تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[أضواء على حياة الشيخ أبي يعلى الزواوي الجزائري]

ـ[أبو عبد الله يربح]ــــــــ[30 - 10 - 09, 09:54 ص]ـ

[أضواء على حياة الشيخ أبي يعلى الزواوي الجزائري]

المتوفى سنة (1371هـ/ 1952م (

بقلم: أبي عبد الله محمد حاج عيسى الجزائري

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

أما بعد فهذه ترجمة للشيخ أبي يعلى الزواوي رحمه الله تعالى كنت قد اختصرتها من بحث مطول حول شخصه وفكره الإصلاحي وعجَّلت بنشرتها في صفحات جريدة البصائر الأسبوعية، وذلك بقصد التعريف به أولا ولتوجيه نداء لمن عرفه عن قرب أن يكتب عنه وأن يساهم في التعريف به ثانيا، خاصة أن جوانب كثيرة من حياته لا تزال غير معروفة، وأن مؤلفاته أكثرها يجهل مصيره والمطبوع منها قلَّ من يمتلكه، فوجهت فيه دعوة إلى إظهار آثاره وإعادة طبعها، ولا سيما تلك التي تعالج قضايا لا تزال مطروحة إلى يومنا هذا، ونقلت فيها قول أحد الفضلاء حيث قال:" وإننا ندعو أهل الشيخ أبي يعلى وذويه وأقربائه والمطلعين على آثاره أن لا يجمِّدوا هذا التراث العظيم الذي خلفه الفقيد الجليل، لأنه تراث لا يقبل التحنيط، وللمكتبة العربية الحق في أن تمتلك هذه الأسفار وللناس الذين لا يعرفون المؤلف ألف حق في الإطلاع عليها …فهل من مجيب؟ ". وقد اقترح علي من اطلع على تلك الترجمة المختصرة أن أنشرها بين الشباب خدمة للدعوة ونصرة للحق وأهله فلم أمانع في ذلك وهيئتها بعد تغيير مقدمتها وإضافة يسيرة في مضمونها، ونسأل الله تعالى أن ينفع بها وأن يوفقنا للإخلاص في القول والعمل.

نشأة أبي يعلى وتكوينه

أبو يعلى الزواوي هو السعيد بن محمد الشريف بن العربي من قبيلة آيت سيدي محمد الحاج الساكنة في إغيل زكري من ناحية عزازقة بمنطقة القبائل الكبرى أو زواوة، وينسب إلى الأشراف الأدارسة، ولد حوالي عام 1279 الموافق لـ 1862م. درس أولا في قريته فحفظ القرآن الكريم وأتقنه رسما وتجويدا وهو ابن اثنتي عشرة سنة، والتحق بزاوية الأيلولي ومنها تخرج، وأبرز شيوخه الذين استفاد منهم والده محمد الشريف والحاج أحمد أجذيذ والشيخ محمد السعيد بن زكري –مفتي الجزائر - والشيخ محمد بن بلقاسم البوجليلي.

قد أكثر الشيخ من التنقل والترحال قبل أن يستقر في الجزائر العاصمة سنة 1920، وقد أومأ في بعض المواضع إلى أن دافع ذلك الفرار بالدين والعرض ولم يحدد الأسباب المفصلة لذلك، وهذا تلخيص لهذه التنقلات.

يقول أبو يعلى رحمه الله: «أول خروجي من الزواوة كان في شرخ الشباب، وتوظفت في بعض المحاكم الشرعية». ولعل ذلك في بلدة "صدراته" فإنه ذكر في مقال له أن أهل هذه البلدة يعرفونه. ثم ارتحل إلى تونس وقد كان بها سنة 1893م، وكانت له رحلات إلى مصر والشام وفرنسا وذلك قبل سنة (1901). وفي سنة (1912م) كان في دمشق يعمل في القنصلية الفرنسية، وقد عمل بها إلى غاية سنة 1915م، وفي مدة إقامته هناك نَمَّى معارفه بالأخذ عن علماء الشام وبالعلاقات التي أقام مع الكتاب والأدباء وعلى رأسهم أمير البيان شكيب أرسلان.

ومع بداية الحرب العالمية الأولى اضطُر للخروج من دمشق لاجئا إلى مصر، لأنه كان معروفا بمعاداته للحكومة التركية، ومناصرته لأصحاب القضية العربية كما سميت في ذلك العصر، وفي مصر استزاد من العلم بلقاء أهل العلم وأعلام النهضة فيها، وممن جالس وصحب هناك محمد الخضر حسين الجزائري والطاهر الجزائري ومحمد رشيد رضا.

ورجع إلى الجزائر سنة (1920م) بعد انتهاء الحرب، فقضي مدة في زواوة، ثم سكن الجزائر العاصمة وتولى إمامة جامع سيدي رمضان بالقصبة بصفة رسمية، ومع كونه من الأئمة الذين رضوا بالوظيفة عند الإدارة الفرنسية فقد تبنى الفكر السلفي الإصلاحي بقوة وحماس كبيرين، وعاش محاربا لمظاهر الشرك والبدع والخرافات وغيرها من أنواع المنكرات. وكانت له بعد ذلك تنقلات في طلب العلم والدعوة إلى الله منها ما كان إلى بجاية أو البليدة.

نشاطه الدعوي

أولا: التدريس والخطابة

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير