وقد حضرت مناقشة للدكتوراه بدأت منذ الساعة الصباح، كان الشيخ أسامة عبد العظيم أحد مناقشيها، ولم أتمكن من الحضور حتى مناقشة الشيخ فأخبرني أحد تلامذته أن الشيخ بدأ يناقش الطالب منذ الظهيرة فلم يفرغ إلا في العشاء وكان الفاصل هو القيام للصلوات ...

ودرس الأربعاء للشيخ أسامة من عجائب الأمور ... فهذا الدرس يحضره الآلاف منذ سنين .. ويواظب الشيخ فيه على كتب الرقائق، ويخص بالاهتمام كتب ابن القيم وابن الجوزي وابن رجب رحمهم الله،وأكثر ما يعتني به كتب ابن القيم، وخاصة كتابه: مدارج السالكين وزاد المعاد ورسائل ابن رجب الصغيرة .. وله طريقة في إلقاء الدرس تدل على رسوخه وحاله مع الله ...

وبإمكان الإخوان سماع محاضرة للشيخ موجودة في موقع طريق الإسلام ليتعرفوا على جو الدروس التي كان يلقيها الشيخ ...

أما جهوده الدعوية فمعروفة منذ السبعينيات، وقد كان الشيخ يرأس المعسكرات الطلابية في تلك الفترة وما من أحد عاصر تلك الفترة إلا ويعرف الشيخ أسامة، ولو اعتبرناه شيخ الصحوة في مصر ما أبعدنا النجعة ... كان من أوائل جيل الصحوة، تعرفه كل رؤوس الجماعات الإسلامية في مصر، بما فيهم قادة الجهاد والجماعة الإٍسلامية والإخوان المسلمون وغيرهم ...

وبعد أن أسفرت أحداث مقتل السادات عن اضطرابات أمنية واسعة لم تقف جهود الشيخ الدعوية، بل أنشأ في الأزهر أسرة: شباب الأزهر، انتشرت في كل كليات الأزهر تقريبا، فكان له مريدون في كل كلية من كليات الأزهر ... وكنا نعرف الأخوة المنتمين لهذه الأسرة من هيئاتهم وسمتهم الذي يشبه سمت الشيخ أسامة ودله ... وكانت هذه الأسرة تلتقي في مسجد الشيخ يوم الأربعاء.

هذا بالإضافة إلى جهود طلبة الشيخ ومريديه في جامعات مصر الأخرى مثل جامعة عين شمس وجامعة القاهرة وخاصة كلية دار العلوم ...

وكانت تلك الأسر تقيم معسكرات طلابية في (أيام الرخاء) وكان لها دور كبير بين شباب الجامعات في مصر، وهذا نموذج عملي يدل على كذب ادعاءات بعض المنتقدين للشيخ بأنه يميل للتصوف والدروشة،في حين أن التنظيم الذي كان في جهود الشيخ يفوق تنظيم كثير من القيادات السلفية والجهادية في مصرحتى غدت دعوته راسخة في المجتمع المصري، وله أتباع في كثير من محافظات مصر ... هذا فضلا عن مكانة الشيخ بين علماء الأزهر واحترامهم له ... وهو في هذا كله معلن لسلفيته، مستعلن بانتمائه لأئمة أهل السنة كابن القيم وابن تيمية وغيرهما، وذلك بما تطبعه مكتبته من رسائل ابن رجب والذهبي وابن القيم ...

وجهت انتقادات لطريقة الشيخ أسامة في التربية وفي الدعوة وفي طلب العلم، وإلى موقفه من الحكام،وكل هذه الانتقادات عندي من اختلافات تحقيق المناط بين الدعاة، وليس عقيدة الشيخ ما يؤخذ عليه،وكل ما يقال من ذلك فساقط لا برهان عليه، وهذا شأن الكثير مما يقال في أهل العلم في هذا الزمان.

ومن الشبه المنتشرة عن الشيخ أنه مذهبي متعصب للمذهب الشافعي، ولعمري هذه تهمة بين عوارها، فقد سمعته بأذناي يدرس لطلبته في مسجده أحكام الصيام قبل شهر رمضان من كتاب المغني لابن قدامة الحنبلي ...

أما ما يعترض عليه من عدم مواجهة الحكام في مصر فهي وجهة نظر وطريقة عمل، وليس معنى ذلك أنه قرير العين بما يحدث في مصر ... فمن يسمع دعاءه في خطبه للمسلمين يعرف حرقة هذا الرجل

على أحوال المسلمين ... وشهرة الشيخ بين دعاة مصر السلفيين غنية عن التعريف، وشيخنا محمد حسين يعقوب لا يتكلم عنه إلا بقوله:شيخنا الشيخ اسامة ...

نسأل الله تعالى أن ينفع به ويجعله ذخرا للإسلام والمسلمين ... آمين."

اللهم آمين

منقول

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير