تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ترجمة الشيخ سعيد بن عبد الله بن عياش الغامدي]

ـ[عبدالله العلاف]ــــــــ[11 - 11 - 09, 09:23 م]ـ

الشيخ سعيد بن عبد الله عياش

رائد لم يخذل أهله

إعداد: الدكتور سعيد بن عطية أبو عالي

الاسم: سعيد بن عبد الله بن عياش الغامدي

الشهرة: الشيخ سعيد بن عياش

المولد: ولد في 1/ 7/1346هـ بقرية من قرى بني ظبيان في منطقة الباحة، وهو الابن الثاني بعد أخيه أحمد الذي يكبره بكثير.

النشأة: نشأ في كنف والديه – رحمهما الله – يغدو ويروح مع أطفال القرية في رحلة يومية بين مزارع القرية وغالباً ما قام بمساعدة والديه في أعمال الزراعة والرعي إلى أن بلغ من العمر عشر سنوات.

اكتسب خلال هذه الفترة عادات حميدة أبرزها صلة الأرحام فقد كان يزور عماته وأعمامه مع والده، ويعود خالاته وأخواله مع والدته. حضر مع والده اجتماعات أهل القرية ومناسباتهم الاجتماعية مما عزز لديه فكرة الانتماء إلى أسرته وأهل قريته. تشبع بحب العمل واحترام الملكية الخاصة والعامة من خلال عمله بالزراعة.

نمت لديه غريزة الاعتماد على النفس بعد لله من خلال مشاركته في العمل الزراعي، وقيامه بمهام يكلفه بها أبوه لدى أصدقائه من أهالي القرى المجاورة وفي داخل القرية.

تعلم من رعاية الغنم، مع أنها كما يقول الشيخ، شويهات لجده، الصبر والملاحظة وحسن المتابعة. فالراعي مسؤول عن اختيار أفضل المراعي وأحسن النباتات لغنمه، وعليه بذل رعايته للصغير والكبير منها وحمايتها من صقيع البرد وهطول المطر.

التعليم:

التحق بالمعلامة (كتاب القرية) وعمره عشر سنوات، ومكث فيها سنة كاملة درس أثناءها على يد الفقيه الشيخ الفاضل أحمد بن محمد جعاث وكان هذا الفقيه من أهل الفضل والعلم فقد تلقى علومه على مذهب الإمام الشافعي لدى علماء أجلاء في مدينة (زبيد) باليمن الشقيق. ولعلَّنا نذكر فضل الشيخ (جعاث) رحمه الله فقد كان عالم فرائض وشجع أهل قريته على تطبيق هذا العلم الجليل وتوزيع مواريثهم. وتصدى رحمه الله للفتيا لمن كان يقصده لذلك. وكان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر .. ويقوم بكتابة رسائل القرويين إلى ذويهم المسافرين.

يذكر الشيخ سعيد بن عياش أن أستاذه الفقيه جعاث توقع مستقبل بعض طلابه بناء على ما رأى من حرص بعضهم على التعلم والقراءة فقال له: "أما أنت فسوف تتعلم وتقرأ" وكانت هذه العبارة دافعاً وحافزاً للشيخ سعيد على مدى رحلته العلمية الطويلة. (1)

ويقول الشيخ عن أستاذه: " فهو أحمد بن محمد بن سعيد، إمام المسجد الجامع لقرية الجبل ببني ظبيان .. تلقى علومه بمدينة زبيد اليمينية، مقر العلم والعلماء في زمنه قبل العهد السعودي الميمون .. تولى الإفتاء لسعة علمه وسعة أفقه ومحبته لنشر العلم جزاه الله خير الجزاء .. ونال شهرة عظيمة في قبائل بني ظبيان وغامد وغيرهما. وكان يكتب المصحف الشريف حتى أنهاه بخط جميل يعتبر تحفة أثرية وهذا المصحف موجود عند حفيده عبد الله بن إدريس وفقه الله".

السفر إلى مكة:

اعتاد الناس السفر إلى مكة المكرمة وغيرها من المدن طلباً للرزق، ومثل أترابه من أبناء القرية قرر الشيخ السفر إلى مكة المكرمة والحزن والألم يعتصران قلب أمه بينما والده "يتجلد ويقوي نفسه وقلبه قد انفطر على فراق ابنه" سافر الطفل وقلبه مطمئن بالتصميم على النجاح على رغم الحنين إلى والديه وأقاربه وأهل قريته.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) أتحفنا فضيلة الشيخ سعيد بمقالة عن أستاذه (جعاث) سوف تنشر لاحقاً وملحقاً لهذه الترجمة إن شاء الله.

في مكة المكرمة اصطدم بواقع الحياة فلقمة العيش لا تأتي إلا بصعوبة فتقطعت "به السبل ولم يجد العمل الذي يجد فيه طموحه .. وذلك لقلة الأعمال" كما يقول ابنه المربي الفاضل خالد بن سعيد بن عياش. إلا أن الشيخ لم ييأس فقد عاد إلى القرية وارتحل عنها عدة مرات.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير