ماتردياً لأن الأشاعرة يقولون أن الله في كل مكان و كان يقول من اعتقد أن الله في السماء فإنه كافر ولا يقول إنسان أين الله!! و كان من الكتب التي أعطاني إياها محمد منير دمشقي كتاب التوحيد و إثبات صفات الرب لابن خزيمة رحمه الله و قد قرأته و كان في ذهني حديث معاوية بن حكم السلمي (يقصد رحمه الله ماورد في الحديث عندما سأل الرسول صلى الله عليه و سلم الجارية أين الله؟ فقالت في السماء فقال اعتقها فإنها مؤمنة) فقلت لعلي حلوى: يا شيخ تقول أن من قال أن الله في السماء فهو كافر و الرسول صلى الله عليه وسلم قال للجارية إنها مؤمنة في حديث معاوية بن حكم السلمي في صحيح مسلم؟؟!! فقال الشيخ علي حلوى أصلاً هي جاهلة!! فقلت له يا شيخ الرسول صلى الله عليه و سلم جاء ليقر الجاهل على كفره أم ليعلم الجاهل؟ و كنت في أثناء هذه المناقشة ليس لدي فكرة سلف و خلف ’ فقال علي حلوى: يابني علم السلف أسلم و علم الخلف أعلم و أحكم , فقلت: ايش السلف و الخلف؟ فقال: السلف هم رسول الله و أصحابه , فقلت: أعوذ بالله أعوذ بالله الخلف أعلم بالله من رسول الله , و كأنني ألقيت عليه ذنوبا من ماء على رأسه فقام إلي خمسة من الرجال يريدون ضربي و يقولون وهابي وهابي هذا من أنصار السنة حامد فقي فأرادوا أن يتمكنوا مني فوضعت يدي داخل جيبي لأوهمهم أن بداخلها سلاحاً و هربت منهم و الحمد لله .. وفي تلك الليلة لم أنم و أخذت أفكر في كلام علي حلوى ايش السلف و الخلف ومن هم أنصار السنة و الشيخ حامد فقي؟)
و هنا يا اخوة نرى أن من أراد الله به خيراً يفقهه في دين الله و هذا ما كان دائما يذكره شيخنا على لسانه في دروسه و يقول والله يابني مش مني هذا من الله هو الذي وجهني و الحمد لله) و نكمل مع شيخنا رحمه الله حديثه .. قال:
(ثم أصبحت مع الشيخ محمد عرنوس أحسن الله اليه و كنا نحفظ سوياً القرآن و قصصت له ما حدث معي البارحة و سألته عن أنصار السنة المحمدية و الشيخ حامد فقي و الظاهر أن الشيخ عرنوس يسمع عن الشيخ حامد فقي لكن لا يعرفه , و عرنوس في توحيد الأسماء و الصفات مثل حال الناس و لكنه كان جيداً في توحيد العبادة , قال لي عرنوس هو رجل عالم , فقلت إذاً نذهب إليه.)
ثم يذكر الشيخ قصة لقاءه مع الشيخ حامد فقي رئيس جماعة أنصار السنة رحمه الله تعالى.
(كان في يدي رسالة صغيرة اسمها " القول الجلي في حكم التوسل بالنبي لمحمد صادق " و كان صديقاً لي فقلت له يا صادق أرى أن هذا الرجل مخلصاً (أي حامد فقي) , فقال لي أرسل له رسالة , فأرسلت خطاباً , و جاءني الرد بعد يومين و فيه: أن الإخوان المسلمين همهم السياسة, و الجمعية الشرعية همهم كثرة العبادة , و الشباب الإسلامي همهم الرياضة , و أحسن جماعة في الدين جماعة أنصار السنة المحمدية و لهم مسجد معين , فذهبت إلى مسجدهم و معي صديقي محمد عرنوس , فرأينا الشيخ حامد فقي و صلينا معه الجمعة , ثم سلمنا عليه و قال لصديقي مرحبا بالشاعر الإسلامي , و التحقنا بجماعة أنصار السنة عام 1936م و كان عمري وقتها عشرون سنة , و عندما علم والدي بهذا و رأى تغيري هذا كان يقول لي: أنت وهابي أخرج من بيتي ’ وكان يراني أقرأ و يسألني: ماذا تقرأ؟ فأريه صحيح البخاري و يسكت , فكنت أسير في تلك الأيام مع الشيخ حامد فقي و الشيخ عبدالرزاق عفيفي و الشيخ محمد زباري و الشيخ محمد خليل هراس رحمهم الله , نمشي سوياً و نقرأ و أستعلم منهم لأني لست بعالم)
و كان الشيخ رحمه الله يذكر لنا دائما لقاءه بمؤسس جماعة الإخوان المسلمين حسن البنا , و هنا أحب أن أنوه أن شيخنا البنا رحمه الله ذكر لنا أن عائلته لا تعود أصلا لعائلة البنا المعروفة و لكن هذا الاسم التصق بهم عند تجارة عائلته مع عائلة البنا في شركة كان اسمها شركة مرزوق البنا فليس له صلة بمؤسس جماعة الإخوان المسلمين , و قد لقيه مرتين فقط يقصها علينا شيخنا في بعض دروسه فيقول:
¥