فالشيخ علي قد أوتي ولله الحمد من العلم والبصيرة ما يُمْكن أن يعالج به هذه القضية العلمية، التي بينه وبين المشايخ، وهي ولله الحمد في طريقها لبيان الحق، أما الشيخ علي وشيخه الشيخ الألباني مَنْ كان على منهج السُّنَّة، لا يَشُك أحد أنهم ولله الحمد على المنهج المَرْضِي، والشيخ علي ولله الحمد مِنْ المدافعين عن منهج أهل السُّنَّة والجماعة،
والفتوى لم تَنَصّ على أن الشيخ مُرْجِىء وحاشاها أن تقول هذا، هو خلافها مع الشيخ علي في الكتاب، والنقاش معه في هذا الأمر، وكَوْن الآخَرِينْ يريدون أن (كلمة غير مفهومة) من مضامين هذه الفتوى، أنها أوْجَبت الحكم على الشيخ بأنه مُرْجِىء؟ فهذا أنا لا افهمه، وأظُنّ أن إخواننا يفهمونه، وهي ولله الحمد لن تخالف ما بين الشيخ علي وبين المشايخ، وهم يُقَدِّرونهُ ويحترمونهُ، والشيخ علي قد ردَّ ردَّاً علميّاً كما عَلَيه سلف هذه الأمَّة، ما منا إلا آخِذٍ ومُعْطي، كلٌ يؤخذ من قوله ويُرَدّ إلاّ صاحب هذا القبر أي: رسول الله- صلى الله عليه وسلم - .......
هكذا الأمَّة تختلف في أوّلها بين آخِذٍ وبين رادٍّ، لكن البشر من حيث هم قد يكون في ثنايا أقوالهم أقوالاً بما يسمى بالأقوال الصريحة التي تكون من جرّاء المناقشة، ومن الطبيعة البشرية، ويكون فيها شيىءٌ من الشِّدة، حتى بين الصحابة -رضي الله عنهم-كما وقع بين أبي بكرٍ وعُمَرْ وبين غيرهم من الصحابة، وبين عائشة وعلي، فالحاصل أن هذه الفتوى في نظري أنها لم تحكم ولم تنصّ نصّاً صريحاً على أن الشيخ على هذا المنهج، إنما هي مناقشةٌ في كتابٍ كتبه الشيخ والشيخ - وفقه الله - كتب الكتاب بعد الفتوى، ليس من باب الردّ، وإنما من باب البيان ما عليه الشيخ وما عليه شيخه، ومما نعتَقِدَهُ وندين الله-جلّ وعلا - به أن الشيخ وشيخه هم أبعد الناس عن منهج المرجئة كما قلت سابقاً الشيخ علي لو قلت ما الإيمان والشيخ الألباني -رحمة الله عليه -لم نجد في قولهم ما يقوله المرجئة أن العمل ليس بداخلاً في الإيمان، بل نصوص الشيخ - رحمة الله عليه- تنصّ على تعريف الإيمان بأنه إعتقادٌ بالجنان، وقولٌ باللسان، وعملٌ بالأركان، يزيد بالطاعةِ وينقص بالعصيان، واعلم أن الشيخ وافقني على هذا أن اللجنة ليس فيها كما يطنطن عليه كثير، أنهم قالوا: الشيخ علي مُرجىء، أبداً لم يقولوا هذا، هم ناقشوه في كتابه، وهل المناقشة بين السلف إلاّ من لوازم المحبة ومعرفة السُّنَّة والحفاظ عليها؟ والمناقشة في جزئية من جزئيات هذا الكتاب،
فسماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ممن يحب الشيخ علي ويعرف هذا ويقدره ويدعو له حتى بعد أن تقابل الشيخ مع سماحة الشيخ و يجُلّ ويحترم ويحب الشيخ الألباني محبة عظيمة جدا مِنْ قديم، أعرف هذا وهو يدرِّسُ في كلية الشريعة عام1406هـ داعياً في ذِكْرِه الشيخ والثناء عليه والدعاء له، والشيخ الألباني مع مشايخ المملكة يجمعهم أصْل واحد وهو منهج سلف هذه الأمَّة، أمَّا إني أختلف أنا لو اتفقنا على الهوى لخرجنا، لكن هذا من لوازم المحبة الصحيحة والصدق والمناصحة،
أمَّا أن يأخذها الآخَرُون ويفرحون بها فيما لهم، ولا يأخذون بها فيما عليهم، هذا شأن أهل البدع.
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[19 - 05 - 10, 12:23 ص]ـ
قال الشيخ العلامة الفقيه الاصولي محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
وقد سُئل رحمه الله تعالى عن فتوى اللجنة الدائمة في كتابَي الشيخ علي الحلبي "التحذير"، "والصيحة" بتاريخ: 28 جُمادى الآخرة 1421هـ فقال: ((الكتابان ما قرأتُهُما، وهذه الفتوى لا أُحِبُّ أنَّها صَدرت؛ لأنَّ فيها تشويشاً على النَّاس، ونصيحتي لطلبة العلم: أن لا يعبؤوا بفتوى فلان ولا فلان))
وفي تاريخ: 9 رَجب 1421 هـ وهو يتكلَّم مع الشيخ علي الحلبي حول هذه الفتوى وآثارها بحضور "الدكتور صالح الصالح" و"الدكتور خالد بن علي العنبري" و"ابن الشيخ العثيمين الأخ عبد الرحمن" فقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
((هذا غلطٌ من اللجنة، وأنا مستاءٌ من هذه الفتوى، ولقد فرَّقت هذه الفتوى المسلمين في أنحاء العالَم؛ حتى أنَّهم يتصلون بي من أمريكا وأوروبَّا، ولم يستفد منها إلا التكفيريون والثوريون)) انظر مقدمة [التعريف والتنبئة ... ] للشيخ علي الحلبي حفظه الله تعالى.
¥