وله رسالة في مناسك الحج، تفرد فيها بفوائد يقل وجودها، وله الرد على الشيخ ابن محمود الذي أنكر شرعية الأضاحي عن الأموات، ولم يتعقبه ابن محمود كما تعقب غيره، لاعترافه بعدم القدرة على ذلك، وله غيرها من الآثار العلمية.
وأما صفاته التي تميز بها، فهي: الذكاء والفطنة التي خصه الله بها، ويحصل ذلك لكثير من الذين فقدوا البصر في الصغر، بحيث يعرفون الأشخاص بمجرد الكلام، ويميزون بين الأصوات، فيعرفونهم أكثر من معرفة المبصرين إلا ما شاء الله، وهو قد تميز بذلك وتميز بالحفظ لكل ما يمر عليه أو ما يسمعه من النشرات وغيرها بحيث يستفيد منها زملاؤه ومنهم الشيخ ابن باز رحمه الله، فإنه إذا زاره لا يخوض معه في المسائل بل يعرضها عليه ويقتنع بكلامه، ومما تميز به عدم غفلته عما كان يطلبه، ولما سجلنا رسائل الماجستير سألني ماذا تكتب فيها فأخبرته أنني أكتب في أخبار الآحاد، فكأنه رأى أن الموضوع صغير، فأخبرته أنني وجدت فيه مباحث يمكن أن تكفي لهذه الرسالة، وبحثت عن ذلك لمدة أكثر من خمس سنين، حيث زرته بعد ذلك فسألني عن الرسالة فأخبرته أنها نوقشت، فأصر على طلب نسخة منها، وكان الباقي عندي منها نسخة واحدة، ووعدته بها، وظننت أنه سيغفل عنها، ولكن بعد خمسة أيام أرسل إلي مندوبًا يطلب تلك النسخة، مما يدل على فطنته وذكائه، والقصص التي تعبر عن ذلك كثيرة، يتناقلها الناس في المساجد والمجالس، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
والمتون التي شرحها كثيرة، نذكر أنه شرح الطحاوية، وقرئ عليه شرح ابن أبي العز، وشرح متن الزاد، ومتن البلوغ في المسجد الذي بجوار منزله في شارع آل فريان، ولاشك أنه شرح كثيرًا مما فاتني حضوره.
وأما منهجه في الشرح فإنه درسنا في المعهد العالي للقضاء في أول سنة تسعين من القرن الماضي، فدرسنا عليه طرق القضاء من كتاب المقنع لابن قدامة، وحيث أن المقرر طويل، والمدة قصيرة، والحصص قليلة، فإنه مع ذلك أتى على كتاب القضاء وشروط القاضي وصفاته وكيفية مجلسه، وطرق الإثبات، والشهادات والأيمان إلى آخر ما يتعلق بالقضاء، واستعمل الاختصار وعدم التوسع في المسائل الخلافية، لكنه كان يوضح ذلك أتم إيضاح، ويذكر ما تيسر من الأدلة، ويشير إلى ما يشير إلى الخلافات المذهبية، ويذكر وجه الدليل من الآية أو الحديث أو الأثر، وهكذا حضرنا شروحًا له في المساجد التي يدرس فيها، وكذلك في الحرم المكي، فكان رحمه الله يوضح الشرح الذي يعرض عليه، ويبين ما في ذلك المتن من الغموض مما يدل على أن الله وهبة ذكاء وفهمًا تميز به عن كثير ممن يدعي العلم أو ينسب إليه.
وأما تلاميذه فكثير، لا أستطيع إحصاءهم، حيث قرأ عليه كثيرون عندما كان قاضيًا في القصيم، ولما كلف القضاة باستعمال السجلات ودفاتر الضبط تثاقل ذلك وتفرغ للطلبة والمتعلمين، وتولى بعد ذلك وظائف كبيرة شريفة.
وأما ثناء العلماء عليه فكثير أيضًا، من تلاميذ وزملاء ومشايخ وغيرهم، وبذلك تعرف مكانته رحمه الله، وما تميز به من الميزات الكاملة. والله أعلم.
قاله وأملاه
عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين
13/ 11/1425هـ
ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[13 - 10 - 09, 12:57 ص]ـ
رحم الله ابن جبرين ماأعذب كلامه وماأجمل فوائدة وما أعرفه بمنازل العلماء ورحم الله ابن حميد ورفع درجته فقد كنت أحضر بعض دروسه في دخنه بين المغرب والعشاء وكانت كثيرة مباركة ربما زادت عن أربعة دروس في مجلس واحد وأذكر أن آخرها كان درس الفرائض وكان يقسم المسائل الطويلة دون عناء فإذا فرغ أقيمت الصلاة. وكذلك كنت استفيد من دروسه في الحرم المكي وأعجب كغيري من قدرته على حفظ السؤال واسم السائل حتى لوطال أو كان رموزا.
ولقد كان للشيخ منزلة عظيمة عند الخاصة والعامة والشواهد على ذلك اشهر من ان تذكر الا انني أذكر شاهدا حضرته فقد كان يقام في الجامع الكبير بالرياض محاضرة اسبوعية لبعض العلماء والمشايخ ثم يقوم الشيخ ابن باز بالتعقيب على المحاضرة واستدراك ماوقع فيه المحاضر من اخطاء وبخاصة في الجوانب الحديثية ثم يجيب عن الأسئلة وذات مرة كانت المحاضرة لابن حميد وكانت عن نواقض الاسلام وكانت محاضرة عظيمة مفيدة تمنيت لو طبعت اوسجلت ثم ان الشيخ اجاب عن الأسئلة وحين فرغ قام الشيخ ابن باز كالعادة ولكنه دعا للشيخ وشكره واثنى ولم يستدرك ولم يجب حتى عن الأسئلة اكتفاء واحتراما لابن حميد رحم الله الجميع ورفع درجاتهم وجمعنا بهم في جنات النعيم آمين
ـ[أم ديالى]ــــــــ[13 - 10 - 09, 03:06 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ورحم الله الجميع
ـ[خالد مسلم]ــــــــ[16 - 10 - 09, 05:59 م]ـ
رحمهما الله وغفر لهما
ـ[طه بن إبراهيم]ــــــــ[16 - 10 - 09, 07:23 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما سلم أحد من ألسنة الخلق000حتى الرسل 00000حتى الله جل جلاله ما سلم من ألسنة عباده 0000
وكذلك شيخنا ان جبرين رحمه الله ماسلم من ذلك00
فقد رموه بالبدعه وحذروا من كتبه 0000
هدى الله الجميع0ورحم الله شيخنا00
¥