تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

من بين الكتب التي اعتنت بتراجم علماء المدينة في العصر الراهن كتاب للمؤرخ الشريف أنس يعقوب كتبي مطبوع في جزأين الموسوم بـ " أعلام من أرض النبوة"،وعند بحثي في هذا الكتاب الممتع لم أعثر على ترجمة للشيخ عبد القادر مع شهرته بالمدينة، ولم أجد من أهل الجزائر المترجم لهم إلا اثنين هما: الشيخ الفقيه حميدة بن الطيب بن علال الإبراهيمي رحمة الله عليه المتوفى سنة (1364هـ) أحد تلامذة الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمة الله عليه و صاحب الرسالة في العقيدة السلفية بعنوان "الثمر الداني في التوحيد الرباني"؛والشيخ الداعية المجاهد عمار لزعر القماري الهلالي المتوفى سنة (1389هـ).

فأخذت أتصفح مواقع الانترنت آملا أن أجد ما أبحث عنه بشكل أوسع، فوقعت على مقالة منشورة في موقع (السادة الأشراف) (3) بعنوان (مؤرخ المدينة النبوية الشريف أنس يعقوب كتبي) (4) كتبها أخوه الأخ الفاضل باسم يعقوب كتبي، تكلم حول أخيه ومساره العلمي و جهوده في فَنَّي التاريخ و الأنساب إلى جانب مؤلفاته القيمة، وفي معرض كلامه قال في الصفحة (23):" ... وكنت بالأمس القريب في زيارة له في خزانته الحسنية و أطلعني على موسوعته المخطوطة في تراجم الرجال فرأيتها اسم على مسمى حوت الكثير من رجال الحرمين، فطلبت منه أن يعيد الكتابة في الرجال، فقال:" إني تركت هذا الباب ولن أكتب فيه، ويوجد من فيهم الخير إن شاء الله يكملوا ما كان فيه النقص، ويزيدوا عليه ما فيه الخير."

فطلبت منه أن أنشر بعض تلك التراجم المخطوطة ... ".

فقام الأخ باسم بنشرها عبر الموقع ومنه فهمت عدم وجود الجزء الثالث من كتاب الشيخ أنس " أعلام من أرض النبوة".

ومما هو موجود فيما نَشر الأخ باسم عبر الموقع ترجمة لثلاثة من علماء الجزائر من بينهم الشيخ القاضي عبد القادر الجزائري، فجزى الله الأخوين خير الجزاء.

وأنقل حرفيا ترجمة الشيخ القاضي عبد القادر الجزائري بقلم الشريف أنس كتبي جزاه الله خيرا؛ قال الكاتب:"هو السيد عبد القادر بن أحمد بن أحمد الجزائري.

تعود بي الذاكرة لأكثر من ربع قرن حينما كنت طفلاً ألهو وألعب في حارات المدينة وكنا نسكن في محلة قباء الشهيرة وبجوارنا الكثير من أسر وعوائل المدينة كالطرابيشي وزاهد والخياري والعشقي والجزائري والكردي والخيمي وبافقيه , ففي عصر كل يوم وقبل صلاة المغرب ونحن نلعب يخرج من بيت الجزائري رجلٌ قد بلغ العقد الثامن من عمره يرتدي الثوب الأبيض والعمامة البيضاء ولا أعرفه إلا متكئاً على عكاز جميل المطلع له لحية كثة يرتدي نظارة طبية قد ضعف بصرة (5) فإذا هو السيد عبد القادر الجزائري القاضي بمحكمة المدينة، يخرج من بيته قاصداً المسجد لصلاة المغرب ويمر من بيننا ونحن نتوقف عن اللعب إجلالاً لهيبة ذلك الشيخ الكبير (6).

مولده ونشأته

ولد بالمدينة المنورة سنة (1316هـ) , فقد نشأ في بيت العلم والفتوى , فهو الابن الوحيد لوالده السيد أحمد بن أحمد الجزائرلي (7) مفتي المالكية بالمدينة آنذاك , والحديث يجرنا للحديث عن أسرة السيد عبد القادر , فقد عرفت هذه الأسرة قديماً بالجزائرلي , وهي أسرة اجتمع فيها شرف العلم وشرف النسب , فهي حسنية النسبة يعود نسبها إلى السيد إدريس بن إدريس بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام ,وانتشرت هذه الأسرة في العالم العربي قبل خروجها من الحجاز , فرحلت إلى الجزائر وبلاد الشام , ففي الجزائر يعرفون بأسرة الأمير (8) لأن إمارة البلد كانت في أسلافهم , فقد هاجر جد المترجم له السيد أحمد الأول من الجزائر إلى المدينة سنة (1260هـ) , وفي معيته أسرته وولداه محمد سعيد وعلي , ودخل المدينة النبوية الشريفة يحمل في جعبته علمه وفي المسجد النبوي تصدر للتدريس فعقد حلقته لتدريس الفقه على مذهب إمام دار الهجرة مالك بن أنس رحمه الله , ولكنه لم يعمر طويلاً فقد وصل المدينة وقد تجاوز الستين عاما على ما علمنا , وتعب السيد أحمد الأول في أوائل سنة (1266هـ) , فأدركته المنية ودفن بالبقيع , وترك زوجه حاملاً فولدت له ولداً بعد وفاته بأشهر , فقرر شقيقه الأكبر محمد سعيد أن يسميه أحمد على اسم والده , الذي أصبح فيما بعد مفتياً للسادة المالكية بالمدينة , وهو والد السيد عبد القادر صاحب الترجمة، وقد توسعنا في ترجمة

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير