(حضرت يوماً درساً لحسن البنا و كان يشرح فيه حديث المسيء صلاته , ثم عندما حضر وقت الصلاة قدم شيخاً أزهرياً اسمه الشيخ جوهر , فصلى بنا صلاةً سريعةً مثل نقر الغراب!! فقلت لحسن البنا: يظهر يا شيخ أن الذي صلى بنا فهم أن صلاة المسئ صلاته هي صلاة المحسن صلاته!! و طلبت منه أن ينصحه و لكنه لم يفعل و حاول أن يغيير الموضوع , فعرفت أن جماعة الإخوان المسلمين لم تصلح أحوال الناس , فتركتهم , ثم إني اجتمعت مع بعض أصدقائي حسن جمال وهو رجل يدافع عن العقيدة الصحيحة , و محمد بشار و قلت لهم: أن هذا الرجل منحرف , فقالا: كيف ذلك و هو يذكر ابن تيمية و ابن القيم رحمهما الله؟ , ثم بعد فترة جاءني محمد بشار وقال لي: أن كلامك صحيح , فقلت له: ماذا حصل , فقال: أمس كانت جلسة مع شيخ من الطرق الصوفية في بيت حسن البنا , فقال حسن البنا: هل حسن جمال موجود؟ قالوا: لا , فسأل: وهل محمد موجود؟ فقالا: لا , فقال حسن البنا: إذاً نطفي النور و نذكر الله!! حسن البنا كان يحاول أن يجمع بين كل الجماعات و المذاهب و يكلم الناس حسب ماهو منهجه أو مذهبه مثل الذي على المذهب الشافعي يذكر له أقوال الشافعي و هكذا , كان لقاءي السابق مع حسن البنا عام 1937 م و في عام 1947م كان لقاءي الثاني مع حسن البنا في إحدى التجمعات بعد عشر سنوات من لقاءه الأول معي رآني و صافحني بحرارة و ذكر اسمي و اسم أبي و سألني إن كنت تزوجت أم لا , فقد كانت لديه حافظة قوية جدا)
و قد سافر شيخنا رحمه الله إلى السعودية لإداء فريضة الحج عام 1939م مع الشيخ حامد فقي رحمه الله فيقول شيخنا:
(حججت في سنة 1939م و دعوت الله أن أعيش في هذه البلد و أموت فيها (يقصد السعودية) و كانت هذه حجتي الأولى , ثم ذهبت إلى الحج مرة أخرى عام 1945م و معي الشيخ حامد فقي رحمه الله و كان كلفة الحج تلك الأيام 16 جنيه مصري , و كانت مكة صغيرة جداً كأنها قرية و كان الناس يشعلون الشموع و التقينا بالشيخ عبدالله تلميذ الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله و الشيخ شويل و قد قاما بتعريفي للشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله و أرسل لي نسخة من كتبه هدية منه , ثم رجعت إلى مصر و لزمت أنصار السنة المحمدية و الشيخ حامد فقي الذي كان من أغير الناس على السلفية , و عندما عدت إلى مصر عملت في التجارة , ثم ضاق علي الأمر و دعوت ربي أن يعينني على حالتي ,في هذه الأثناء قدم الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله إلى مصر لاختيار أساتذة لمعاهد الدراسات الإسلامية بالرياض فشاء الله أن يختاروني من ضمن الأساتذة وجئت إلى الرياض عام 1370هـ مدرساً في المعهد و كان معي الشيخ عبدالرزاق عفيفي رحمه الله أستاذي في مصر , و التقيت بالمشايخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله و الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله و الشيخ عبدالرزاق حمزة رحمه الله و بقيت معهم في الرياض إلى عام 1372هـ , ثم انتقلت إلى معهد الإحساء سنة 1373هـ , وكان معي مناع القطان من كبار الإخوان المسلمين , و ظللت في الإحساء إلى عام 1380 هـ ثم ذهبت إلى الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ طالباً منه نقلي من الإحساء و تم نقلي إلى وزارة المعارف ثم إلى معهد المعلمين في المدينة النبوية 1381 هـ , ثم اختارني الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله مدرساً بالجامعة الإسلامية , وقد من الله علي بمنحي الجنسية السعودية من الملك فيصل رحمه الله عندما سمعني أتحدث واعظاً بمدينة الطائف , و كنت أدرس في القسم الثانوي بالجامعة الإسلامية حيث كنت أدرس الطلاب الأجانب لمعرفتي باللغة الانجليزية , و كانت من أجمل الأيام التي قضيتها في الجامعة حيث كان معي فضيلة الشيخ ناصرالدين الألباني رحمه الله و كنت رئيس الرحلات و نخرج كل أسبوع مع طلبة الثانوي يوم الخميس و كانوا الطلبة يطرحون مسائل على الشيخ الألباني رحمه الله و في الصبح كنا نعمل تمارين رياضية و كان من طلابي بالجامعة الشيخ محمد آمان رحمه الله و الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله و الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق الذي كان طيباً معنا لكنه تغير و ذهب إلى الكويت)
و قد ذكر لنا الشيخ مرة قصة تدل على حكمته في الدعوة إلى الله , قال:
¥