فإذا صح للعمل الإسلامي هذا وجب أن يضبط الوسيلة الأساس، ألا وهي اعتماد خطاب الوحي لا غير، القرآن الكريم وبياناته النبوية. فالقرآن بما هو كلام رب العالمين، المنزل لهذه الوظيفة أساسا، هو المؤهل وحده لإعادة بناء هذا النوع من الهدم والردم، الحاصل في الحياة البشرية اليوم، كما وصفنا وشخصنا. ولك أن تتدبر قوله تعالى في بيان طبيعة القرآن: (قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً) (الفرقان:6). وقال في خصوص وظيفته: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً.) (الفرقان: 32 - 33).
فإذا صح الأمران معا – الهدف والوسيلة تشخيصا وعلاجا – ثم شرع أبناء الدعوة الإسلامية فعلا في تطبيق "المنهاج القرآني الفطري"، كانوا هم أول من يخضع لعملياته الجراحية، من حيث يشعرون أولا يشعرون؛ لأن الوحي لا يصل إلى الناس إلا بعد أن تشتعل بحرارته قلوبُ الدعاة إليه، وتلتهب هي ذاتها بحقائقه، وتتوهج بخطابه! فلا نور ولا اشتعال إلا باحتراق! ولك أن تتدبر معاناة محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وسلم)، ومكابدته للقرآن العظيم كيف كانت! وليس عبثا أن يُرْسِلَ – صلى الله عليه وسلم - هذا الشعورَ العميقَ نفَساً لاهباً بين يدي أصحابه الكرام، قائلا لهم: (شَيَّبَتْنِي هُودٌ وَأَخَوَاتُهَا!) (رواه الترمذي والحاكم، وصححه الألباني في صحيح الجامع.)
فشعور الداعية بأنه هو عينه قد صار موضوعاً للإصلاح، لا آلة له فحسب، وبأن نفسه ذاتها قد صارت حديقة لمقص القرآن، يشتغل فيها بالتهذيب والتشذيب، وتربة لمائه الصافي الرقراق تتلقاه بشغف وشوق، ومصباحا لزيته الوهاج تحترق به مواجيدها توهجا واشتعالاً، كل ذلك علامة على أنه قد دخل في أول خطوات العمل الإسلامي السليم، وانخرط في مسلك السير الفعلي إلى الله، عبدا لله أولا، ثم داعيا إليه بصدقٍ، جل علاه. ذلك هو الحق إن شاء الله، وإلاًّ (فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ؟) (يونس:32).
فقضية الفطرة إذن، هي قضية الدين في هذا العصر، وهي قضية الإنسان. ومن هنا كانت الفِطْرِيَّةُ مشروعاً دعوياً قائماً على هذا المعنى، يحمل رسالته التربوية هدفاً ووسيلةً.
رحم الله شيخنا رائد مشروع (مجالس القرآن) وأجزل مثوبته، ونفعنا بتجربته وأفادنا من علمه
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[06 - 11 - 09, 11:41 م]ـ
اللهم ارحم الشيخ فريد الأنصاري
اللهم اغفر له وارحمه
وعافه واعف عنه
وأكرم نزله ووسِّع مدخله
واغسله بالماء والثلج والبرد
ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الابيض من الدنس
وأبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله
ـ[أحمد وفاق مختار]ــــــــ[06 - 11 - 09, 11:48 م]ـ
من قصيدة الوعد
كتبها الشيخ فريد الأنصاري رحمة الله عليه
مكناسة الزيتون: 6 شعبان 1417هـ
يا قلب كم تغدو بلا أوقات؟ ** وإلى متى تصبو إلى اللذات
طالت بك الأوهام في أمل الدجى ** تبني المنى برغائب الشهوات
...
فسل المنى ما نفعها لمقيد ** بسلاسل القباض للزفرات!
مسعى الجوارح وحده هو شاهد ** فاسأل رصيدك عن غنى الخيرات!
كم سبحة؟ كم ركعة؟ كم طلقة؟ ** يا صاحب الركعات والطلقات!
...
يا أيها التاريخ سجل إننا ** جند لدين الله في الأزمات!
...
يا رب جلل قبره بالنور ما ** دام الشروق من المشارق ياتي
...
يا رب إني تائب متبتل ** فاسلك فؤادي في سنى الرحمات
ذنبي كبير غير أنك واسع ** ورجائي المحزون في النظرات
كسبي عديم ليس فيه مسرة ** ورضاك أرجى اليوم من قربات
فتقبلنْ مني افتقارا كاملا ** لا كسب لي يخلو من العلات
ـ[الرباطي]ــــــــ[06 - 11 - 09, 11:48 م]ـ
اللهم ارحم شيخنا فريد الانصاري رحمة واسعة
و اجزه عنا خير الجزاء و انفعنا بعلمه
انا لله و انا اليه راجعون
ـ[المغربي أبو عمر]ــــــــ[07 - 11 - 09, 12:59 ص]ـ
اللهم اغفر له وارحمه
وعافه واعف عنه
وأكرم نزله ووسِّع مدخله
واغسله بالماء والثلج والبرد
ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الابيض من الدنس
وأبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[07 - 11 - 09, 01:16 ص]ـ
اللهم ارحمه و أكرم نزله
ـ[علاء الدين محمد أحمد]ــــــــ[07 - 11 - 09, 02:36 ص]ـ
إنا لله و إنا إليه راجعون
رحم الله العلامة الشيخ الدكتور فريدا الأنصاري.كان بحق رجلا لا يخاف إلا الله وجمعتنا به كثير من المجالس بمدينتي فاس ومكناس
ـ[أبو فالح عبدالله]ــــــــ[07 - 11 - 09, 02:56 ص]ـ
إنا لله و إنا إليه راجعون .. اللهم يا حي يا قيوم ارحم عبيدك فريداً وتب عليه وثبته بالقول الثابت.
رحم الله الشيخ .. فقد استفدنا من كتبه ورسائله أيما استفادة.
نعزي فيه محبيه .. أهلاً و شيوخاً وطلاباً
¥