تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولكن عندما أذن الله تبارك وتعالى عام 1970 وزالت الغمة وانفتح

الباب جاءت كتابات الإسلام صريحة واضحة لا لبس فيها.

* * *

أعتقد أننا كنا في هذه الفترة الدقيقة من حياة الأمة الإسلامية في حاجة

إلى هذا العمل الذي سيضع تحت أيدينا وثائق تاريخية تكشف قدرة أمتنا على مدى الزمن من الحركة والتطور والأخذ والعطاء والتلقي من خلال قاعدة أساسية واضحة نتمثل فيها شخصيتنا الأصيلة ومقومات فكرنا العربي

الإسلامي القادرة على العطاء والالتقاء بالحضارات الثقافات في مختلف

الأزمان والأوطان.

ولا شك أن تقدير الشباب المسلم القارئ لهذا اللون من الدراسات

يعطينا مزيداً من الثقة والإيمان بأن هذه الجيل قد بدأ يكتشف نفسه ويؤمن بعظمة أمته، هذه العظمة التي ليس لها إلا مصدر واد هو الإسلام، وقد

كنا إلى عهد قريب نتنكر لتاريخنا ولغتنا وقيمنا الفكرية والروحية ونندفع وراء بريق الثقافة الغربية فلا نأخذ منها مع الأسف إلا قشورها، ذلك أن الاستعمار كان يحرضنا على أن نتنكر لعظمة أمتنا ونتجاهل روح فكرنا الإسلامي التي تراكم عليها غبار كثيف حيث حاولت الشعوبية إثارة الشبهات حوله والانتقاص من قدره في حملة معترضة كشف الستار عنها من بعد حين أطلق عليها أصحابها (تغريب الشرق) ونزعه من واقعه الفعلي والعمل على بلبلة فكره بتيارات ومذاهب عليها بريق خادع وقد جند الاستعمار لها أقلاماً وصحفاً، ومضى يسوقها حرباً عنيفة يحطم بها عوامل القوة في شخصيتنا الحية التي صنعت المجد في ميدان العلم، والبطولة في ميدان الحرب والعطاء في

ميدان الفكر.

ولقد خدعنا ثمة وغشت عيوننا سحابة مظلمة فاندفعنا وراء دعوات الإقليمية الضيقة والفرعونية والفينيقية والآشورية والقومية الوافدة ومضى بنا هذا إلى واقعية ضيقة تقيم الحدود المصطنعة في وطن واحد يمتد من الخليج العربي إلى المحيط الأطلسي.

* * *

هؤلاء الأعلام: ما أجدرهم بالتقدير والتكريم فقد كانوا أحجار

الأساس في هذا البناء الضخم، لقد ناضلوا في ظروف قاسية وكانت تحوطهم المؤامرة. والسجن والتعذيب والنفي من كل ناحية، وقلما سلم أحد منهم من مكاره الجهاد فهم شهداء أبرار تجمع بينهم وجوه شبه كثيرة أهمها التجرد والعمل الخالص دون ترقب أجر أو جزاء بل ربما كانوا يزدادون مع العنف والظلم قوة على المقاومة وقد تركوا جذوراً قوية في التربة ما تزال حية، وكان موتهم حياة لأمتنا.

وبطولاتهم هي التي دفعت أمتنا الإسلامية إلى طريق المجد، وكان

القلم في يد بعضهم سلاحاً جباراً وكانت الكلمة مناراً متوهجاً، كانت كلمات جمال الدين ومحمد عبده ومن قبله عمر مكرم، ومن بعدهم عبدالعزيز جاويش والكواكبي ومصطفى كامل، وأمين الرافعي ومحمود أوب العيون كم أحيت القلوب الغافية وردت إلى النفوس الجزعة أمنة وطمأنينة وقد عاش هؤلاء وغيرهم في هجرة دائمة وتقلب في البلاد، لا يقرون ولا يهدأون، كانت النار تأكل قلوبهم من أجل الحرية والحق، وكان الاستعمار يطاردهم فلا يقر لهم قرار.

ولقد ارتبطت نفسياً بهذه الشخصيات، وهذه البطولات، واحببتها وأصبحت مني بمقام الآباء والأجداد، تعرفت إليها وصاحبتها على طريق طويل حتى ألفتها وألفتني، حتى لكأني معهم معاركهم.

لقد ارتبطت بها لأنها جاهدت وضحت واستشهدت دون أن تنال ما

هي جديرة به من مكانة بل لقد لقي بعضها اضطهاداً عاصفاً فحرم اسمه أن يذكر أو ذكر مشوباً بالاتهام.

ولقد جاء اليوم الذي تحررت فيه كتابة التاريخ.

ولقد كان مذهبي في كتابة هذه التراجم أن أعيش من البطل حياته

وأتحدث معه وأبحث عن رأيه في كل ظرف وتصرفه إزاء كل حدث وأتصوره وهو يأكل ويشرب وينام ويمشي وحين يواجه الأحداث والمواقف مستخلصاً العبرة كاشفاً عن آثاره.

* * *

أعتقد أننا كنا في هذه الفترة الدقيقة (1946 – 1967) في أشد الحاجة إلى هذا العمل الذي يضع تحت أيدينا وثيقة تاريخية تكشف عن قدرة أمتنا

على مدى الزمن على الحركة والتقدم والأخذ والعطاء من خلال قاعدة أساسية واضحة تتمثل فيها شخصيته الأصيلة ومقومات فكرنا الإسلامي.

- الجيل في أعلامه.

- أعلام وأصحاب أقلام.

- تراجم الأعلام المعاصرين.

- أعلام القرن الرابع عشر الهجري.

- أعلام الإسلام (تراجم قصيرة).

- الجباه العالية.

- أعلام الحرية.

(هذا غير تراجم الأدباء التي ضمتها موسوعة معالم الأدب العربي

المعاصر).

**من كتاب شهادة العصر والتاريخ للأستاذ أنور الجندي ص202

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير