تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فأصبح مجموع المدارس 770 مدرسة ومجموع التلاميذ للأولاد والبنات 75000 طالب وطالبة؛ منهم عشرة آلاف تلميذ وتلميذة بالمدارس العلمية.

5 - أما في اليمن فإن تلاميذه حرصوا على نشر العلم في بلادهم، وكان أولها في عام 1373 هـ عشرين مدرسة بمدينة حرض وما حولها، وبلغت في أنحاء اليمن عام 1375 هـ 86 ستا وثمانين مدرسة، منها خمس مدارس للبنات.

ومن هذا العرض الموجز، ندرك أن الشيخ عبد الله القرعاوي يعتبر رائد التعليم والدعوة في جازان وما حولها في مناطق الجنوب، ويعترف كثير من طلبة العلم هناك بفضله وأعماله، وإيقاظه للمنطقة، وانتشال أهلها من براثن الجهل، ومهاوي البدع والمنكرات. كما يعتبر رحمه الله، رائدا في تعليم المرأة هناك، ورائدا في توفير المكتبات، والترغيب في المطالعة والتأليف، ورائدا في توفير السكن الداخلي للطلاب الغرباء، ليدخر جهدهم للعلم، حيث أخذ الفكرة من مدارس الهند التي تعلم فيها، أو زارها كالمدرسة الرحمانية بدلهي. وهو نموذج للتواضع، فريد في البذل والحرص والمتابعة، مع الحلم، حيث احتذى بعض طلابه منهجه، وهان عليهم السفر لأي مكان في سبيل العلم: أخذا وعطاء، وتحملا من أجله. كما يعتبر أستاذ جيل، وداعية مجددا بالرفق واللين والحكمة والصبر، وهذه سمات العلماء وأخلاقهم، في حبهم للخير والمساعدة، وفي حرصهم على الدعوة إلى الله سبحانه، واهتمامهم بتعليم الناس أمور دينهم.

أمضى الشيخ القرعاوي واحدا وثلاثين عاما في منطقة الجنوب، كلها حركة دائبة: في التعليم والدعوة. ترك خلالها آثارا جليلة، حيث أيقظ الله به خلقا كثيرا من نومة الجهل، وغمامة الأهواء، فالمنطقة كانت تغط في سبات عميق، وتتخبط في ظلمات داكنة من الشرك والبدع، وبعض أبنائها إن لم يكن جلهم يتعلقون بأصحاب القبور والسحرة، وما يتبع هذا من المعاصي والآثام. وقد عانى الشيخ في هذا السبيل ما الله به عليم، فصبر وصابر، وهذب نفوس وطباع من حوله، من طلاب وجلساء، حتى برزت الثمار، وظهرت النتائج في الغرس: طلابا نجباء، ومدرسين وقضاة، ودعاة يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، وغير هذا من ثمار يانعة يلمس أثرها في ذلك اليوم وحتى الآن.

وفاته رحمه الله:

في اليوم السابع والعشرين من شهر صفر عام 1389 هـ مرض الشيخ القرعاوي وهو في منطقة جازان الموافق ليوم الخميس، وقد نقل على أثره للرياض، وأدخل المستشفى المركزي بالشميسي، فعلم به العلماء وطلاب العلم بالرياض، وبعض المسئولين، وجاءوا لزيارته والدعاء له بالشفاء.

وقد وافاه الأجل المحتوم في يوم الثلاثاء الثامن من شهر جمادى الأولى عام 1389 هـ عن عمر يناهز الرابعة والسبعين عاما، وقد صلي عليه في مغرب ذلك اليوم بالجامع الكبير بالرياض، ودفن بمقبرة العود بالرياض قبل وفاة الشيخ محمد بن إبراهيم بحوالي خمسة أشهر، وقد رثاه بعض تلاميذه بقصائد وكلمات. وفي مرض موته أوصى بثلث تركته في وجوه الخير والبر.

ويرى الشيخ محمد القاضي أنه في عام 1386 هـ فقد الشيخ القرعاوي بصره، وضعفت قواه، وأرهقته الشيخوخة فطلب الإحالة على التقاعد المعاشي، وعاد إلى الرياض عام 1387 هـ ومعه عائلته وجعل يرتاد عنيزة، والحجاز للحج والعمرة إلى وفاته.

ـ[محمد العياشي]ــــــــ[09 - 09 - 09, 08:16 ص]ـ

رفع الله قدرك ..

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير