تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وعن عقيدة الشيخ المرزوقي فقد كانت سلفية خالصة وكان شديد الدفاع عنها وقد رد على بعض العلماء الذين خالفهم في بعض مواضيع العقيدة من أمثال يوسف النبهاني الذي ألف قصيدة في مهاجمة العقيدة السلفية و أعلامها والذين ذكر من بينهم شيخنا المرزوقي حيث قال:

وفي قطر قد ضل مثل محمد إلى حسن يعزى وقد أشبه الهرا

وألف في تضليل الأنام رسالة فأعظم بها زورا وأعظم بها وزرا

فهل بعد هذا الزيع يعتب مسلم إذا خاض من أوصاف تضليله بحرا

فرد عليه المرزوقي في قصيدة طويلة بلغت ثلاثمائة بيت نقلها الشيخ سليمان الخراشي "ست منظومات في الرد على الصوفي يوسف النبهاني" وقد قدم لها الشيخ المرزوقي بالديباجة التالية:

" الحمد لله الذي جنبنا زيغ الزائغين وانتحال الجهمية والمشركين والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين وعلى ءاله وأصحابه الطاهرين أمابعد: ففي سنة 1331هـ رأيت رائية لرافع راية الحزب الشيطاني الملحد الشهير يوسف النبهاني فإذا هي مشتملة على الإفك وخبث الانتحال ومدح الجهمية القبورية الضلال وتكفير العرب الحنابلة النجديين وهجاء أكابر العلماء السلفيين كمحمود شكري ومحمد عبده والأفغاني جمال الدين، إذ تيقنت أنه خاتمة الدجاجلة الثلاثين وأنه من سُمارة الدجال الأعور اللعين فبادرت لنزاله في الميدان ولو أنه الآن في خبر كان ليعلم حزبه أن للدين حماة وأنصارا وأنه ما نال من أسفاره إلا الوزر والعار ولولا حذر العقاب لما حررت له الجواب والله المرجو أن يجزل لي الثواب بقمع هذا الملحد المرتاب اللهم إياك أعبد وإياك أستعين فيما أرجوه وأخافه في أمر الدنيا والدين:

أقول وباسم الله أفتتح الأمرا وأسأله التوفيق في نظمي الشعرا

جوابا لمن عادى الهدى ودعاته لألقمه صخرا وأدحره دحرا

قبورية من كل قطر تحزبت تؤلف أهواء وتنشرها نشرا

وهي كما قال مؤرخ الجزيرة الشيخ حمد الجاسر بأنها ذات أسلوب سلس واضح المعنى. حيث سلك الشيخ في قصيدته مسلك الدفاع عن العقيدة الصافية، وعن أئمة الدعوة السلفية، وامتازت بأسلوب السرد التفصيلي حيث تناولت أوضاع العالم الإسلامي وأحواله والتنبيه على بعض التجاوزات في العقيدة و السلوك في المجتمعات الإسلامية.

ولمكانة الشيخ عند علماء عصره فقد قاموا بالذب عنه والثناء عليه، مثل الشيخ العلامة سليمان بن سحمان:

وفي قطر بالحق أضحى محمد يناضل عن دين الهدى كل من هرا

وأعلن بالكفر البواح كمن غدا يحرر في منظومه الكفر والشرا

وقد غاظ هذا الفدم ما قال جهرة فلله ما أبدى وما قاله جهرا

وقد أسهب المأفون بالذم معلنا لأهل الهدى والفدم ما حقق الأمرا

وأحسن شيء قاله في نظامه وكان به أولى وأجدر بل أحرى

"ومن قلد الشيطان في أمر دينه ينال به في دينه الخزي والخسرا"

وكما قام بالذب عنه وعرض شمائله وفضائله الشيخ المؤرخ إبراهم بن عيسى (اشتهر من تلاميذه الشيخ العلامة المفسر عبدالرحمن بن ناصر السعدي، والشيخ عبدالله بن زاحم رئيس محاكم المدينة المنورة، والشيخ عبدالله بن خلف الدحيان علامة الكويت)، حيث قال في معرض قصيدة طويلة بلغت 169 بيت:

وقولك في الشهم الهمام محمد أبي حسن يا خب قد أشبه الهرا

كذبت وقد أخطأت يا عادم الحيا فإن الفتى والله قد أشبه النمرا

أتهجو حنيفا طاهرا ذا تورع يسير على منهاج خير الورى سيرا

أديبا أريبا متقنا متفننا حسيبا نسيبا صالحا بارعا حرا

وأما علاقته بعلماء وحكام عصره فكانت وطيدة يحرص الشيخ على التواصل معهم، إما بالزيارة واللقاء بهم مباشرة أو بالمراسلة بنظما ونثرا، وقد كانت تربطه علاقة قوية بالشيخ العلامة سليمان بن سحمان، حيث قرض الشيخ المرزوقي لأحد كتب بن سحمان كما ذكر الشيخ عبدالرحمن بن قاسم في كتابه "الدرر السنية في الأجوبة النجدية":

يعزى لفارس ثغر الدين في زمن ابـ ـن لسحمان سامي القدر والبشر

شهما نبيلا حوى فهما ومعرفة وشاد برهانه في واضح الخبر

كم سنة صالح أحيا رسم دارسها فصار يحكي سناها ساطع القمر

وبدعة درست واندك شامخها والحق يعلو وليل الجهل ذو غير

كما جاهل جال في الميدان حل به من مخلب الليث فتكا غير منجبر

من العراق وشام والحجاز إلى نجد القصيم وآل الشوم في هجر

كما أن الشيخ المرزوقي كان يحرص على نشر مؤلفات العلامة بن سحمان حيث قام بطبع عدد من مؤلفات الشيخ على نفقته الخاصة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير