[ماذا قال العلامة ابن جبرين عن سماحة الشيخ ابن حميد رحمهما الله؟]
ـ[مؤسسة ابن جبرين الخيرية]ــــــــ[11 - 10 - 09, 05:34 م]ـ
(12981)
سؤال: إن من المعلوم لديكم أن الشيخ عبدالله بن حميد رحمه الله كان من أركان الفتوى والعلم في هذه البلاد، وقد بذل كل ما يستطيع في الدعوة إلى الله عز وجل، ونشر العلم، ولذلك أحببنا أن تجيبوا على أسئلتنا، ولكم الأجر والمثوبة، والله يحفظكم.
1 - متى كان أول لقاء بكم بالشيخ عبدالله بن حميد؟
2 - هل قرأتم على الشيخ؟ وما هي الكتب التي درستم على الشيخ فيها؟
3 - بماذا كان الشيخ عبدالله بن حميد رحمه الله يتميز به؟ وما هي أهم الصفات التي رأيتموها في الشيخ؟
4 - هل تذكرون قصصًا وأحداثًا دلت على عمق علم الشيخ وفطنته وذكائه؟
5 - هل كان الشيخ عبدالله رحمه الله متقيدًا بالمذهب، أم أنه يخرج عنه ويتبع الدليل إذا صح؟
6 - ما هي الدروس التي كان يعقدها الشيخ عبدالله في الرياض، ومتى كان وقتها؟
7 - هل تذكر بعض من تلاميذ الشيخ الذي قرؤوا عليه ونهلوا من علمه؟
8 - نريد من فضيلتكم كلمة ختامية عن بروز علم الشيخ بين أقرانه، واهتمام الشيخ محمد بن إبراهيم بهذا التلميذ النجيب.
الجواب: اشتهر شيخنا عبد الله بن محمد بن حميد وعرف بالعلم والفقه والفطنة والذكاء، وكان أول لقائي به سنة أربع وسبعين من القرن الرابع عشر، حيث نزل بقربنا في دخنة وسط الرياض، وكان يصلي معنا، وكنت أقرأ عليه وعلى شيخنا عبد العزيز بن محمد الشثري في تفسير ابن كثير، فكان الشيخ عبد الله ينبه على بعض الفوائد التي تؤخذ من تلك الآيات، ويبحث معه الشيخ عبدالعزيز في بعض المشكلات، وكل منهما يأتي بما عنده من الفوائد، وكان الشيخ عبد الله يفتح باب منزله بعد الظهر وبعد العصر للزوار، فأول مرة دخلت عليه وسلمت عليه أول مرة سمع كلامي سأل عن اسمي فأخبرته، فعرف أسرتي وعرف البلد، وأخذ يسألني عن قاضي البلد، وكان في ذلك الوقت فيها الشيخ عبدالرحمن المقوشي، الذي كان يعرفه الشيخ عبد الله قديمًا، ثم توالت بعد ذلك زيارتنا له في منزله، وكان يعرف صوتي من حين أدخل، ويعرفه أيضًا بسماع قراءتي في المسجد، وقد سمعت عنه قبل ذلك جانبًا من حياته ودراسته، ثم تعليمه وتدريسه، ثم علمه في القضاء ونحو ذلك، مما يدل على ما تميز به من الذكاء والمعرفة، حتى أنه إذا سلم عليه الرجل مرة تصور صوته وعرفه ولو بعد سنين.
أما مجالستنا له فهي قليلة عندما كان قاضيًا في بريدة، وأولها في سنة ثمانين من القرن الماضي، عندما جئنا بصحبه الشيخ عبدالعزيز الشثري بعد جولة للدعوة في الحدود الشمالية، فلما وصلنا بريدة أبى الشيخ عبدالله رحمه الله إلا أن نكون في ضيافته، وقام بإكرامنا وأخذ يسألنا عما لقينا في تلك الجولة، ونخبره بالقصص العجيبة التي لقيناها من البوادي التي تعبر عن جهل مخيم في تلك الجهات، ثم بعد ذلك استقر في الرياض، وكنا نزوره في شمال الرياض، ونرفع إليه ما يحدث من المشكلات التي يحتاج إلى علاجها، فيقوم بدور كبير في المراجعة حتى تزوال تلك الحوادث، ولما تعين رئيسًا للإشراف الديني للمسجد الحرام كنت أستمع إلى نصائحه وإجابته على الأسئلة في المسجد الحرام في سنة سبع وثمانين وسنة ثمان وثمانين زمن الإجازة الصيفية، حيث كنت أشتغل مع الزميل محمد بن عبدالرحمن بن قاسم في طبع تكملة مجموع فتاوى ابن تيمية وعمل الفهارس، إلا أن أكثر إقامة الشيخ عبدالله في الطائف، لكنه ينزل إلى مكة غالبًا كل أسبوع، ونستفيد من مجالسته ومن دروسه، ومن زيارته في منزله بمكة، وهكذا لما استقر في الرياض وسكن في منزله في دخنة كان يقيم درسًا في المسجد الذي بجوار بيته في شارع آل فريان، وكنا نحضر درسه ونتعجب من فوائد يستنبطها من الدروس، سواء في التفسير أو في العقيدة أو في الحديث أو في الأحكام أو في اللغة، حيث أن له تمكن في ذلك كله، وكان هناك تلاميذ ينتقدون العلماء والفقهاء في إيراد مسائل دون أن يكون عليها دليل، فكلما طرحت مسألة سألوا: أين الدليل، فكان يقنعهم بما يحفظ من الأدلة أو الأقيسة أو المسائل الاجتهادية، وقد كتب رسائل تعتبر مفيدة، وكل موضوع يتطرق إليه يوفيه حقه فله رسالة في تحريم اللحوم المستوردة مع بيان سبب عدم الإباحة، وله رسالة في إثبات الأهلة، حيث اختار أن لكل أهل دولة رؤيتهم في دخول رمضان وخروجه،
¥