تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومن العلماء الذين كانت تربطهم بالشيخ علاقة وطيدة السيد محمود شكري الآلوسي فقد أورد الآلوسي بعض مراسلاته مع الشيخ المرزوقي في كتابه "بدائع الإنشاء" (وهو مخطوط) كما حدثني بذلك الشيخ عمر تهاني.

كما كانت للشيخ علاقة علمية وطيدة بالعلامة الشيخ عبدالله بن عبداللطيف آل الشيخ، وأخيه العلامة الشيخ العلامة محمد بن عبداللطيف آل الشيخ، حيث كان الشيخ يتبادل معهم الآراء حول بعض الإشكالات العلمية، كما كان يستشهد بآرائهم وفتاويهم ـ رحمهم الله ـ، ويتضح ذلك جليا في خلافه العلمي مع الشيخ حسين بن حسن آل الشيخ حول مسألة تكفير الجهمية، فلمكانة الشيخ عبدالله بن عبد اللطيف وأخيه محمد لدى الشيخ المرزوقي فقد قام بمراسلتهم في شأن هذه المسألة وأقام بإيراد فتواهم فيها في كتابه "اربح الفوائد في أرجح المقاصد".

وللشيخ أيضا علاقة وطيدة بالشيخ علي بن محمد المحمود وهو أحد أعلام الشارقة المشهود لهم بالعلم والفضل، فكثيرا ماكان الشيخ يتعمده بالزيارة في مجلسه العامر كلما سنحت له الفرصة لزيارة الشارقة. حيث يقول الدكتو عبدالله الطابور النعيمي وهو يصف مجلس المحمود: "ومن بين هؤلاء العلماء الذين يترددون على مجلس المحمود عالم عرف بثبات العقيدة وقوة الإيمان وكان متشددا في الحق لا يحب إلا لله ولا يبغض إلا لله ذلك الشيخ هو محمد بن حسن المرزوقي".

ومن الحكام الذين كانت تربطهم به علاقة الشيخ راشد بن احمد المعلا حاكم أم القوين خلال الفترة من 1904 إلى 1924م، فقد ذكر الشيخ عبد الله المطوع في ترجمته للشيخ راشد: " أن من مواقفه التي لا تفنى مدى الدهر موقفه الذي سطره التاريخ بمداد من نور في الدفاع عن الشيخ محمد بن حسن المرزوقي، وكان هذا الرجل ـ المرزوقي ـ عالما من علماء السلف مدافعا عن العقيدة معاديا لمن خالفها لا تأخذه في الله لومة لائم شديدا على المخالفين وكان الشيخ راشد ـ رحمه الله ـ يحبه وينصره ويقربه يعطيه من الأموال ما يمكنه من طبع كتبه ونشرها.

وقد كان للشيخ موقف بارز من الانتداب البريطاني الذي فرض في تلك الفترة على المنطقة، فقد كان الشيخ مترسما عقيدة الولاء والبراء التي تنطلق من قوله تعالى ((يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين))، فاتخذ الشيخ موقف المقاطعة من كل ما يمت إلى هذا الإنتداب بصلة يجاهر بذلك ويدعوا الناس إلى مقاطعتهم فيذكر الدكتور عبدالله الطابور أن الشيخ أثناء زيارته للشارقة " كان حين يمر أمام بيت الوكالة لا يعير من فيه أي اهتمام ولا يسلم على أحد من أعضائه"

فلذلك قام الإنجليز يبادلونه العداء ويطاردونه بعد أن علموا بنزوحه من الشارقة إلى أم القيوين وجلس ضيفا على الشيخ راشد بن أحمد المعلا فأرسلوا مركبا حربيا إليه وطلب قائد المركب تسليم الشيخ المرزوقي، فرفض شيخ أم القيوين وأصر على ذلك مما حدى بقائد المركب بقصف قلعة أم القيوين وأصابها بأضرار، فما كان من الشيخ المعلا إلى أمر بالرد بالمثل فجهزت مدافع القلعة الموجودة لديه من أيام العثمانيين فأصابت المركب بأضرار اضطرت قائد المركب إلى الرضوخ والانسحاب بعد إصلاح مركبه.

وأما مؤلفات الشيخ فقد اشتهر للشيخ كتاب أسماه "أربح الفوائد في أرجح المقاصد" قام فيه بجمع مراسلاته مع بعض علماء عصره بالإضافة إلى مجموعة من القصائد في العقيدة والدفاع عنها كما استدل ببعض الكتب والمنظومات الشعرية للأئمة والعلماء، مثل كتاب عقيدة أهل السنة للإمام أحمد، ونونية القحطاني. وقد قام الشيخ بطبعه في الهند عام 1330هـ.

وقد اشتهر كتاب آخر بعنوان " المواعظ السنية في الخطب النجدية" وهو يحوي جمعا لبعض خطب أئمة الدعوة النجدية، وقد طبعه المللك عبدالعزيز عام 1326هـ

ونظرا لكثرة ترحال الشيخ وعدم استقرار في مكان واحد فقد سكن فترة في الشارقة ثم أم القيوين وانتهى به المقام في جزيرة الحمرا في رأس الخيمة بدولة الإمارات العربية المتحدة حيث توفي بها ودفن رحمه الله رحمة واسعة وجمعنا به وبنبينا ـ عليه أفضل الصلاة والتسليم ـ في جنت و نهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر.

علما بأن للشيخ إخوة هم عبدالله وأحمد و عبدالرحمن و عبد الرزاق وكان هذا الأخير معروفا ومشتهرا بأنه من شعراء قطر, وقد توفوا جميعا في قطر رحمهم الله, ولم يخلف الشيخ إلا ابنة واحدة اسمها فاطمة وقد تزوجت لكنها لم تعقب وتوفيت في رأس الخيمة في جزيرة الحمرا رحمها الله.

وفي الختام هذا ما تيسر جمعه عن حياة هذا الإمام الجهبذ ناصر السنة في عصره وداحر البدعة، ومع ما ذكرنا فإنا لم نوفه حقه ونسأل الله أن يجزيه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.

تم الكلام وربنا محمود وله المكارم والعلا والجود

وإن رأيت عيبا فسد الخللا جل من لا عيب فيه وخلا

المصدر بحث نشر في جريدة الشرق القطرية

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير