تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فقد كان رحمه الله تعالى عالما ربانيا ورعا أديبا شاعرا،مليح الشكل منور الشيبة عذب الكلام رقراق المحاضرة حلو المذاكرة.

عليه الوقار وسمت الصالحين لبيب العقل، يحسن لمن يسيء إليه ويتجاوز عمن قدر عليه، هذا مع لزوم العبادة والبر والصدقات شديد التحري والتحرز في المأكل والمشرب والملبس، عفيف النفس.

كان رحمه الله متبعا لسنة شديد التمسك بها في جميع أحواله يدعو إليها بلسان الحق والقلم النظيف البتار.

فريد العبارة دقيق المسائل، كما قال فضيلة الدكتور الشاهد البوشيخي حفظه الله: (إن فريدا الفريد لم يكد يخلق إلا للعلم والبحث العلمي).

والدارس لكتبه يجد أن الرجل غزير العلم عريق اللغة تكاد لغته تضرب في أعماق التاريخ لأصالتها المتجدرة من معين نصوص الوحي الرباني الذي لازمه لينهل منه فكان خير جليس تفتقت منه عبقرية إسلامية سطرت لنا المعالم الأساسية لمجالسة القرآن.

فقد كان رحمه الله يحمل في قلبه حرقة ومرارة على ضياع القيم الدينية والأخلاقية للمجتمع الإسلامي بدعواته المتكررة إلى إعادة القراءة للدين، في مصادره العذبة الصافية الجميلة، قراءة تصل المسلم بالله، وهذا ما كان يصطلح عليه جمالية التدين في قالب غذب رباني وتربوي.

نهيك عن فحولته في العلوم الشرعية والغوص في لججها وسبر أغوارها خاصة علم أصول الفقه ومقاصد الشرييعة التي اشتهر بها من خلال دراسات معمقة للمصطلح الأصولي عند الإمام الشاطبي رحمه الله لنيل شهادتي الماجستير والدكتوراه، هذه البحوث التي تحتاج منا المزيد من العناية والدراسة لما فيها من العلم الغزيز والفهم الثاقب والتأصيل العلمي المتزن.

وختاما لا يسعني سوى تقمص قول الحافظ ابن حجر في شيخه الحافظ العراقي:

مصاب لم ينفس للخانق

أصاد الدمع جار للمآقي

فيا أهل المغرب فابكوا

على فريد بن حسن الأنصاري

على الحبر الذي شهدت قروم

له بالإنفراد على اتفاق

ومن فتحت له قدما علوم

غدت عن غيره ذات انفلاق

وبذلك تكون الأمة الإسلامية فد فقدت منارة من منارات العلم، رحم الله شيخنا الفقيد وأسكنه فسيح جناته.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

ـ[أبو يحيى المكناسي]ــــــــ[08 - 11 - 09, 06:44 م]ـ

بسم الله الرحمان الرحيم

والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد: في هذا اليوم الأغر ودعنا شيخنا العلامة فريد الأنصاري في مشهد مهيب، وجو تسوده السكينة والوقار.

وسط حشود غفيرة من المشيعين ومحبيه من مختلف أرجاء المغرب وخارجه.

وهذا إن دل إنما يدل على مكانة الشيخ في قلوب الناس بمختلف أطيافهم علماء وفضلاء وطلبة العلم ومسؤولين وضباظ ومختلف طبقات الشعب المغربي.

والله أرجو أن يعوضا خيرا منه ويخلفنا فيه من العلماء الربانيين الصادقين لتزدان مدينتنا الحبيبة مكناس بمجالس النور والقرآن الذي طالما شيخنا كان يدعو إليه ويرغب فيه لبناء نسق أمة القرآن بالرجوع إلى مشكاة الوحي الرباني الذي يصقل النفوس ويهذب الأخلاق ويشدب السلوك بفهم السلف الصالح بإعتباره المنهج الأقوم لفهم مراد النصوص.

رحم الله فقيدنا سماحة الوالد فريد الأنصاري وغفر الله ولوالديه إنه سميع مجيب قريب.

ـ[أبو يحيى المكناسي]ــــــــ[08 - 11 - 09, 07:03 م]ـ

بسم الله الرحمان الرحيم

والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد:

رحم الله شيخنا فضيلة الشيخ فريد الأنصاري.

على قول الشاعر:

كل البرية للمنية صائرة

وقفولها شيئا فشيئا سائرة

والنفس إن رضيت بذا ربحت وإن

لم ترض كانت عند ذلك خاسرة

فالشيخ رحمه الله غني عن التعريف، شريف النسب سيرته العطرة تفوح بين ربوع المغرب الحبيب.

فقد كان رحمه الله تعالى عالما ربانيا ورعا أديبا شاعرا،مليح الشكل منور الشيبة عذب الكلام رقراق المحاضرة حلو المذاكرة.

عليه الوقار وسمت الصالحين لبيب العقل، يحسن لمن يسيء إليه ويتجاوز عمن قدر عليه، هذا مع لزوم العبادة والبر والصدقات شديد التحري والتحرز في المأكل والمشرب والملبس، عفيف النفس.

كان رحمه الله متبعا لسنة شديد التمسك بها في جميع أحواله يدعو إليها بلسان الحق والقلم النظيف البتار.

فريد العبارة دقيق المسائل، كما قال فضيلة الدكتور الشاهد البوشيخي حفظه الله: (إن فريدا الفريد لم يكد يخلق إلا للعلم والبحث العلمي).

والدارس لكتبه يجد أن الرجل غزير العلم عريق اللغة تكاد لغته تضرب في أعماق التاريخ لأصالتها المتجدرة من معين نصوص الوحي الرباني الذي لازمه لينهل منه فكان خير جليس تفتقت منه عبقرية إسلامية سطرت لنا المعالم الأساسية لمجالسة القرآن.

فقد كان رحمه الله يحمل في قلبه حرقة ومرارة على ضياع القيم الدينية والأخلاقية للمجتمع الإسلامي بدعواته المتكررة إلى إعادة القراءة للدين، في مصادره العذبة الصافية الجميلة، قراءة تصل المسلم بالله، وهذا ما كان يصطلح عليه جمالية التدين في قالب عذب رباني وتربوي.

نهيك عن فحولته في العلوم الشرعية والغوص في لججها وسبر أغوارها خاصة علم أصول الفقه ومقاصد الشرييعة التي اشتهر بها من خلال دراسات معمقة للمصطلح الأصولي عند الإمام الشاطبي رحمه الله لنيل شهادتي الماجستير والدكتوراه، هذه البحوث التي تحتاج منا المزيد من العناية والدراسة لما فيها من العلم الغزيز والفهم الثاقب والتأصيل العلمي المتزن.

وختاما لا يسعني سوى تقمص قول الحافظ ابن حجر في شيخه الحافظ العراقي:

مصاب لم ينفس للخانق

أصاد الدمع جار للمآقي

فيا أهل المغرب فابكوا

على فريد بن حسن الأنصاري

على الحبر الذي شهدت قروم

له بالإنفراد على اتفاق

ومن فتحت له قدما علوم

غدت عن غيره ذات انفلاق

وبذلك تكون الأمة الإسلامية فد فقدت منارة من منارات العلم، رحم الله شيخنا الفقيد وأسكنه فسيح جناته.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير