تتكون الإرادة من ثلاث عناصر رئيسية وهي (السبب) (القدرة) (الاستطاعة) ولا يطلق على أي فعل كلمة إرادة إلا بهذه العناصر الثلاثة وإذا توفرت هذه الثلاث عناصر عند إنسان عاقلاً أحدث شيئاً يسمى:
الأمر:- بتنفيذ الفعل وهو عملية إدارة الفعل عقلاً كماً وكيفاً بناء على القدرة والاستطاعة ثم يأتي بعدها:
الإذن:- ويعني بالإذن السماح بمباشرة الفعل وما كان لفعل إن يقع إلا بأذن الله ثم يأتي من بعده:
الفعل:- وهو تنفيذ الأمر والشروع في الفعل بالقدرة و الاستطاعة ثم يأتي بعده:
الكسب:- وهو النتيجة النهائية للفعل الإرادي ويظهر فيه الثلاثة عناصر متناسقة معاً السبب والقدرة و الاستطاعة.
أمثلة من كتاب الله عز وجل:-
أولاً:- الإرادة تم شرح الإرادة.
ثانياً:- الأمر قال الله عز وجل (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) (16) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn16) والأمر جاء بناء على وجود سبب وقدرة واستطاعة أي إرادة وفعل الله كلمة واحدة (كن) فيكون.
ثالثاً:- الإذن في قول الله عز وجل (يَوْمَ يَأْتِ لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ) (17) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn17)
وهذا يعني أن الذي يريد الكلام عنده سبب وقدرة واستطاعة أي إرادة وأمر بمباشرة الفعل ولكن الله تبارك و تعالى يوقف الإذن يعني الفعل وهو السماح بالكلام.
رابعاً:- الفعل في قول الله عز وجل (ُ فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا) وفعل الخرق جاء بناء على الأمر و نفده بالقدرة والاستطاعة القدرة أثرها في وجود الخرق على جسد السفينة والاستطاعة أثرها في العلم بانصراف عين الملك عنها.
خامساً:- الكسب في قول الله عز وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ) والكسب هو نتائج الفعل المبنى على القدرة و الاستطاعة
تكوين الأفعال ومسمياتها العربية:-
فمن خلال هذا البحث عرفنا بفضل الله سبحانه وتعالى كيف ومما تتكون الإرادة بما لا يدعو للشك في تفسير الإرادات في قصة العبد الصالح وسيدنا موسى عليه السلام
وخرجنا من هذا البحث بأن الإرادة تتكون من ثلاثة عناصر رئيسية السبب والقدرة والاستطاعة ومن خلال هذه العناصر الثلاثة سوف نعرف إن شاء الله الأسماء العربية للأفعال والكلمات مما اشتقت وكيف استعمالهافي التعبير اللغوي:
أولاً:- إذا حدث فعل وتكون من القدرة والاستطاعة و أدي إلى نتائج بدون وجود السبب يطلق على الفعل (عبث)
مثال:- في قوله عز وجل (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ) (19) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn18)
وسبب الخلق في قوله عز وجل (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) (20) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn19)
وفي قوله عز وجل (أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ) (21) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn20) ويعني بذلك عدم وجود السبب للفعل.
ثانياً:- و إذا وجد سبب بدون وجود قدرة و استطاعة للفعل يطلق عليه عربياً (عجز) والقدرة و الاستطاعة بمثابة الجناحين للفعل الإرادي.
قال عز وجل (اَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيماً قَدِير) (22) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn21) عليم من حيث الاستطاعة قدير من حيث القدرة على الفعل وقدم عليماً على قدير لأن العلم يسبق الفعل.
قال عز وجل (َبَعَثَ اللّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ)) المائدة: 31] وفي هذه الآية يشير إلى كلمة العجز في الفكرة كـ استطاعة (كَيْفَ يُوَارِي) و كلمة البحث في الأرض كـ قدرة (يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ)
¥