[صفحات مختصرة من سيرة شيخنا محمد بن عبدالوهاب البنا رحمه الله تعالى]
ـ[أبو العلاء الحنبلي]ــــــــ[15 - 11 - 09, 10:48 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و صلى الله و سلم و بارك على المبعوث بخير دين رحمة للعالمين و على أزواجه و أمهات المؤمنين و على ذريته و أهل بيته ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين و اشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادةً أسأل الله الحكيم الحليم أن يحققها لي و لكم و لسائر المؤمنين و أن يميتنا جميعا عليها , و أشهد أن أكرم رسل الله إمام المهتدين و قائد الغر المحجلين و سيد البشر أجمعين المبعوث بخير دين رحمة للعالمين , صاحب الرسالة التي أضاءت العالم بعد ظلمة و آنسته بعد وحشة و نشرت في أرجاءه حقيقة التوحيد و كمال الإيمان و العدالة بين البشرية و الأخوة بين المؤمنين محمد بن عبدالله صلى الله عليه و على آله الأتقياء البررة , المخلصين الأصفياء الذين علت منزلتهم بعشرته و الإقتداء به في سيرته و صفاته حتى صاروا أعز الأمم و أصبحوا لمن بعدهم خير المثل , كنتم خير أمة أخرجت للناس.
(هذه خطبة الشيخ محمد بن عبدالوهاب البنا رحمه الله التي حفظها طلابه لذكره إياها في بعض دروسه)
أما بعد ..
فهذه خطرات أكتبها من حياة شيخنا و والدنا محمد بن عبد الوهاب بن مرزوق البنا رحمه الله كما سمعناها منه في دروسه , و مواقف حضرتها معه أرجو أن أوفق في ذكرها لأخذ العبر من حياة هذا الرجل المجاهد في نشر التوحيد و السنة نسأل الله أن يجعله مع النبيين و الصديقين و الشهداء .... آمين
ولد شيخنا – رحمه الله – في مدينة القاهرة عام 1333 هـ 1916 م في جوٍ تسوده الصوفية وجهل بعقيدة أهل السنة و الجماعة وفي الأسماء و الصفات , ولديهم العصبية المذهبية , و قلة في أهل السنة و الجماعة , و كان والده شيخا أزهرياً و لكن على الطريقة الصوفية و متعصب لمذهبه , يقول الشيخ رحمه الله:
(نشأت في هذا الجو الصوفي ولا أعرف شيئا عن السلفية و أهل السنة و الجماعة , و كنت أتعجب من والدي الذي كنت أراه يتوضأ ثم عندما تمسه الوالدة عند مناولتها للفوطة يغضب كثيراً و يقول لقد انتقض وضوءي , و يذهب و يعيد الوضوء مرة أخرى , و في ذلك الوقت لا يوجد كهرباء و لا سخانات , فكنت أستغرب كيف يرى أن مس المرأة ينقض و الوالدة لا ترى ذلك!! و أقول أن الدين هو واحد , و كان لي عمٌ اسمه الشيخ سليمان ذكرت له استغرابي و حيرتي أن أبي يرى مس المرأة ينقض و نحن في المدرسة درسنا أنه لا ينقض , فأعطاني كتاب الفقه على المذاهب الأربعة فزادت حيرتي)
ثم في عام 1936 م عمل رحمه الله في الأوقاف يقول رحمه الله:
(و كان يعمل معنا شخص في سن والدي اسمه محمد صادق عرنوس و كان شاعراً و أديباً رآني أصلي و قال لي يا محمد أفندي أنا أصلي معك و كنت في ذلك الوقت أحافظ على الصلاة أنا و والدي و لله الحمد , فكنا نصلي أنا و محمد عرنوس و نقرأ من الكتب مثل كتاب زاد المعاد و قد أفادتني هذه القراءة و جعل مخي يتفتح في القراءة و المناقشة)
و كان شيخنا يذكر دائما أن الله سبحانه و تعالى هو الذي من عليه بالهداية حيث كان بفطرته يعلم أن ماعليه القوم ليس بالمنهج الصحيح و لكن الله سبحانه و تعالى و جهه إلى الخير يقول رحمه الله:
(صرت أحب القراءة و أنزل اشتري الكتب و ربنا سبحانه و تعالى إذا أراد للإنسان خيراً يوجهه إلى الطريق الصحيح , وجدت في الأزهر مكتبةً صغيرة بها شاب اسمه محمد منير الدمشقي فقلت له أنا ما أعرف الكتب؛ و المسلمون مختلفون فدلني على كتب استفيد منها , فكنت أشتري منه كتب بقيمة خمسين قرش شهريا –جزاه الله خيرا- مافي كتاب سلفي إلا كان يعطيني إياه , و أنا كنت ماهراً في القراءة , أقرأ و ذاكرتي تحفظ مباشرةً , و كانت تعجبنا جماعة اسمها الجمعية الشرعية للشيخ محمد أمير خطاب , صلاتهم طيبة و كنت أصلي معهم , و كنت ساكناً في العباسية و كنت أحضر دروسهم في شارع 10 مسجد جماعة الشريعة , وكان وكيل الجمعية اسمه علي حلوى يلقي دروس بها و كنت احضر درس الأربعاء , صحتي كانت طيبة الحمد لله و كنت محافظاً على نفسي و كانت من إرادة رب العالمين الذي وجهني أن علي حلوى كان يقرأ في التوحيد و يقول: ربنا لافوق و لا تحت , ولا على اليمين و لا على الشمال , وكان
¥