قال العبد الفقير يحيى الغوثاني: وصلني اليوم نبأ وفاة هذا العالم الكبير والشيخ المتواضع المقرئ الذي يعتبر من أعلى القراء سندا في العالم اليوم فيما نعلم والله أعلم:
لقد زرته في 16 ربيع الآخر 1428 هـ في بيته في قرية جماجمون فرحب بي كثيرا وأظهر من كرم الضيافة والحب ما هو من شيمة أهل القرآن وأملى علي أطرافا من ترجمته وأطلعني على إجازاته وإجازات والده المخطوطة في القراءات ورأيت أصولها وفوجئت بأن والده أيضا مقرئ ولكننا لا نعرف عنه شيئا فسألته هل قراتم على الوالد فقال لا توفي وأنا صغير
وهو الشيخ المقرئ زكريا بن محمد بن عبدالسلام الجماجموني الدسوقي رحمه الله.
سألته عن ترجمته فقال هنا مكتوب بعضها فناولني أوراقاً
قال في ترجمته لنفسه:
((يقول راجى عفو ربه الكريم خادم القرآن الكريم / زكريا بن محمد بن على بن عبد السلام:
ولدت فى قرية من قرى مصر وتسمى قرية جماجمون تابعة لمركز دسوق -محافظة كفر الشيخ- ولدت بمنزل فى شارع الفقهاء 4/ 6/1927 م، ...
وكان والدي رحمه الله الحاج محمد علي عبد السلام حجة ثقة في علم القراءات ومرجعا يرجع إليه عند الحاجة تلقى تعليمه في المسجد الإبراهيمي بدسوق على شيخه ومكث على تعليم كتاب الله بقرية جماجمون حتى نقل ‘لى الرفيق الأعلى عام 1929 م ....
وعندما بلغت السادسة من عمرى تلقيت مبادئ التعليم فى القرية وحفظت القرآن الكريم برواياته على شيخي الشيخ / الفاضلى علي أبو ليلة بالمسجد الإبراهيمي بدسوق تغمده الله برحمته ودرست عليه الشاطبية للإمام الشاطبى والدرة والعشرة من الطيبة للإمام ابن الجزري رضى الله عنه))
وفي عام 1957 ـ 1958 التحقت بكلية العربية قسم القراءات بالقاهرة وتلقيت عن أساتذتي بأسانيدهم في كلية العربية ونحجت في امتحان شعبة التجويد عام 1958 م بدرجة امتياز
وفي يوم 111/ 9 1967 م منحت درجة الشهادة العالية للقراءات
وفي عام 1967 حصلت على شهادة تخصص القراءات في كلية اللغة العربية للقراءات العشر الكبرى من طريق طيبة النشر والعلوم المتعلقة بالقرآن الكريم من رسم وضبط وفواصل والعلوم العربية والشرعية وكان ترتيبي الثاني بين الناجحين
وفي يوم 16/ 6 / 1968 م عينت مدرسا بالأزهر الشريف بمعهد بلصفورة التابع لسوهاج ثم نقلت لمعهد دمنهور الديني ثم إلى معهد دسوق الديني بنين
وفي 6/ 1 / 1973 سافرت في بعثة للخارج مدرسا بالمملكة العربية السعودية وانتهت البعثة في يوم 8/ 10 / 1977 م
عدت إلى معهد دسوق الديني مدرس أول وخطيبا في وزارة الأوقاف بمسجد سليم بجماجمون
وفي 18/ 3 / 1986 م رقيت مفتشاً للمعاهد الإعدادية والثانوية بمنطقة كفر الشيخ الأزهرية حتى أحلت على المعاش
وأجازنى شيخي الشيخ الفاضلي بسنده المتصل إلى النبى صلى الله عليه وسلم بكل هذا
وهو قرأ على الشيخ - سيد أحمد أبو حطب
وهوعن الشيخ عبد الله بن عبد العظيم الدسوقى وهو بسنده المعروف قرأ على الشيخ: على الحدادى الذى قرأ على شيخ المقارئ المصرية الشيخ ابراهيم العبيدى.
وسنده عال سواء بقراءته على الشيخ ابو ليلة أو الشيخ سيد حطب تلميذ ابو ليلة
وقيل ان الفاضلي قرأ على إسماعيل ابو النور وهو على الدسوقي وبهذا ينزل درجة
قال يحيى: وقد قرأت عليه والحمد لله كامل متن الجزرية وأجازني بها وشيئا من الشاطبية وقرأت من أول القرآن بالقراءات العشر الكبرى إلى قوله تعالى المفلحون وتكرم فأجازني لفظا وخطا وناولني الإجازة مكتوبة وموقعة بيده رحمه الله
وقال أنا ليس من عادتي أن أجيز ببعض القرآن إلا لمن هو أهل لذلك وتحققت لدي أهليته
ثم من سروره بهذا اللقاء قال سأعرفكم بأخي الأكبر الشيخ سليمان المولود عام 1922 م فاصطحبنا إلى كتّاب أخيه وكان لقاء جميلا جدا يحتاج إلى وصف في مناسبة أخرى
ولكن مما يجدر ذكره هنا أن الشيخ زكريا حفظه الله وهو في الثمانين كان متأدبا جدا مع اخيه الأكبر وعرفه بي وطلب مني أن أقرا شيئا من القرآن عليه فقرأت بالسبع وأجازني ووقع على إجازة أخيه وشهد عليها وذلك بحضور وشهادة الأخ عصام عزت
ولي عودة لتفاصيل هذا اللقاء وهذه الرحلة
رحمه الله عوضه الله الجنة
المصدر ( http://montada.gawthany.com/VB/showthread.php?p=150976#post150976)